عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:28 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على قوله تعالى: {جزاء من ربك} وقوله تعالى: {دعاء ونداء}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقوله: {جزاء من ربك} [النبأ: 26] تقف عليه (جزاء) بالمد والهمز من قول أبي عمرو والكسائي وأبي عبيد لأن الأصل فيه «جزايا» فأبدلوا من الياء همزة، بدلوا من التنوين ألفا، فاجتمع ثلاث ألفات، الأولى والثانية مبدلة من الياء، والثالثة مبدلة من التنوين. وكذلك {أنزل من السماء ماء} [البقرة: 22] تقف عليه (ماء) بالمد والهمز، وكان الأصل فيه «موها» فأبدلوا من الواو لتحركها وانفتاح ما قبلها، وأبدلوا من الهاء همزة مخرجها منها لأن الهمزة أجهر من الهاء، وأبدلوا التنوين ألفًا ففيه ثلاث ألفات، والدليل على أن أصل الهمزة في «الماء» هاء أن العرب تقول في جمعه «أمواه». وووكذلك: {دعاء ونداء} [البقرة: 171] تقف عليه:
(دعاء ونداء) بالمد والهمز. وكان حمزة يسكت عليه بلا همز ظاهر وهو يطالبه ويشير إليه.
145- حدثنا أحمد بن سهل قال: أقرأني عبيد بن الصباح عن أبي عمر حفص ابن سليمان قال: وأقرأني علي بن محصن وإبراهيم السمسار وغيرهما عن أبي حفص عن أبي عمر حفص بن سليمان [عن عاصم] (دعا وندا) بترك الهمز من اللفظ في الوقف مع الإشارة إليه مثل الذي روينا عن حمزة. والاختيار عندنا الوقف عليه بالهمز للعلة التي تقدمت. ومن العرب من يقول في الوقف عليه: «أنزل من السماء مايا»، «إلا دعايا وندايا» أنشدنا أبو العباس:
غداة تسايلت من كل أوب = كنانة عاقدين لهم لوايا
وأنشدنا أبو العباس:
إذا ما الشيخ صم فلم يكلم = ولم يك سمعه إلا ندايا
ومن العرب من يقول في الوقف عليه (أنزل من السماء ما) وفي الوصل (من)، على لفظ من التي يستفهم بها، قال الله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا} [البقرة: 245] حكى الكسائي عن العرب: «اسقني شربة ما» بألف منونة.
وقوله تعالى: {والسماء بناء} [البقرة: 22] من العرب من يقصر «البناء»، فيقول في الوقف عليه «بنى». فقال الفراء: من قصره جعله جمع «بنية» كما تقول: «لحية ولحى وحلية وحلى» ومن العرب من يقول: «بُنى» بالضم فيجعله جمع «بُنية» كما تقول: كسوة وكسى ورشوة ورشى، وقد حكى عن العرب في جمع اللحية والحلية «حلى وحلى» بالضم.
وتقف على قوله: {فإذا لا يؤتون الناس نقيرا} [النساء: 53] بألف لأنه حرف ينفرد ويقع آخر الكلام فيقال: «زيد قائم إذًا» فكانت الألف في آخره بدلاً من النون الخفيفة، ولم تلتبس بقوله: {إذا السماء انفطرت} [الإنفطار: 1] لأن هذه لا تنفرد ولا تأتي آخر الكلام.
وتقف على قوله: {فمنهم من يمشي على بطنه} [النور: 45] (من) بالنون لا غير في جميع القرآن والكلام لأنه حرف لا ينفرد ولا يكون آخرًا فوقف على لفظه.
وتقف على قوله: {لن تنالوا البر} [آل عمران: 92] [لن] بالنون لا غير لأنه أيضًا حرف لا ينفرد، ولا يأتي آخر الكلام فوقف عليه كما يوصل، وقال الفراء: الأصل في «من» «ما» وفي «لن» «لا».
وتقف على قوله: {وكأين من نبي} [آل عمران: 146] بالنون لأنها من نفس الحرف. ومن العرب من يقف عليه (وكأي) بغير نون فيشبهه بالتنوين الذي يتصل بالإعراب ويسقط عند الوقف، هذه قراءة العامة. وقرأ ابن كثير: (وكاين) على مثال «فاعل». فالاختيار الوقف عليه بالنون ويجوز في النحو الوقف عليه بغير نون على ما مضى من التفسير، وقرأ أبو محيصن: (وكين) على مثال «فعل» والوقف عليه كالوقف على الأولين.
). [إيضاح الوقف والابتداء: 1/377-383]

رد مع اقتباس