عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 15 ذو الحجة 1431هـ/21-11-2010م, 04:53 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

أسماء سورة "الفاتحة"

الاسم السادس : أم الكتاب

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (أم الكتاب). [معاني القرآن: 1/6]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): (أمّ الكتاب). [مجاز القرآن: 1/20]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): (مجاز تفسير ما في سورة (الحمد) وهي (أم الكتاب) لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحف قبل سائر القرآن، ويبدأ بقراءتها قبل كلّ سورة في الصلاة). [مجاز القرآن: 1/20]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): (سورة أم الكتاب). [غريب القرآن وتفسيره:61]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (وسمّيت أمّ الكتاب أنّه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصّلاة). [صحيح البخاري:6/17]
- قال محمدُ بنُ يوسف بنِ عليٍّ الكَرْمانيُّ (ت: 786هـ): (قوله: (مبدأ) وذلك بالنظر إلى أن الأم مبدأ الولد وقيل سميت به لاشتمالها على المعاني التي في القرآن من الثناء على الله والتعبد بالأمر والنهى والوعد والوعيد وقيل لأن فيه ذكر الذات والصفات والأفعال وليس في الوجود سواه وقيل لاشتمالها على ذكر المبدأ والمعاد). [شرح الكرماني:17/2]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله: (وسمّيت أمّ الكتاب أنّه -بفتح الهمزة- يبدأ بكتابتها في المصاحف ويبدأ بقراءتها في الصّلاة) هو كلام أبي عبيدة في أوّل مجاز القرآن، لكنّ لفظه: (ولسور القرآن أسماءٌ منها أنّ: الحمد للّه تسمّى أمّ الكتاب لأنّه يبدأ بها في أوّل القرآن وتعاد قراءتها فيقرأ بها في كلّ ركعةٍ قبل السّورة ويقال لها فاتحة الكتاب لأنّه يفتتح بها في المصاحف فتكتب قبل الجميع) انتهى.
وبهذا تبيّن المراد ممّا اختصره المصنّف، وقال غيره سمّيت أمّ الكتاب لأنّ أمّ الشّيء ابتداؤه وأصله، ومنه سمّيت مكّة أمّ القرى لأنّ الأرض دحيت من تحتها. وقال بعض الشّرّاح: التّعليل بأنّها يبدأ بها يناسب تسميتها فاتحة الكتاب لا أمّ الكتاب. والجواب أنّه يتّجه ما قال بالنّظر إلى أنّ الأمّ مبدأ الولد. وقيل: سمّيت أمّ القرآن لاشتمالها على المعاني الّتي في القرآن من الثّناء على اللّه تعالى والتّعبّد بالأمر والنّهي والوعد والوعيد وعلى ما فيها من ذكر الذّات والصّفات والفعل واشتمالها على ذكر المبدأ والمعاد والمعاش.ونقل السّهيليّ عن الحسن وبن سيرين ووافقهما بقيّ بن مخلدٍ كراهية تسمية الفاتحة أمّ الكتاب وتعقّبه السّهيليّ. قلت: وسيأتي في حديث الباب تسميتها بذلك، ويأتي في تفسير الحجر حديث أبي هريرة مرفوعًا: ((أمّ القرآن هي السّبع المثاني)) ولا فرق بين تسميتها بأمّ القرآن وأمّ الكتاب، ولعلّ الّذي كره ذلك وقف عند لفظ الأمّ، وإذا ثبت النّص طاح مادونه.وللفاتحة أسماءٌ أخرى جمعت من آثارٍ أخرى: الكنز والوافية والشافية والكافية وسورة الحمد والحمد للّه وسورة الصّلاة وسورة الشّفاء والأساس وسورة الشّكر وسورة الدّعاء.
قوله: الدّين الجزاء في الخير والشّرّ كما تدين تدان هو كلام أبي عبيدة أيضًا قال الدّين الحساب والجزاء يقال في المثل كما تدين تدان. انتهى.وقد ورد هذا في حديثٍ مرفوعٍ أخرجه عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن أيّوب عن أبي قلابة عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بهذا وهو مرسلٌ رجاله ثقاتٌ. ورواه عبد الرّزّاق بهذا الإسناد أيضًا عن أبي قلابة عن أبي الدّرداء موقوفًا، وأبو قلابة لم يدرك أبا الدّرداء وله شاهدٌ موصولٌ من حديث ابن عمر أخرجه ابن عديّ وضعّفه.قوله: وقال مجاهدٌ بالدّين بالحساب مدينين محاسبين وصله عبد بن حميدٍ في التّفسير من طريق منصورٍ عن مجاهدٍ في قوله تعالى: {كلا بل تكذبون بالدّين} قال: بالحساب ومن طريق ورقاء بن عمر عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله تعالى فلولا أن كنتم غير مدينين غير محاسبين والأثر الأوّل جاء موقوفًا عن ناسٍ من الصّحابة أخرجه الحاكم من طريق السّديّ عن مرّة الهمداني عن ابن مسعودٍ وناسٍ من الصّحابة في قوله تعالى مالك يوم الدّين قال هو يوم الحساب ويوم الجزاء وللدّين معان أخرى منها العادة والعمل والحكم والحال والخلق والطّاعة والقهر والملّة والشّريعة والورع والسّياسة وشواهد ذلك يطول ذكرها). [فتح الباري:8/156]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): ( (وسمّيت أمّ الكتاب أنّه يبدأ بكتابتها في المصاحف ويبدأ بقراءتها في الصّلاة) أي: وسميت سورة الفاتحة أم الكتاب وذلك بالنّظر إلى أن الأم مبدأ الولد، وقيل: سميت بها لاشتمالها على المعاني الّتي في القرآن من الثّناء على الله تعالى والتعبد بالأمر والنّهي والوعد والوعيد، وقيل: لأن فيها ذكر الذّات والصّفات والأفعال. وليس في الوجود سواء. وقيل: لاشتمالها على ذكر المبدأ والمعاش والمعاد، وسميت: أم القرآن لأن الأم في اللّغة الأصل، سميت به لأنّها لا تحتمل شيئا ممّا فيه النّسخ والتبديل، بل آياتها كلها محكمة فصارت أصلا، وقيل: سميت أم القرآن لأنّها تؤم غيرها كالرّجل يؤم غيره فيتقدم عليه). [عمدة القاري:18/103-104]
- قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): ( (سميت بأم الكتاب أنه): بفتح الهمزة، أي: لأنهن: (يبدأ بكتابتها) قيل: هذا يناسب تسميتها "فاتحة الكتاب"، لا "أم الكتاب".وأجيب بأنه يناسب بالنظر إلى أن الأم مبدأ الولد). [التوشيح:7/2745]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): ( (وسميت أم الكتاب أنه) بفتح الهمزة أي لأنه (يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة) هذا كلام أبي عبيدة في المجاز، وكره أنس والحسن وابن سيرين تسميتها بذلك قال الأوّلان: إنما ذلك اللوح المحفوظ.وأجيب: بأن في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-: ((الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب)) صححه الترمذي، لكن قال السفاقسي: هذا التعليل مناسب لتسميتها بفاتحة الكتاب لا بأم الكتاب.وقد ذكر بعض المحققين أن السبب في تسميتها أم الكتاب اشتمالها على كليات المعاني التي في القرآن من الثناء على الله تعالى وهو ظاهر، ومن التعبد بالأمر والنهي وهو في إياك نعبد، لأن معنى العبادة قيام العبد بما تعبّد به وكلفه من امتثال الأوامر والنواهي، وفي {الصراط المستقيم} أيضًا ومن الوعد والوعيد وهو في {الذين أنعمت عليهم} وفي {المغضوب عليهم} وفي {يوم الدين} أي الجزاء أيضًا، وإنما كانت الثلاثة أصول مقاصد القرآن، لأن الغرض الأصلي الإرشاد إلى المعارف الإلهية وما به نظام المعاش ونجاة المعاد.والاعتراض بأن كثيرًا من السور كذلك يندفع بعدم المساواة لأنها فاتحة الكتاب وسابقة السور، وقد اقتصر مضمونها على كليات المعاني الثلاثة بالترتيب على وجه إجمالي لأن أوّلها ثناء وأوسطها تعبد وآخرها وعد ووعيد، ثم يصير ذلك مفصلًا في سائر السور فكانت منها بمنزلة مكة من سائر القرى على ما روي من أنها مهدت أرضها ثم دحيت الأرض من تحتها فتتأهل أن تسمى أم القرآن كما سميت مكة أم القرى اهـ.
وما قاله المؤلف هو معنى قول البيضاوي: وتسمى أم القرآن لأنها مفتتحه ومبدؤه أي يفتتح بها كتابة المصاحف ويبدأ بقراءتها في الصلاة، وقيل لأنها تفتح أبواب الجنة ولها أسماء أخر لا نطيل بها). [إرشاد الساري:7/4]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ): (قوله: (أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة) أي: فلها تقدم في الكتابة والقراءة على غالب الكتاب كتقدم الأم على الولد في الوجود، واعتبار التأنيث في الاسم أعني الأم دون الأب باعتبار تأنيث السورة، والله تعالى أعلم).[حاشية السندي على البخاري:3/67]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا أبو عليٍّ الحنفيّ، عن ابن أبي ذئبٍ، عن المقبريّ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: الحمد للّه أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسّبع المثاني.هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي:5/148](م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت:294 هـ) : (أخبرنا محمد بن كثير العبدي، أخبرنا سفيان، عن جابر، عن مجاهد: في هذه الآية: {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} في أم الكتاب). [فضائل القرآن:]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت:294 هـ): (حدثنا محمد بن كثير، حدثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد: هي أم الكتاب). [فضائل القرآن:]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت:294 هـ) : (أخبرنا عبد الرحمن بن المبارك، قال: حدثنا وهيب، عن أيوب : أن محمدا كان يكره أن يقول: أم الكتاب، قال: ويقرأ قال تعالى: {وعنده أم الكتاب}, ولكن يقول: فاتحة الكتاب). [فضائل القرآن:]
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (أم الكتاب). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 19]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ):
(أم الكتاب). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 30]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ):
(سمّيت فاتحة الكتاب: لأنّ اللّه بها افتتح القرآن.

وسمّيت أمّ القرآن وأمّ الكتاب: لأنّها أصل القرآن منها بدئ القرآن وأمّ الشّيء: أصله، ويقال لمكّة: أمّ القرى لأنّها أصل البلاد دحيت الأرض من تحتها، وقيل: لأنّها مقدّمةٌ وإمامٌ لما يتلوها من السّور يبدأ بكتابتها في المصحف وبقراءتها في الصّلاة، والسّبع المثاني لأنّها سبع آياتٍ باتّفاق العلماء. وسمّيت مثاني لأنّها تثنّى في الصّلاة، فتقرأ في كلّ ركعةٍ، وقال مجاهدٌ: سمّيت مثاني لأنّ اللّه تعالى استثناها لهذه الأمّة فذخرها لهم). [معالم التنزيل: 1/49](م)
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وأما أسماؤها فلا خلاف أنها يقال لها فاتحة الكتاب، لأن موضعها يعطي ذلك، واختلف هل يقال لها أم الكتاب، فكره الحسن بن أبي الحسن ذلك وقال: «أم الكتاب والحلال والحرام». قال الله تعالى: {آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ} [آل عمران: 7] .
وقال ابن عباس وغيره: «يقال لها أم الكتاب».وقال البخاري: سميت أم الكتاب لأنها يبدأ بكتابتها في المصحف وبقراءتها في الصلاة، وفي تسميتها بأم الكتاب حديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه، واختلف هل يقال لها أم القرآن؟ فكره ذلك ابن سيرين وجوزه جمهور العلماء.قال يحيى بن يعمر: «أم القرى مكة، وأم خراسان مرو، وأم القرآن سورة الحمد» .وقال الحسن بن أبي الحسن: اسمها أم القرآن). [المحرر الوجيز:1/69-70](م)
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (فمن أسمائها: الفاتحة لأنه يستفتح الكتاب بها تلاوة وكتابة.ومن أسمائها: أم القرآن وأم الكتاب لأنها أمت الكتاب بالتقدم.ومن أسمائها: السبع المثاني وإنما سميت بذلك لما سنشرحه في الحجر إن شاء الله). [زاد المسير:1/10](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): ( وتسمى فاتحة الكتاب أيضا المثاني، فهو اسم مشترك، وتسمى سورة الحمد أم الكتاب وفاتحة الكتاب، سميت أم الكتاب لأن أم كل شيء أصله، ولما كانت مقدمة الكتاب العزيز؛ فكانت كأنها أصله، قيل لها: أم الكتاب، وأم القرآن، وسميت الفاتحة [...]ومنع أنس وابن سيرين أن تسمى أم الكتاب وأم القرآن، قالا: لأن ذلك اسم اللوح المحفوظ. قال الله عز وجل: {وإنه في أم الكتاب لدينا} والحديث يرد ما قالا، وقد تكون الأسماء مشتركة). [جمال القراء:1/33-34](م)
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774هـ): ( يقال لها: الفاتحة، أي فاتحة الكتاب خطًّا، وبها تفتح القراءة في الصّلاة ويقال لها أيضًا: أمّ الكتاب عند الجمهور، وكره أنسٌ، والحسن وابن سيرين كرها تسميتها بذلك، قال الحسن وابن سيرين: إنّما ذلك اللّوح المحفوظ، وقال الحسن: الآيات المحكمات: هنّ أمّ الكتاب، ولذا كرها -أيضًا- أن يقال لها أمّ القرآن وقد ثبت في الحديث الصّحيح عند التّرمذيّ وصحّحه عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((الحمد للّه أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسّبع المثاني والقرآن العظيم)) ). [تفسير القرآن العظيم: 1/101](م)
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774هـ): (قال البخاريّ في أوّل كتاب التفسير: وسميت أم الكتاب؛ لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصّلاة وقيل: إنّما سمّيت بذلك لرجوع معاني القرآن كلّه إلى ما تضمّنته.
قال ابن جريرٍ: والعرب تسمّي كلّ جامع أمرٍ أو مقدّمٍ لأمرٍ -إذا كانت له توابع تتبعه هو لها إمامٌ جامعٌ -أمًّا، فتقول للجلدة الّتي تجمع الدّماغ، أمّ الرّأس، ويسمّون لواء الجيش ورايتهم الّتي يجتمعون تحتها أمًّا، واستشهد بقول ذي الرّمّة:
على رأسه أمٌّ لنا نقتدي بها = جماع أمورٍ ليس نعصي لها أمرا
يعني: الرّمح.
قال: وسمّيت مكّة: أمّ القرى لتقدّمها أمام جميعها وجمعها ما سواها، وقيل: لأنّ الأرض دحيت منها.
ويقال لها أيضًا: الفاتحة؛ لأنّها تفتتح بها القراءة، وافتتحت الصّحابة بها كتابة المصحف الإمام، وصحّ تسميتها بالسّبع المثاني، قالوا: لأنّها تثنّى في الصّلاة، فتقرأ في كلّ ركعةٍ، وإن كان للمثاني معنًى آخر غير هذا، كما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء اللّه.
قال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا ابن أبي ذئبٍ وهاشم بن هاشمٍ عن ابن أبي ذئبٍ، عن المقبريّ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال لأمّ القرآن: ((هي أمّ القرآن، وهي السّبع المثاني، وهي القرآن العظيم)). ثمّ رواه عن إسماعيل بن عمر عن ابن أبي ذئبٍ به، وقال أبو جعفرٍ محمّد بن جريرٍ الطّبريّ: حدّثني يونس بن عبد الأعلى، أنا ابن وهبٍ، أخبرني ابن أبي ذئبٍ، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((هي أمّ القرآن، وهي فاتحة الكتاب، وهي السّبع المثاني)). وقال الحافظ أبو بكرٍ أحمد بن موسى بن مردويه في تفسيره: حدّثنا أحمد بن محمّد بن زيادٍ، ثنا محمّد بن غالب بن حارثٍ، ثنا إسحاق بن عبد الواحد الموصليّ، ثنا المعافى بن عمران، عن عبد الحميد بن جعفرٍ، عن نوح بن أبي بلالٍ، عن المقبريّ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((الحمد للّه ربّ العالمين سبع آياتٍ: {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} إحداهنّ، وهي السّبع المثاني والقرآن العظيم، وهي أم الكتاب)).وقد رواه الدّارقطنيّ أيضًا عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه أو مثله، وقال: كلّهم ثقاتٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/102-103](م)
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن الضريس في فضائل القرآن عن أيوب أن محمد بن سيرين كان يقول: يكره أن يقول: أم القرآن، ويقول: قال الله (وعنده أم الكتاب) ولكن فاتحة الكتاب). [الدر المنثور: 1/8](م)
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج الدارقطني وصححه والبيهقي في السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قرأتم {الحمد} فاقرؤا {بسم الله الرحمن الرحيم} إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني {بسم الله الرحمن الرحيم} إحدى آياتها)).). [الدر المنثور:1/8-9](م)
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج البخاري والدارمي في مسنده وأبو داود والترمذي، وَابن المنذر، وَابن أبي حاتم، وَابن أبي مردويه في تفاسيرهم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (({الحمد لله رب العالمين} أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني)) ). [الدر المنثور:1/9](م)
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج الزجاجي في أماليه، عن علي بن أبي طالب، قال: (إذا أتى أحدكم الحاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم الخميس))، وليقرأ إذا خرج من منزله آخر سورة آل عمران، و{إنا أنزلناه في ليلة القدر}، وأم الكتاب، فإن فيهن قضاء حوائج الدنيا والآخرة) ). [الدر المنثور:15/568-569]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وتسمّى «أمّ الكتاب» قال البخاريّ في أوّل التّفسير: وسمّيت أمّ الكتاب لأنّه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصّلاة. وأخرج ابن الضّريس في فضائل القرآن عن أيّوب عن محمّد بن سيرين كان يكره أن يقول أمّ الكتاب، ويقول: قال اللّه تعالى: {وعنده أمّ الكتاب} ولكن يقول: فاتحة الكتاب). [فتح القدير:1/74](م)
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (سورة الفاتحة من السّور ذات الأسماء الكثيرة، أنهاها صاحب «الإتقان» إلى نيّفٍ وعشرين بين ألقابٍ وصفاتٍ جرت على ألسنة القرّاء من عهد السّلف، ولم يثبت في السّنّة الصّحيحة والمأثور من أسمائها إلّا فاتحة الكتاب، والسّبع المثاني، وأمّ القرآن، أو أمّ الكتاب، فلنقتصر على بيان هذه الأسماء الثّلاثة.
[...]وأمّا تسميتها أمّ القرآن وأمّ الكتاب فقد ثبتت في السّنّة، من ذلك ما في «صحيح البخاريّ» في كتاب الطّبّ أنّ أبا سعيدٍ الخدريّ رقى ملدوغًا فجعل يقرأ عليه بأمّ القرآن، وفي الحديث قصّةٌ، ووجه تسميتها أمّ القرآن أنّ الأمّ يطلق على أصل الشّيء ومنشئه، وفي الحديث الصّحيح قال النّبي صلّى الله عليه وسلّم: ((كلّ صلاةٍ لم يقرأ فيها بأمّ القرآن فهي خداجٌ)). أي: منقوصةٌ مخدوجةٌ.وقد ذكروا لتسمية الفاتحة أمّ القرآن وجوهًا ثلاثةً:
أحدها: أنّها مبدؤه ومفتتحه فكأنّها أصله ومنشؤه، يعني أنّ افتتاحه الّذي هو وجود أوّل أجزاء القرآن قد ظهر فيها فجعلت كالأمّ للولد في أنّها الأصل والمنشأ فيكون أمّ القرآن تشبيهًا بالأمّ الّتي هي منشأ الولد لمشابهتها بالمنشأ من حيث ابتداء الظّهور والوجود.
الثّاني: أنّها تشتمل محتوياتها على أنواع مقاصد القرآن وهي ثلاثة أنواعٍ: الثّناء على اللّه ثناءً جامعًا لوصفه بجميع المحامد وتنزيهه عن جميع النّقائص، ولإثبات تفرّده بالإلهيّة وإثبات البعث والجزاء وذلك من قوله: {الحمد للّه} إلى قوله: (ملك يوم الدّين)، والأوامر والنّواهي من قوله: {إيّاك نعبد}، والوعد والوعيد من قوله: {صراط الّذين} إلى آخرها، فهذه هي أنواع مقاصد القرآن كلّه، وغيرها تكملاتٌ لها لأنّ القصد من القرآن إبلاغ مقاصده الأصليّة وهي صلاح الدّارين وذلك يحصل بالأوامر والنّواهي، ولمّا توقّفت الأوامر والنّواهي على معرفة الآمر وأنّه اللّه الواجب وجوده خالق الخلق لزم تحقيق معنى الصّفات، ولمّا توقّف تمام الامتثال على الرّجاء في الثّواب والخوف من العقاب لزم تحقّق الوعد والوعيد. والفاتحة مشتملةٌ على هاته الأنواع فإنّ قوله: {الحمد للّه} إلى قوله: {يوم الدّين} حمدٌ وثناءٌ، وقوله: {إيّاك نعبد} إلى قوله: {المستقيم} من نوع الأوامر والنّواهي، وقوله: {صراط الّذين} إلى آخرها من نوع الوعد والوعيد مع أنّ ذكر المغضوب عليهم والضّالّين يشير أيضًا إلى نوع قصص القرآن، وقد يؤيّد هذا الوجه بما ورد في الصّحيح في: {قل هو اللّه أحدٌ} [الإخلاص: 1] أنّها تعدل ثلث القرآن لأنّ ألفاظها كلها أثناء على اللّه تعالى.
الثّالث: أنّها تشتمل معانيها على جملة معاني القرآن من الحكم النّظريّة والأحكام العمليّة
فإنّ معاني القرآن إمّا علومٌ تقصد معرفتها وإمّا أحكامٌ يقصد منها العمل بها، فالعلوم كالتّوحيد والصّفات والنّبوءات والمواعظ والأمثال والحكم والقصص، والأحكام إمّا عمل الجوارح وهو العبادات والمعاملات، وإمّا عمل القلوب أي العقول وهو تهذيب الأخلاق وآداب الشّريعة، وكلّها تشتمل عليها معاني الفاتحة بدلالة المطابقة أو التّضمّن أو الالتزام فـ {الحمد للّه} يشمل سائر صفات الكمال الّتي استحقّ اللّه لأجلها حصر الحمد له تعالى بناءً على ما تدلّ عليه جملة الحمد للّه من اختصاص جنس الحمد به تعالى واستحقاقه لذلك الاختصاص كما سيأتي وربّ العالمين يشمل سائر صفات الأفعال والتّكوين عند من أثبتها، والرّحمن الرّحيم يشمل أصول التّشريع الرّاجعة للرحمة بالمكلفين و{مالك يوم الدّين} يشمل أحوال القيامة، و{إيّاك نعبد} يجمع معنى الدّيانة والشّريعة، و{إيّاك نستعين} يجمع معنى الإخلاص للّه في الأعمال.
قال عزّ الدّين بن عبد السّلام في كتابه «حلّ الرّموز ومفاتيح الكنوز»: الطّريقة إلى اللّه لها ظاهرٌ (أي عملٌ ظاهرٌ أي بدنيٌ) وباطنٌ (أي عملٌ قلبيٌّ) فظاهرها الشّريعة وباطنها الحقيقة، والمراد من الشّريعة والحقيقة إقامة العبوديّة على الوجه المراد من المكلّف.ويجمع الشّريعة والحقيقة كلمتان هما قوله: إيّاك نعبد وإيّاك نستعين فإياك نعبد شريعةٌ وإيّاك نستعين حقيقةٌ، اهـ.
و{اهدنا الصّراط المستقيم} يشمل الأحوال الإنسانيّة وأحكامها من عباداتٍ ومعاملاتٍ وآدابٍ، و{صراط الّذين أنعمت عليهم} يشير إلى أحوال الأمم والأفراد الماضية الفاضلة، وقوله: {غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين} يشمل سائر قصص الأمم الضّالّة ويشير إلى تفاصيل ضلالاتهم المحكيّة عنهم في القرآن، فلا جرم يحصل من معاني الفاتحة- تصريحًا وتضمّنًا- علمٌ إجماليٌّ بما حواه القرآن من الأغراض. وذلك يدعو نفس قارئها إلى تطلّب التّفصيل على حسب التّمكّن والقابليّة. ولأجل هذا فرضت قراءة الفاتحة في كلّ ركعةٍ من الصّلاة حرصا على التّذكّر لما في مطاويها). [التحرير والتنوير: 1/131-133-134](م)


أدلة هذا الاسم
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا أبو عليٍّ الحنفيّ، عن ابن أبي ذئبٍ، عن المقبريّ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: الحمد للّه أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسّبع المثاني.هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي:5/148](م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت:294 هـ) : (أخبرنا محمد بن كثير العبدي، أخبرنا سفيان، عن جابر، عن مجاهد: في هذه الآية: {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} في أم الكتاب). [فضائل القرآن:]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774هـ): ( يقال لها: الفاتحة، أي فاتحة الكتاب خطًّا، وبها تفتح القراءة في الصّلاة ويقال لها أيضًا: أمّ الكتاب عند الجمهور، وكره أنسٌ، والحسن وابن سيرين كرها تسميتها بذلك، قال الحسن وابن سيرين: إنّما ذلك اللّوح المحفوظ، وقال الحسن: الآيات المحكمات: هنّ أمّ الكتاب، ولذا كرها -أيضًا- أن يقال لها أمّ القرآن وقد ثبت في الحديث الصّحيح عند التّرمذيّ وصحّحه عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((الحمد للّه أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسّبع المثاني والقرآن العظيم)) ). [تفسير القرآن العظيم: 1/101](م)
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774هـ): (...
وقال الحافظ أبو بكرٍ أحمد بن موسى بن مردويه في تفسيره: حدّثنا أحمد بن محمّد بن زيادٍ، ثنا محمّد بن غالب بن حارثٍ، ثنا إسحاق بن عبد الواحد الموصليّ، ثنا المعافى بن عمران، عن عبد الحميد بن جعفرٍ، عن نوح بن أبي بلالٍ، عن المقبريّ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((الحمد للّه ربّ العالمين سبع آياتٍ: {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} إحداهنّ، وهي السّبع المثاني والقرآن العظيم، وهي أم الكتاب)).وقد رواه الدّارقطنيّ أيضًا عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه أو مثله، وقال: كلّهم ثقاتٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/102-103](م)
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج الدارقطني وصححه والبيهقي في السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قرأتم {الحمد} فاقرؤا {بسم الله الرحمن الرحيم} إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني {بسم الله الرحمن الرحيم} إحدى آياتها)).).[الدر المنثور:1/8-9](م)
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج البخاري والدارمي في مسنده وأبو داود والترمذي، وَابن المنذر، وَابن أبي حاتم، وَابن أبي مردويه في تفاسيرهم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (({الحمد لله رب العالمين} أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني))). [الدر المنثور:1/9](م)
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج الزجاجي في أماليه، عن علي بن أبي طالب، قال: (إذا أتى أحدكم الحاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم الخميس))، وليقرأ إذا خرج من منزله آخر سورة آل عمران، و{إنا أنزلناه في ليلة القدر}، وأم الكتاب، فإن فيهن قضاء حوائج الدنيا والآخرة) ). [الدر المنثور:15/568-569]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): ( (وسميت أم الكتاب أنه) بفتح الهمزة أي لأنه (يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة) هذا كلام أبي عبيدة في المجاز، وكره أنس والحسن وابن سيرين تسميتها بذلك قال الأوّلان: إنما ذلك اللوح المحفوظ.
وأجيب: بأن في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-: ((الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب)) صححه الترمذي، لكن قال السفاقسي: هذا التعليل مناسب لتسميتها بفاتحة الكتاب لا بأم الكتاب...). [إرشاد الساري:7/4]

سبب التسمية
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): (مجاز تفسير ما في سورة (الحمد) وهي (أم الكتاب) لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحف قبل سائر القرآن، ويبدأ بقراءتها قبل كلّ سورة في الصلاة). [مجاز القرآن: 1/20](م)
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (وسمّيت أمّ الكتاب أنّه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصّلاة). [صحيح البخاري:6/17](م)
- قال محمدُ بنُ يوسف بنِ عليٍّ الكَرْمانيُّ (ت: 786هـ): (قوله: (مبدأ) وذلك بالنظر إلى أن الأم مبدأ الولد، وقيل سميت به لاشتمالها على المعاني التي في القرآن من الثناء على الله والتعبد بالأمر والنهى والوعد والوعيد، وقيل لأن فيه ذكر الذات والصفات والأفعال وليس في الوجود سواه وقيل لاشتمالها على ذكر المبدأ والمعاد). [شرح الكرماني:17/2](م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله: (وسمّيت أمّ الكتاب أنّه -بفتح الهمزة- يبدأ بكتابتها في المصاحف ويبدأ بقراءتها في الصّلاة) هو كلام أبي عبيدة في أوّل مجاز القرآن، لكنّ لفظه: (ولسور القرآن أسماءٌ منها أنّ: الحمد للّه تسمّى أمّ الكتاب لأنّه يبدأ بها في أوّل القرآن وتعاد قراءتها فيقرأ بها في كلّ ركعةٍ قبل السّورة ويقال لها فاتحة الكتاب لأنّه يفتتح بها في المصاحف فتكتب قبل الجميع) انتهى.وبهذا تبيّن المراد ممّا اختصره المصنّف، وقال غيره سمّيت أمّ الكتاب لأنّ أمّ الشّيء ابتداؤه وأصله، ومنه سمّيت مكّة أمّ القرى لأنّ الأرض دحيت من تحتها. وقال بعض الشّرّاح: التّعليل بأنّها يبدأ بها يناسب تسميتها فاتحة الكتاب لا أمّ الكتاب. والجواب أنّه يتّجه ما قال بالنّظر إلى أنّ الأمّ مبدأ الولد). [فتح الباري:8/156](م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): ( (وسمّيت أمّ الكتاب أنّه يبدأ بكتابتها في المصاحف ويبدأ بقراءتها في الصّلاة)أي: وسميت سورة الفاتحة أم الكتاب وذلك بالنّظر إلى أن الأم مبدأ الولد، وقيل: سميت بها لاشتمالها على المعاني الّتي في القرآن من الثّناء على الله تعالى والتعبد بالأمر والنّهي والوعد والوعيد، وقيل: لأن فيها ذكر الذّات والصّفات والأفعال. وليس في الوجود سواء. وقيل: لاشتمالها على ذكر المبدأ والمعاش والمعاد). [عمدة القاري:18/103-104]
- قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): ( (سميت بأم الكتاب أنه): بفتح الهمزة، أي: لأنهن: (يبدأ بكتابتها) قيل: هذا يناسب تسميتها "فاتحة الكتاب"، لا "أم الكتاب".وأجيب بأنه يناسب بالنظر إلى أن الأم مبدأ الولد). [التوشيح:7/2745](م)
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): ( (وسميت أم الكتاب أنه) بفتح الهمزة أي لأنه (يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة) هذا كلام أبي عبيدة في المجاز، وكره أنس والحسن وابن سيرين تسميتها بذلك قال الأوّلان: إنما ذلك اللوح المحفوظ.وأجيب: بأن في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-: ((الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب)) صححه الترمذي، لكن قال السفاقسي: هذا التعليل مناسب لتسميتها بفاتحة الكتاب لا بأم الكتاب.وقد ذكر بعض المحققين أن السبب في تسميتها أم الكتاب اشتمالها على كليات المعاني التي في القرآن من الثناء على الله تعالى وهو ظاهر، ومن التعبد بالأمر والنهي وهو في إياك نعبد، لأن معنى العبادة قيام العبد بما تعبّد به وكلفه من امتثال الأوامر والنواهي، وفي {الصراط المستقيم} أيضًا ومن الوعد والوعيد وهو في {الذين أنعمت عليهم} وفي {المغضوب عليهم} وفي {يوم الدين} أي الجزاء أيضًا، وإنما كانت الثلاثة أصول مقاصد القرآن، لأن الغرض الأصلي الإرشاد إلى المعارف الإلهية وما به نظام المعاش ونجاة المعاد.والاعتراض بأن كثيرًا من السور كذلك يندفع بعدم المساواة لأنها فاتحة الكتاب وسابقة السور، وقد اقتصر مضمونها على كليات المعاني الثلاثة بالترتيب على وجه إجمالي لأن أوّلها ثناء وأوسطها تعبد وآخرها وعد ووعيد، ثم يصير ذلك مفصلًا في سائر السور فكانت منها بمنزلة مكة من سائر القرى على ما روي من أنها مهدت أرضها ثم دحيت الأرض من تحتها فتتأهل أن تسمى أم القرآن كما سميت مكة أم القرى اهـ.وما قاله المؤلف هو معنى قول البيضاوي: وتسمى أم القرآن لأنها مفتتحه ومبدؤه أي يفتتح بها كتابة المصاحف ويبدأ بقراءتها في الصلاة، وقيل لأنها تفتح أبواب الجنة ولها أسماء أخر لا نطيل بها). [إرشاد الساري:7/4](م)
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ): (قوله: (أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة) أي: فلها تقدم في الكتابة والقراءة على غالب الكتاب كتقدم الأم على الولد في الوجود، واعتبار التأنيث في الاسم أعني الأم دون الأب باعتبار تأنيث السورة، والله تعالى أعلم). [حاشية السندي على البخاري:3/67](م)
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (وسمّيت أمّ القرآن وأمّ الكتاب: لأنّها أصل القرآن منها بدئ القرآن وأمّ الشّيء: أصله، ويقال لمكّة: أمّ القرى لأنّها أصل البلاد دحيت الأرض من تحتها.وقيل: لأنّها مقدّمةٌ وإمامٌ لما يتلوها من السّور يبدأ بكتابتها في المصحف وبقراءتها في الصّلاة). [معالم التنزيل:1/49](م)
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وقال البخاري: سميت أم الكتاب لأنها يبدأ بكتابتها في المصحف وبقراءتها في الصلاة). [المحرر الوجيز:1/70](م)
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ومن أسمائها: أم القرآن وأم الكتاب؛ لأنها أمّت الكتاب بالتقدم). [زاد المسير:1/10](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (سميت أم الكتاب لأن أم كل شيء أصله، ولما كانت مقدمة الكتاب العزيز؛ فكانت كأنها أصله، قيل لها: أم الكتاب، وأم القرآن). [جمال القراء:1/33](م)
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774هـ): (قال البخاريّ في أوّل كتاب التفسير: وسميت أم الكتاب، أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصّلاة وقيل: إنّما سمّيت بذلك لرجوع معاني القرآن كلّه إلى ما تضمّنته.
قال ابن جريرٍ: والعرب تسمّي كلّ جامع أمرٍ أو مقدّمٍ لأمرٍ -إذا كانت له توابع تتبعه هو لها إمامٌ جامعٌ -أمًّا، فتقول للجلدة الّتي تجمع الدّماغ، أمّ الرّأس، ويسمّون لواء الجيش ورايتهم الّتي يجتمعون تحتها أمًّا، واستشهد بقول ذي الرّمّة:
على رأسه أمٌّ لنا نقتدي بها = جماع أمورٍ ليس نعصي لها أمرا
يعني: الرّمح.
قال: وسمّيت مكّة: أمّ القرى لتقدّمها أمام جميعها وجمعها ما سواها، وقيل: لأنّ الأرض دحيت منها). [تفسير القرآن العظيم: 1/102](م)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (قال البخاريّ في أوّل التّفسير: وسمّيت أمّ الكتاب لأنّه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصّلاة). [فتح القدير:1/74](م)
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وأمّا تسميتها أمّ القرآن وأمّ الكتاب فقد ثبتت في السّنّة، من ذلك ما في «صحيح البخاريّ» في كتاب الطّبّ أنّ أبا سعيدٍ الخدريّ رقى ملدوغًا فجعل يقرأ عليه بأمّ القرآن، وفي الحديث قصّةٌ، ووجه تسميتها أمّ القرآن أنّ الأمّ يطلق على أصل الشّيء ومنشئه، وفي الحديث الصّحيح قال النّبي صلّى الله عليه وسلّم: ((كلّ صلاةٍ لم يقرأ فيها بأمّ القرآن فهي خداجٌ)). أي: منقوصةٌ مخدوجةٌ.
وقد ذكروا لتسمية الفاتحة أمّ القرآن وجوهًا ثلاثةً:
أحدها: أنّها مبدؤه ومفتتحه فكأنّها أصله ومنشؤه، يعني أنّ افتتاحه الّذي هو وجود أوّل أجزاء القرآن قد ظهر فيها فجعلت كالأمّ للولد في أنّها الأصل والمنشأ فيكون أمّ القرآن تشبيهًا بالأمّ الّتي هي منشأ الولد لمشابهتها بالمنشأ من حيث ابتداء الظّهور والوجود.
الثّاني: أنّها تشتمل محتوياتها على أنواع مقاصد القرآن وهي ثلاثة أنواعٍ: الثّناء على اللّه ثناءً جامعًا لوصفه بجميع المحامد وتنزيهه عن جميع النّقائص، ولإثبات تفرّده بالإلهيّة وإثبات البعث والجزاء وذلك من قوله: {الحمد للّه} إلى قوله: (ملك يوم الدّين)، والأوامر والنّواهي من قوله: {إيّاك نعبد}، والوعد والوعيد من قوله: {صراط الّذين} إلى آخرها، فهذه هي أنواع مقاصد القرآن كلّه، وغيرها تكملاتٌ لها لأنّ القصد من القرآن إبلاغ مقاصده الأصليّة وهي صلاح الدّارين وذلك يحصل بالأوامر والنّواهي، ولمّا توقّفت الأوامر والنّواهي على معرفة الآمر وأنّه اللّه الواجب وجوده خالق الخلق لزم تحقيق معنى الصّفات، ولمّا توقّف تمام الامتثال على الرّجاء في الثّواب والخوف من العقاب لزم تحقّق الوعد والوعيد. والفاتحة مشتملةٌ على هاته الأنواع فإنّ قوله: {الحمد للّه} إلى قوله: {يوم الدّين} حمدٌ وثناءٌ، وقوله: {إيّاك نعبد} إلى قوله: {المستقيم} من نوع الأوامر والنّواهي، وقوله: {صراط الّذين} إلى آخرها من نوع الوعد والوعيد مع أنّ ذكر المغضوب عليهم والضّالّين يشير أيضًا إلى نوع قصص القرآن، وقد يؤيّد هذا الوجه بما ورد في الصّحيح في: {قل هو اللّه أحدٌ} [الإخلاص: 1] أنّها تعدل ثلث القرآن لأنّ ألفاظها كلها أثناء على اللّه تعالى.
الثّالث: أنّها تشتمل معانيها على جملة معاني القرآن من الحكم النّظريّة والأحكام العمليّة
فإنّ معاني القرآن إمّا علومٌ تقصد معرفتها وإمّا أحكامٌ يقصد منها العمل بها، فالعلوم كالتّوحيد والصّفات والنّبوءات والمواعظ والأمثال والحكم والقصص، والأحكام إمّا عمل الجوارح وهو العبادات والمعاملات، وإمّا عمل القلوب أي العقول وهو تهذيب الأخلاق وآداب الشّريعة، وكلّها تشتمل عليها معاني الفاتحة بدلالة المطابقة أو التّضمّن أو الالتزام فـ {الحمد للّه} يشمل سائر صفات الكمال الّتي استحقّ اللّه لأجلها حصر الحمد له تعالى بناءً على ما تدلّ عليه جملة الحمد للّه من اختصاص جنس الحمد به تعالى واستحقاقه لذلك الاختصاص كما سيأتي وربّ العالمين يشمل سائر صفات الأفعال والتّكوين عند من أثبتها، والرّحمن الرّحيم يشمل أصول التّشريع الرّاجعة للرحمة بالمكلفين و{مالك يوم الدّين} يشمل أحوال القيامة، و{إيّاك نعبد} يجمع معنى الدّيانة والشّريعة، و{إيّاك نستعين} يجمع معنى الإخلاص للّه في الأعمال.قال عزّ الدّين بن عبد السّلام في كتابه «حلّ الرّموز ومفاتيح الكنوز»: الطّريقة إلى اللّه لها ظاهرٌ (أي عملٌ ظاهرٌ أي بدنيٌ) وباطنٌ (أي عملٌ قلبيٌّ) فظاهرها الشّريعة وباطنها الحقيقة، والمراد من الشّريعة والحقيقة إقامة العبوديّة على الوجه المراد من المكلّف.ويجمع الشّريعة والحقيقة كلمتان هما قوله: إيّاك نعبد وإيّاك نستعين فإياك نعبد شريعةٌ وإيّاك نستعين حقيقةٌ، اهـ.و{اهدنا الصّراط المستقيم} يشمل الأحوال الإنسانيّة وأحكامها من عباداتٍ ومعاملاتٍ وآدابٍ، و{صراط الّذين أنعمت عليهم} يشير إلى أحوال الأمم والأفراد الماضية الفاضلة، وقوله: {غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين} يشمل سائر قصص الأمم الضّالّة ويشير إلى تفاصيل ضلالاتهم المحكيّة عنهم في القرآن، فلا جرم يحصل من معاني الفاتحة- تصريحًا وتضمّنًا- علمٌ إجماليٌّ بما حواه القرآن من الأغراض. وذلك يدعو نفس قارئها إلى تطلّب التّفصيل على حسب التّمكّن والقابليّة. ولأجل هذا فرضت قراءة الفاتحة في كلّ ركعةٍ من الصّلاة حرصا على التّذكّر لما في مطاويها). [التحرير والتنوير: 1/133-134](م)


رد مع اقتباس