عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:27 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على قوله تعالى: {اهبطوا مصرا}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقوله: {اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم} [البقرة: 61] اختلف القراء فيها، فكان أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي يقرؤون: (مصرا) بالإجراء. وكان الأعمش يقرأها: (مصر) بلا إجراء، وقال: هي مصر التي عليها صالح بن علي فيجعلها معرفة. وقال الكسائي: هي في مصحف عبد الله وأبي بن كعب بغير ألف. فمن أجراها وقف عليها بالألف، ومن لم يجرها كان له مذهبان أحبهما إلي أن يقف بالألف اتباعًا للكتاب، ويجتمع له مع موافقة الكتاب مذهب من مذاهب العرب لأن العرب تقف على ما لا يجرى بالألف فيقولون: «رأيت يزيدا وعمرا» وإنما فعلوا ذلك لأنهم وجدوا آخر الاسم مفتوحًا فوصلوا الفتحة بالألف، ويجوز أن تقف عليه بلا ألف وتحتج بمصحف عبد الله وأبي. والحجة لمن أجرى «مصرا» أن يقول: هي مصر من الأمصار. وذلك أنهم ملوا المن والسلوى فقالوا لموسى: {ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها} [البقرة: 61] فقال لهم موسى: «أتستبدلون الذي هو أدنى من الذي ذكرتم من البقل والقثاء بالذي هو خير أي بالمن والسلوى اهبطوا مصرا من الأمصار فإنكم تجدون فيه ما سألتم. ومن لم يجرها قال: هي مصر المعروفة لا تجرى لعلتين: إحداهما أنها معرفة، والمعرفة تثقل الاسم، والعلة الأخرى أنها اسم
لمؤنث. ولم يختلف القراء في ترك إجراء «مصر» في قوله: {اليس لي ملك مصر} [الزخرف: 51] لأنها مصر المعروفة، أنشد الفراء:
من أناس بين مصر وعالج = وأبين إلا قد تركنا لهم وترا
نحن قتلنا الأزد أزد شنوءة = فما شربوا بعد على لذة خمرا
لم يجر «مصر» لما ذكرنا
).[إيضاح الوقف والابتداء: 1/372- 374]

رد مع اقتباس