عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:26 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على كلمة "ثمود" المنصوبة في القرآن

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقوله عز وجل: {ألا إن ثمودا كفروا ربهم} [هود: 68] اختلف القراء فيه، فكان نافع وابن كثير وعاصم وأبو عمرو
يجرون (ثمودا) وبنونونه في أربعة مواضع، في هود: {ألا إن ثمودا كفروا ربهم} [68] وفي الفرقان: {وعادا وثمودا وأصحاب الرس} [38] وفي العنكبوت: {وعادا وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم} [38] وفي النجم: {وثمودا فما أبقى} [51]
وروي عن عاصم أنه كان لا يجري التي في «النجم» ولا ينونها. وكان يحيى بن وثاب والأعمش يجريان «ثمودا» في كل شيء من القرآن وينونانه.
وكان حمزة لا يجري «ثمود» ولا ينونه في شيء من القرآن. وكان الكسائي يجريه في الأربعة المواضع التي ذكرناها ويزيد
{ألا بعدا لثمود} [هود: 68]، فمن أجراه في المواضع الأربعة احتج بأن الألف ثابتة فيهن في المصحف. ويقف أصحاب هذه القراءة: (ألا إن ثمودا) ومن لم يجره وقف أيضًا (ألا إن ثمودا) بالألف اتباعًا . والحجة له في هذا أن العرب تقف على المنصوب الذي لا يجري بالألف فيقولون: «رأيت سلاسلا وقواريرا، ورأيت يزيدا» فإذا وصلوا لم ينونوا. حكى هذا الرؤاسي والكسائي عن العرب.
قال أبو بكر ولا أستحب لمن لم يجر «ثمود» أن عليه: (ألا إن ثمود) بلا ألف لأنه يخالف المصحف. الحجة لمن أجرى «ثمودا» أن يقول: هو اسم لرجل معروف فلذلك أجريته. قال الشاعر في إجرائه:
دعت أم غنم شر لص علمته = بأرض ثمود كلها فأجابها
ومن لم يجر «ثمود» قال: هو اسم للأمة والقبيلة فصار بمنزلة أسماء المؤنث.
قال الفراء: حدثني قيس بن الربيع الأسدي عن أبي إسحاق الهمداني عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه أنه كان لا يجري «ثمود» في شيء من القرآن. وقال الشاعر في ترك إجرائه:
إن أنت عقرتها وأرحت منها = بلاد ثمود أنكحت الربابا
وقال أيضًا في إجرائه:
ونادى صالح يا رب أنزل = بآل ثمود منك غدا عذابا
وزعم الكسائي أنه سمع أبا خالد الأسدي يقول: إن عاد وتبع أمتان فلم يجرهما لأنه جعلهما اسمين للأمة، وأنشد الفراء:
أحقًا عباد الله جرأة محاق = علي وقد أعييت عاد وتبعا
فلم يجرهما لذلك المعنى، وقال الآخر:
بكى الخز من روح وأنكر جلده = وعجت عجيجا من جذام المارف
فلم يجر «جذام» لأنه جعله اسمًا للقبيلة.
وقال الفراء: قلت للكسائي: لم أجريت «ثمود» في قوله: (ألا بعدا لثمود) ومن أصلك ألا تجرية إلا في موضع النصب اتباعًا للكتاب؟ فقال: لما قرب من المجرى وكان موافقًا له من جهة المعنى أجريته لجواره له).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/362- 366]

رد مع اقتباس