عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:27 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على {سلاسلا} و{قواريرا}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقوله: {قواريرا. قواريرا من فضة} [الإنسان: 15، 16] كان الأعرج وأبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم والأعمش والكسائي يقرؤون (سلاسلا) و(قواريرا) بألف في الوقف والتنوين في الوصل.
وكان حمزة يقرأ: (سلاسل) و(قوارير. قوارير من فضة) بغير إجراء ويقف عليهن بغير ألف. وكان أبو عمرو يصل: (قوارير قوارير) بلا إجراء، فإذا وقف وقف على الأول بألف وعلى الثاني بلا ألف اتباعًا لمصحفهم. وكان خلف يختار تنوين الأول (قواريرا) في الوصل والوقف عليه بالألف، والثاني (قوارير من فضة) بغير ألف في الوقف، ولا تنوين في الوصل، واحتج بأن الحرف الأول رأس آية، واحتج أيضًا بأنه في المصاحف كلها الجدد والعتق بألف. والحرف الثاني (قوارير) فيه اختلاف فهو في مصاحف أهل المدينة وأهل الكوفة: (قوريرا قواريرا من فضة) جميعًا بألف. وفي مصاحف أهل البصرة الأول بالألف والثاني بغير ألف، قال خلف: وكذلك رأيت في مصحف ينسب إلى قراءة أبي بن كعب عند آل أنس بن مالك، الأول بألف والثاني (قوارير) بغير ألف. وقال أبو عبيد: رأيتهما في الذي يقال إنه الإمام مصحف عثمان الأولى (قوارير) بألف مثبتة، والثانية كانت بألف فحكت ورأيت أثرها بينا هناك.فمن قرأ (قواريرا قواريرا) بإجرائهما جميعًا كانت له
ثلاث حجج: إحداهن أن يقول: نونت الأولى لأنها رأس آية، ورؤوس الآيات جاءت بالنون كقوله: (مذكورا)، {سميعا بصيرا} [الإنسان: 1، 2] فنونا الأول ليوافق بين رؤوس الآيات ونونا الثاني على الجوار للأول. والحجة الثانية اتباع المصاحف وذلك أنهما جميعا في مصاحف أهل مكة والمدينة والكوفة بألف. والحجة الثالثة أن العرب تجري لا ما لا يجري في كثير من كلامها، من ذلك قول عمرو بن كلثوم الغلبي:
كأن سيوفنا فينا وفيهم = مخاريق بأيدي لاعبينا
فأجرى «مخاريق» وسبيله ألا يجرى. وقال لبيد:
وجزور أيسار دعوت لحتفها = بمغالق متشابه أعلامها
وقال لبيد أيضًا:
فضلا وذو كرم يعين على الندى = سمح كسوب رغائب غنامها
فأجرى «رغائب» وسبيلها ألا تجرى.
وقال الفراء: العرب تجري ما لا يجرى في الشعر إلا «أفعل» الذي معه «من» فلا يقول أحد من العرب في شعر ولا غيره «هو أفعل منك» لأن «من» تقوم مقام الإضافة، فلا يجمع بين تنوين وإضافة في حرف [واحد] لأنهما دليلان من دلائل الأسماء ولا يجمع بين دليلين.
ومن لم يجرهن أخرجهن على حقهن لأنهن لا يجرين، وذلك أنك تقول: «هذه قوارير» فتجد بعد ألفها ثلاثة أحرف،
وكل جمع بعد الألف منه ثلاثة أحرف أو حرفان أو حرف مشدد لا يجرى في معرفة ولا في نكرة، فالذي بعد الألف منه ثلاثة أحرف قولك: قناديل ودنانير ومناديل، والذي بعد الألف منه حرفان قول الله تعالى: {لهدمت صوامع} [الحج: 40] لم يجر (صوامع) لأن بعد الألف حرفين. وكذلك قوله: {ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا} [الحج: 40] والذي بعد الألف منه حرف مشدد قولك: «مسان ودواب». وقال خلف: سمعت يحيى بن آدم يحدث عن ابن إدريس قال: في المصاحف الأولى الحرف الأول والثاني بغير ألف، فهذا حجة لمذهب حمزة. وقال خلف: رأيت في مصحف يُنسب إلى قراءة ابن مسعود الأول بالألف والثاني بغير ألف
).[إيضاح الوقف والابتداء: 1/368- 371]

رد مع اقتباس