عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 26 ذو القعدة 1433هـ/11-10-2012م, 01:50 AM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي

أقوال العلماء فى أسماء سورة "التوبة"

قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخراسانيُّ (ت: 227هـ): (حدّثنا سعيدٌ، قال: نا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قلت لابن عبّاسٍ: سورة التّوبة، قال: بل هي الفاضحة، ما زالت تنزل: ومنهم، ومنهم، حتّى ظنّوا أن لا يبقى (أحدٌ) منهم إلّا ذكر فيها). [سنن سعيد بن منصور:5/232]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم، حدّثنا سعيد بن سليمان، حدّثنا هشيمٌ، أخبرنا أبو بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قلت لابن عبّاسٍ: سورة التّوبة، قال: «التّوبة هي الفاضحة، ما زالت تنزل، ومنهم ومنهم، حتّى ظنّوا أنّها لن تبقي أحدًا منهم إلّا ذكر فيها»، قال: قلت: سورة الأنفال، قال: «نزلت في بدرٍ»، قال: قلت: سورة الحشر، قال: «نزلت في بني النّضير»). [صحيح البخاري:6/147]

قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ بنِ مسلمٍ الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ (ت: 261هـ): (باب في سورة براءة والأنفال والحشر
حدثني عبد الله بن مطيع حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة التوبة؟ قال: آلتوبة؟ قال: بل هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم حتى ظنوا أن لا يبقى منا أحد إلا ذكر فيها. قال: قلت: سورة الأنفال؟ قال: تلك سورة بدر. قال: قلت: فالحشر؟ قال: نزلت في بني النضير). [صحيح مسلم:4/2321-2322]

قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (قال سعيد بن جبيرٍ: قلت لابن عبّاسٍ: سورة التّوبة؟ قال: هي الفاضحة ما زالت تنزل: "ومنهم.."، "ومنهم.." حتّى ظنّوا أنّها لم تبق أحدًا منهم إلّا ذكر فيها، قال: قلت سورة الأنفال؟ قال: تلك سورة بدرٍ، قال: قلت: سورة الحشر؟ قال: قل سورة بني النّضير). [معالم التنزيل: 4/7]

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب، لأنّ فيها التوبة على المؤمنين، وهي تقشقش من النفاق أي تبرئ منه، وتبعثر عن أسرار المنافقين تبحث عنها وتثيرها وتحفر عنها وتفضحهم وتنكلهم وتشرد بهم وتخزيهم وتدمدم عليهم. وعن حذيفة رضي الله عنه: إنكم تسمونها سورة التوبة، وإنما هي سورة العذاب، والله ما تركت أحداً إلا نالت منه). [الكشاف:3/5]


قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وتسمى سورة التوبة، قاله حذيفة وغيره، وتسمى الفاضحة قاله ابن عباس، وتسمى الحافرة لأنها حفرت عن قلوب المنافقين، قال ابن عباس: مازال ينزل ومنهم ومنهم حتى ظن أنه لا يبقى أحد، وقال حذيفة: هي سورة العذاب، قال ابن عمر: كنا ندعوها المقشقشة، قال الحارث بن يزيد: كانت تدعى المبعثرة ويقال لها المثيرة، ويقال لها البحوث). [المحرر الوجيز:10/251]

قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (فصل: ولها تسعة أسماء:
أحدها: سورة التوبة، والثاني: براءة، وهذان مشهوران بين الناس.
والثالث: سورة العذاب، قاله حذيفة. والرابع: المقشقشة، قاله ابن عمر.
والخامس: سورة البحوث؛ لأنها بحثت عن سرائر المنافقين، قاله المقداد بن الأسود.
والسادس: الفاضحة؛ لأنها فضحت المنافقين، قاله ابن عباس.
والسابع: المبعثرة؛ لأنها بعثرت أخبار الناس وكشفت عن سرائرهم، قاله الحارث بن يزيد وابن إسحاق.
والثامن: المثيرة لأنها أثارت مخازي المنافقين ومثالبهم، قاله قتادة.
والتاسع: الحافرة؛ لأنها حفرت عن قلوب المنافقين، قاله الزجاج). [زاد المسير:3/389]


قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (والأنفال، وبراءة وكانوا يسمونهما القرينتين، وتسمى (براءة) سورة العذاب. قال حذيفة رحمه الله: إنكم تسمونها سورة التوبة، وإنما هي سورة العذاب، والله ما تركت أحدا إلا نالت منه.
وتسمى المقشقشة لأنها تقشقش من النفاق، أي تبرئ منه. وتسمى المبعثرة لأنها بعثرت عن أسرار المنافقين. والحافرة لأنها حفرت عن أسرارهم.
والمخزية، والفاضحة، والمنكلة، والمدمدمة والمشردة.
وسورة التوبة لقوله عز وجل: {لقد تاب الله على النبي}.. إلى قصة كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية). [جمال القراء:1/36]

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (وهي آخر ما نزل ولها أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب) لما فيها من التوبة للمؤمنين والقشقشة من النفاق وهي التبري منه والبحث عن حال المنافقين وإثارتها والحفر عنهم وما يخزيهم وفضحهم وينكلهم ويشردهم ويدمدم عليهم). [أنوار التنزيل:3/70]

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (ولها ثلاثة عشر اسما؛ اثنان مشهوران (براءة)، و(التّوبة) و(سورة العذاب) و(والمقشقشة) لأنّها تقشقش عن النّفاق أي: تبرئ، وقيل: من تقشقش المريض إذا برأ (والبحوث) لأنّها تبحث عن سرائر المنافقين و(الفاضحة) لأنّها فضحت المنافقين و(المبعثرة) لأنّها بعثرت أخبار النّاس وكشفت عن سرائرهم و(المثيرة) لأنّها أثارت مخازي المنافقين و(الحافرة) لأنّها حفرت عن قلوبهم و(المشردة) لأنّها تشرد بالمنافقين و(المخزية) لأنّها تخزي المنافقين و(المنكلة) لأنّها تتكلّم و(المدمدمة) لأنّها تدمدم عليهم). [عمدة القاري:18/344](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج النحاس في ناسخه عن عثمان رضي الله عنه قال: كانت الأنفال وبراءة يدعيان في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم القرينتين فلذلك جعلتهما في السبع الطوال). [الدر المنثور: 7/223-224]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وأبو الشيخ والبيهقي في الشعب عن أبي عطية الهمداني قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: تعلموا سورة براءة وعلموا نساءكم سورة النور). [الدر المنثور: 7/224]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): ( وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ والحاكم ، وَابن مردويه عن حذيفة رضي الله عنه قال : التي تسمون سورة التوبة هي سورة العذاب ، والله ما تركت أحدا إلا نالت منه ولا تقرأون منها مما كنا نقرأ إلا ربعها ). [الدر المنثور:7/224-225]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عبيد، وَابن المنذر وأبو الشيخ، وَابن مردويه عن حذيفة رضي الله عنه في: براءة يسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب). [الدر المنثور: 7/225]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عبيد، وَابن المنذر وأبو الشيخ، وَابن مردويه عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: سورة التوبة، قال: التوبة بل هي الفاضحة، ما زالت تنزل ومنهم حتى ظننا أن لن يبقى منا أحد إلا ذكر فيها). [الدر المنثور: 7/225]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عوانة ، وَابن المنذر وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن عمر رضي الله عنه قيل له : سورة التوبة ، قال: هي إلى العذاب أقرب ، ما أقلعت عن الناس حتى ما كادت تدع منهم أحدا ). [الدر المنثور:7/225]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه قال: قال عمر رضي الله عنه: ما فرغ من تنزيل براءة حتى ظننا أنه لم يبق منا أحد إلا سينزل فيه، وكانت تسمى الفاضحة). [الدر المنثور: 7/225]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ، وَابن مردويه عن زيد بن أسلم رضي الله عنه، أن: رجلا قال لعبد الله: سورة التوبة فقال ابن عمر رضي الله عنه: وأيتهن سورة التوبة؟ فقال: براءة، فقال ابن عمر: وهل فعل بالناس الأفاعيل إلا هي، ما كنا ندعوها إلا المقشقشة). [الدر المنثور: 7/225]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال: كانت براءة تسمى المنقرة؛ نقرت عما في قلوب المشركين). [الدر المنثور: 7/226]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ عن حذيفة رضي الله عنه قال: ما تقرأون ثلثها يعني سورة التوبة). [الدر المنثور: 7/226]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: يسمونها سورة التوبة وإنها لسورة عذاب يعني براءة). [الدر المنثور:7/226]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن المنذر عن محمد بن إسحاق رضي الله عنه قال: كانت براءة تسمى في زمان النَّبِيّ المعبرة لما كشفت من سرائر الناس). [الدر المنثور: 7/226]

قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (ولها أسماء أخر تزيد على العشرة منها: التوبة والفاضحة والمقشقشة لأنها تدعو إلى التوبة وتفضح المنافقين وتقشقشهم أي تبرئ منهم). [إرشاد الساري:7/138](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (ولها أسماءٌ: منها: سورة التّوبة لأنّ فيها التّوبة على المؤمنين وتسمّى: الفاضحة لأنّه ما زال ينزل فيها: ومنهم، ومنهم، حتّى كادت أن لا تدع أحدًا وتسمّى: البحوث، لأنّها تبحث عن أسرار المنافقين وتسمّى: المبعثرة، والبعثرة: البحث.
وتسمّى أيضا بأسماء: كالمقشقشة، لكونها تقشقش من النّفاق: أي تبرّئ منه. والمخزية: لكونها أخزت المنافقين. والمثيرة: لكونها تثير أسرارهم.
والحافرة: لكونها تحفر عنها. والمنكّلة: لما فيها من التّنكيل لهم. والمدمدمة: لأنّها تدمدم عليهم). [فتح القدير:2/475]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أبو عبيدٍ وابن المنذر وأبو الشّيخ وابن مردويه عن حذيفة قال: يسمّون هذه السّورة: سورة التّوبة، وهي سورة العذاب.
وأخرج هؤلاء عن ابن عبّاسٍ قال في هذه السّورة: هي: الفاضحة ما زالت تنزل: ومنهم، حتّى ظننّا أنّه لا يبقى منّا أحدٌ إلّا ذكر فيها.
وأخرج أبو الشّيخ عن عمر نحوه.
وأخرج أبو الشّيخ وابن مردويه عن زيد بن أسلم أنّ رجلًا قال لعبد اللّه بن عمر: سورة التّوبة، فقال ابن عمر: وأيتهنّ سورة التوبة قال: براءة، فقال: وهل فعل بالنّاس الأفاعيل إلّا هي؟ ما كنّا ندعوها إلّا المقشقشة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعودٍ قال: يسمّونها سورة التّوبة، وإنّها لسورة عذابٍ.
وأخرج ابن المنذر عن ابن إسحاق قال: كانت براءةٌ تسمّى في زمن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وبعده المبعثرة لما كشفت من سرائر النّاس.
وأخرج أبو الشّيخ عن عبيد اللّه بن عبيد بن عميرٍ قال: كانت براءةٌ تسمّى المنقّرة، نقرت عمّا في قلوب المشركين). [فتح القدير:2/476]

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (سمّيت هذه السّورة، في أكثر المصاحف، وفي كلام السّلف: سورة براءةٌ، ففي الصّحيح عن أبي هريرة، في قصّة حجّ أبي بكرٍ بالنّاس، قال أبو هريرة: «فأذّن معنا عليّ بن أبي طالبٍ في أهل منى ببراءة».
وفي «صحيح البخاريّ»، وعن زيد بن ثابتٍ قال: «آخر سورةٍ نزلت سورة براءةٌ»، وبذلك ترجمها البخاريّ في كتاب التّفسير من «صحيحه».
وهي تسميةٌ لها بأوّل كلمةٍ منها.
وتسمّى «سورة التّوبة» في كلام بعض السّلف في مصاحف كثيرةٍ، فعن ابن عبّاسٍ «سورة التّوبة هي الفاضحة»، وترجم لها التّرمذيّ في «جامعه» باسم التّوبة. ووجه التّسمية: أنّها وردت فيها توبة اللّه تعالى عن الثّلاثة الّذين تخلّفوا عن غزوة تبوك، وهو حدثٌ عظيمٌ.
ووقع هذان الاسمان معًا في حديث زيد بن ثابتٍ، في «صحيح البخاريّ»، في باب جمع القرآن، قال زيدٌ: «فتتبّعت القرآن حتّى وجدت آخر سورة التّوبة مع أبي خزيمة الأنصاريّ: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم}، حتّى خاتمة سورة البراءة [128].
وهذان الاسمان هما الموجودان في المصاحف الّتي رأيناها.
ولهذه السّورة أسماءٌ أخر، وقعت في كلام السّلف، من الصّحابة والتّابعين، فروي عن ابن عمر، عن ابن عبّاسٍ: كنّا ندعوها (أي سورة براءةٌ) «المقشقشة» (بصيغة اسم الفاعل وتاء التّأنيث من قشقشه إذا أبراه من المرض)، كان هذا لقبًا لها ولسورة «الكافرون» لأنّهما تخلّصان من آمن بما فيهما من النّفاق والشّرك، لما فيهما من الدّعاء إلى الإخلاص، ولما فيهما من وصف أحوال المنافقين.
وكان ابن عبّاسٍ يدعوها «الفاضحة»، قال: ما زال ينزل فيها «ومنهم- ومنهم» حتّى ظننّا أنّه لا يبقى أحدٌ إلّا ذكر فيها.
وأحسب أنّ ما تحكيه من أحوال المنافقين يعرف به المتّصفون بها أنّهم المراد فعرف المؤمنون كثيرًا من أولئك مثل قوله تعالى: {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتنّي} [التّوبة: 49] فقد قالها بعضهم، وسمعت منهم، وقوله: {ومنهم الّذين يؤذون النّبي ويقولون هو أذنٌ} [التّوبة: 61] فهؤلاء نقلت مقالتهم بين المسلمين. وقوله: {وسيحلفون باللّه لو استطعنا لخرجنا معكم} [التّوبة: 42].
وعن حذيفة: أنّه سمّاها «سورة العذاب» لأنّها نزلت بعذاب الكفّار، أي عذاب القتل، والأخذ حين يثقفون.
وعن عبيد بن عميرٍ أنّه سمّاها «المنقّرة» (بكسر القاف مشدّدةٍ) لأنّها نقّرت عمّا في قلوب المشركين (لعلّه يعني من نوايا الغدر بالمسلمين والتمالي على نقص العهد، وهو من نقر الطّائر إذا أنفى بمنقاره موضعًا من الحصى ونحوه ليبيض فيه).
وعن المقداد بن الأسود، وأبي أيّوب الأنصاريّ: تسميتها «البحوث» - بباءٍ موحّدةٍ مفتوحةٍ في أوّله وبمثلّثةٍ في آخره بوزن فعولٍ- بمعنى الباحثة، وهو مثل تسميتها «المنقّرة».
وعن الحسن البصريّ أنّه دعاها «الحافرة» كأنّها حفرت عمّا في قلوب المنافقين من النّفاق، فأظهرته للمسلمين.
وعن قتادة: أنّها تسمّى «المثيرة» لأنّها أثارت عورات المنافقين وأظهرتها. وعن ابن عبّاسٍ أنّه سمّاها «المبعثرة» لأنّها بعثرت عن أسرار المنافقين، أي أخرجتها من مكانها.
وفي «الإتقان»: أنّها تسمّى «المخزية» -بالخاء والزّاي المعجمة وتحتيّةٍ بعد الزّاي- وأحسب أنّ ذلك لقوله تعالى:{وأنّ اللّه مخزي الكافرين}[التّوبة: 2].
وفي «الإتقان» أنّها تسمّى «المنكّلة»، أي بتشديد الكاف. وفيه أنّها تسمّى «المشدّدة».
وعن سفيان أنّها تسمّى «المدمدمة» -بصيغة اسم الفاعل من دمدم إذا أهلك، لأنّها كانت سبب هلاك المشركين.
فهذه أربعة عشر اسمًا). [التحرير والتنوير:10/95-97]

قال عبيدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سُلَيمانَ الجابريُّ (م): (وتسمى أيضا سورة التوبة، ومن شواهد ذلك {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم}.
ومن أسمائها الفاضحة؛ لأنه ما زال ينزل فيها: ومنهم، ومنهم.
وتسمى البحوث تبحث عن أسرار المنافقين، وتسمى المبعثرة والبعثرة البحث، وتسمى المقشقشة لكونها تقشقش أي تبرء من النفاق، والمخزية لكونها أخزت المنافقين، والمثيرة لكونها تثير أسرارهم، والحافرة لكونها تحفر عنهم). [إمداد القاري:2/202](م)

رد مع اقتباس