عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 15 ذو الحجة 1431هـ/21-11-2010م, 04:53 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

أسماء سورة "الفاتحة"

الاسم التاسع : "السبع المثاني" أو "سبع من المثاني"

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمرٍ، عن ابن خثيمٍ، عن ابن لبيبة، عن أبي هريرة، قال: فاتحة الكتاب هي سبعٌ من المثاني ليس فيها بسم اللّه الرّحمن الرّحيم). [تفسير عبد الرزاق:1/350](م)
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا أبو عليٍّ الحنفيّ، عن ابن أبي ذئبٍ، عن المقبريّ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: الحمد للّه أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسّبع المثاني.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي:5/148](م)

قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا إسماعيل بن مسعودٍ، حدّثنا خالدٌ يعني ابن الحارث، حدّثنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرّحمن، قال: سمعت حفص بن عاصمٍ يحدّث عن أبي سعيد بن المعلّى: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مرّ به وهو يصلّي فدعاه قال: فصلّيت ثمّ أتيته، قال: «ما منعك أن تجيبني؟» قال: كنت أصلّي، قال: " ألم يقل الله عزّ وجلّ: {يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا للّه وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم} [الأنفال: 24] ألا أعلّمك أعظم سورةٍ قبل أن أخرج من المسجد؟ " قال: فذهب ليخرج قلت: يا رسول الله، قولك، قال: الحمد للّه ربّ العالمين هي السّبع المثاني والقرآن العظيم "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/6]

قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ) : (قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني} [الحجر: 87]
- أخبرنا محمّد بن بشّارٍ، حدّثنا يحيى، حدّثنا شعبة، حدّثني خبيب بن عبد الرّحمن، عن حفص بن عاصمٍ، عن أبي سعيد بن المعلّى، قال: مرّ بي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنا في المسجد، فدعاني فلم آته، قال: «ما منعك أن تأتيني؟» قلت: إنّي كنت أصلّي، قال: " ألم يقل الله عزّ وجلّ {يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا للّه وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم} [الأنفال: 24] قال: «ألا أعلّمك أفضل سورةٍ في القرآن قبل أن أخرج؟» فلمّا ذهب يخرج ذكرت ذلك له، قال: فقال: الحمد للّه ربّ العالمين هي السّبع المثاني والقرآن العظيم الّذي أوتيته "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/143](م)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): (قال أبو جعفرٍ: صحّ الخبر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بما حدّثني به، يونس بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني ابن أبي ذئبٍ، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((هي أمّ القرآن، هي فاتحة الكتاب، وهي السّبع المثاني)).
فهذه أسماء فاتحة الكتاب [...]
وأمّا تأويل اسمها أنّها السّبع فإنّها سبع آياتٍ، لا خلاف بين الجميع من القرّاء والعلماء في ذلك، وإنّما اختلفوا في الآي الّتي صارت بها سبع آياتٍ.
فقال أعظم أهل الكوفة: صارت سبع آياتٍ، ببسم اللّه الرّحمن الرّحيم؛ وروي ذلك عن جماعةٍ من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم والتّابعين.
وقال آخرون: هي سبع آياتٍ ، وليس منهنّ (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم)، ولكن السّابعة أنعمت عليهم؛ وذلك قول أعظم قرّاء أهل المدينة ومتفقّهيهم.
قال أبو جعفرٍ: وقد بيّنّا الصّواب من القول عندنا في ذلك، في كتابنا اللّطيف في أحكام شرائع الإسلام بوجيزٍ من القول ، وسنستقصي بيان ذلك بحكاية أقوال المختلفين فيه من الصّحابة، والتّابعين، والمتقدّمين، والمتأخّرين في كتابنا الأكبر في أحكام شرائع الإسلام إن شاء اللّه ذلك.
وأمّا وصف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم آياتها السّبع بأنّهنّ مثانٍ، فلأنّها تثنّى قراءتها في كلّ صلاة تطوّعٍ ومكتوبةٍ، وكذلك كان الحسن البصريّ يتأوّل ذلك.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، قال: سألت الحسن عن قوله {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم} قال: هي فاتحة الكتاب، ثمّ سئل عنها، وأنا أسمع، فقرأها: {الحمد للّه ربّ العالمين} حتّى أتى على آخرها، فقال، تثنّى في كلّ قراءةٍ أو قال: في كلّ صلاةٍ الشّكّ من أبي جعفرٍ.
والمعنى الّذي قلنا في ذلك، قصد أبو النّجم العجليّ، بقوله:


الحمد للّه الّذي عافاني.
وكلّ خيرٍ بعده أعطاني.
من القران ومن المثاني.
وكذلك قول الرّاجز الآخر الذى يقول:


نشدتكم بمنزل الفرقان.
أمّ الكتاب السّبع من مثاني.
ثنين من آيٍ من القرآن.
والسّبع سبع الطّول الدّواني
وليس في وجوب اسم السّبع المثاني لفاتحة الكتاب ما يدفع صحّة وجوب اسم المثاني للقرآن كلّه، ولما يثنّى من السّور، لأنّ لكلّ ذلك وجهًا ومعنًى مفهومًا، لا يفسد بتسمية بعض ذلك بالمثاني تسمية غيره بها.
فأمّا وجه تسمية مثاني المئين من سور القرآن، بالمثاني، فقد بيّنّا صحّته، وسندلّ على صحّة وجه تسمية جميع القرآن به، عند انتهائنا إليه، في سورة الزّمر إن شاء اللّه). [جامع البيان: 1/106-108](م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (اعلم أن لها أربعة أسماء هي: سورة الحمد وفاتحة الكتاب وأم القرآن، وهذا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عمر وعلي وابن عباس، وروى ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((فاتحة الكتاب هي السبع المثاني)).
والاسم الرابع أنه يقال لها السبع من المثاني روى ذلك سفيان عن السدي عن عبد خير عن علي رضي الله عنه.
وروى إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ عليه أبي بن كعب فاتحة الكتاب فقال: ((والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته)).
[...]
وروى إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ عليه أبي فاتحة الكتاب فقال: ((والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته)).
وقيل لها السبع المثاني لأنها سبع آيات تثنى في كل ركعة من ثنيته إذ رددته.
وفي هذا قول آخر غريب وله إسناد حسن قوي عن جعفر بن محمد الفاريابي عن مزاحم بن سعيد قال: حدثنا ابن المبارك قال: حدثنا ابن جريح قال: أخبرني أبي أن سعيد بن جبير أخبره قال لابن عباس: ما المثاني؟ قال: هي أم القرآن استثناها الله تعالى لأمة محمد في أم الكتاب فادخرها لأمة محمد حتى أخرجها لهم ولم يعطها أحدا قبل أمة محمد.
- وقيل: إن من قال "السبع المثاني" ذهب إلى أن "من" زائدة للتوكيد.
- وأجود من هذا القول: أن يكون المعنى أنها السبع من القرآن الذي هو مثان). [معاني القرآن:1/47-50](م)
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ): ( [أسماؤها]*
أخبرنا عبد الرّحمن بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين القطّان، وأخبرنا محمد بن أحمد بن عبدوس، أخبرنا محمد بن المؤمّل بن الحسن بن عيسى، حدّثنا الفضل بن محمد بن المسيّب، حدّثنا خلف بن هشام، حدّثنا محمد بن حسان عن المعافى ابن عمران عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، سبع آيات أوّلهنّ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، وهي السبع المثاني، وهي أمّ القرآن، وهي فاتحة الكتاب»). [الكشف والبيان:1/89](م)
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (ولها ثلاثة أسماءٍ معروفةٌ: فاتحة الكتاب، وأمّ القرآن، والسّبع المثاني). [معالم التنزيل:1/49](م)
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (سمّيت فاتحة الكتاب: لأنّ اللّه بها افتتح القرآن.
وسمّيت أمّ القرآن وأمّ الكتاب: لأنّها أصل القرآن منها بدئ القرآن وأمّ الشّيء: أصله، ويقال لمكّة: أمّ القرى لأنّها أصل البلاد دحيت الأرض من تحتها، وقيل: لأنّها مقدّمةٌ وإمامٌ لما يتلوها من السّور يبدأ بكتابتها في المصحف وبقراءتها في الصّلاة، والسّبع المثاني لأنّها سبع آياتٍ باتّفاق العلماء. وسمّيت مثاني لأنّها تثنّى في الصّلاة، فتقرأ في كلّ ركعةٍ، وقال مجاهدٌ: سمّيت مثاني لأنّ اللّه تعالى استثناها لهذه الأمّة فذخرها لهم). [معالم التنزيل: 1/49](م)
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (وتسمى أمّ القرآن لاشتمالها على المعاني التي في القرآن من الثناء على اللّه تعالى بما هو أهله، ومن التعبد بالأمر والنهى، ومن الوعد والوعيد. وسورة الكنز والوافية لذلك.
وسورة الحمد والمثاني لأنها تثنى في كل ركعة). [الكشاف:1/99](م)
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وأما أسماؤها فلا خلاف أنها يقال لها فاتحة الكتاب، [...] وأما المثاني فقيل سميت بذلك لأنها تثنى في كل ركعة وقيل سميت بذلك لأنها استثنيت لهذه الأمة فلم تنزل على أحد قبلها ذخرا لها). [المحرر الوجيز:1/69-70](م)
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: وقرأ عليه أبي بن كعب أم القرآن فقال: ((والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)) ). [زاد المسير:1/10](م)
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (فمن أسمائها: الفاتحة لأنه يستفتح الكتاب بها تلاوة وكتابة.
ومن أسمائها: أم القرآن وأم الكتاب لأنها أمت الكتاب بالتقدم.
ومن أسمائها: السبع المثاني وإنما سميت بذلك لما سنشرحه في الحجر إن شاء الله). [زاد المسير:1/10](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وتسمى فاتحة الكتاب أيضا المثاني، فهو اسم مشترك، وتسمى سورة الحمد أم الكتاب وفاتحة الكتاب، سميت أم الكتاب لأن أم كل شيء أصله، ولما كانت مقدمة الكتاب العزيز؛ فكانت كأنها أصله، قيل لها: أم الكتاب، وأم القرآن، وسميت الفاتحة لأن القرآن العزيز افتتح بها.
ومن قال إنها أول ما نزل قال: سميت فاتحة الكتاب، لأن الوحي افتتح بها، وروى أبو هريرة وأبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((هي أم القرآن، وهي السبع المثاني، وهي فاتحة الكتاب)).
وسميت السبع المثاني لأنها تثنى في كل ركعة، وقيل لأنها نزلت بمكة ثم ثنيت فنزلت بالمدينة، وقيل لأن الله عز وجل استثناها لهذه الأمة وذخرها لها مما أنزله على غيرها.
ومنع أنس وابن سيرين أن تسمى أم الكتاب وأم القرآن، قالا: لأن ذلك اسم اللوح المحفوظ. قال الله عز وجل: {وإنه في أم الكتاب لدينا} والحديث يرد ما قالا، وقد تكون الأسماء مشتركة.
فإن قيل: فما فائدة نزولها مرة ثانية؟ قلت: يجوز أن تكون نزلت أول مرة على حرف واحد، ونزلت في الثانية ببقية وجوهها، نحو: (ملك) و{مالك}، و(السراط) و{الصراط} ونحو ذلك). [جمال القراء:1/33-34](م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (والسبع المثاني لأنها سبع آيات بالاتفاق إلا أن منهم من عد التسمية دون {أنعمت عليهم} ومنهم من عكس، و تثنى في الصلاة أو الإنزال إن صح أنها نزلت بمكة حين فرضت الصلاة وبالمدينة حين حولت القبلة). [أنوار التنزيل:1/25]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): ( (سورة أم القرآن) وتسمى سورة الحمد لله، وفاتحة الكتاب، والواقية، والشافية، والسبع المثاني ). [التسهيل:1/63](م)
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774هـ): (يقال لها: الفاتحة، أي فاتحة الكتاب خطًّا، وبها تفتح القراءة في الصّلاة ويقال لها أيضًا: أمّ الكتاب عند الجمهور، وكره أنسٌ، والحسن وابن سيرين كرها تسميتها بذلك، قال الحسن وابن سيرين: إنّما ذلك اللّوح المحفوظ، وقال الحسن: الآيات المحكمات: هنّ أمّ الكتاب، ولذا كرها -أيضًا- أن يقال لها أمّ القرآن وقد ثبت في الحديث الصّحيح عند التّرمذيّ وصحّحه عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((الحمد للّه أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسّبع المثاني والقرآن العظيم)) ). [تفسير القرآن العظيم: 1/101](م)
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774هـ): (ويقال لها أيضًا: الفاتحة؛ لأنّها تفتتح بها القراءة، وافتتحت الصّحابة بها كتابة المصحف الإمام، وصحّ تسميتها بالسّبع المثاني، قالوا: لأنّها تثنّى في الصّلاة، فتقرأ في كلّ ركعةٍ، وإن كان للمثاني معنًى آخر غير هذا، كما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء اللّه.
قال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا ابن أبي ذئبٍ وهاشم بن هاشمٍ عن ابن أبي ذئبٍ، عن المقبريّ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال لأمّ القرآن: ((هي أمّ القرآن، وهي السّبع المثاني، وهي القرآن العظيم)). ثمّ رواه عن إسماعيل بن عمر عن ابن أبي ذئبٍ به، وقال أبو جعفرٍ محمّد بن جريرٍ الطّبريّ: حدّثني يونس بن عبد الأعلى، أنا ابن وهبٍ، أخبرني ابن أبي ذئبٍ، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((هي أمّ القرآن، وهي فاتحة الكتاب، وهي السّبع المثاني)).
وقال الحافظ أبو بكرٍ أحمد بن موسى بن مردويه في تفسيره: حدّثنا أحمد بن محمّد بن زيادٍ، ثنا محمّد بن غالب بن حارثٍ، ثنا إسحاق بن عبد الواحد الموصليّ، ثنا المعافى بن عمران، عن عبد الحميد بن جعفرٍ، عن نوح بن أبي بلالٍ، عن المقبريّ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((الحمد للّه ربّ العالمين سبع آياتٍ: {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} إحداهنّ، وهي السّبع المثاني والقرآن العظيم، وهي أم الكتاب)).
وقد رواه الدّارقطنيّ أيضًا عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه أو مثله، وقال: كلّهم ثقاتٌ.
وروى البيهقيّ عن عليٍّ وابن عبّاسٍ وأبي هريرة أنّهم فسّروا قوله تعالى: {سبعًا من المثاني} [الحجر: 87] بالفاتحة، وأنّ البسملة هي الآية السّابعة منها، وسيأتي تمام هذا عند البسملة). [تفسير القرآن العظيم: 1/102-103](م)
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (باب ما جاء في فاتحة الكتاب.
أي: هذا باب في بيان ما جاء في فاتحة الكتاب من الفضل أو من التّفسير أو أعم من ذلك، اعلم أن لسورة الفاتحة ثلاثة عشر اسماً [...]
والسّابع: السّبع المثاني[...] ). [عمدة القاري:18/103](م)
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج الدارقطني وصححه والبيهقي في السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قرأتم {الحمد} فاقرؤا {بسم الله الرحمن الرحيم} إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني {بسم الله الرحمن الرحيم} إحدى آياتها)) ). [الدر المنثور:1/8-9](م)
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج البخاري والدارمي في مسنده وأبو داود والترمذي، وَابن المنذر، وَابن أبي حاتم، وَابن أبي مردويه في تفاسيرهم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (({الحمد لله رب العالمين} أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني)) ). [الدر المنثور:1/9](م)
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وَأخرَج أحمد في مسنده، وَابن جَرِير، وَابن المنذر، وَابن أبي حاتم، وَابن مردويه في تفاسيرهم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لأم القرآن: ((هي أم القرآن وهي فاتحة الكتاب وهي السبع المثاني وهي القرآن العظيم)) ). [الدر المنثور: 1/9](م)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (قال ابن كثيرٍ في تفسيره: وصحّ تسميتها بالسّبع المثاني، قالوا: لأنّها تثنّى في الصّلاة فتقرأ في كلّ ركعةٍ). [فتح القدير:1/74](م)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أحمد من حديث أبي هريرة عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال في أمّ القرآن: ((هي أم القرآن وهي السّبع المثاني، وهي القرآن العظيم)).
وأخرج ابن جريرٍ في تفسيره عن أبي هريرة أيضا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((هي أمّ القرآن، وهي فاتحة الكتاب، وهي السّبع المثاني)). وأخرج نحوه ابن مردويه في تفسيره والدّارقطنيّ من حديثه، وقال كلّهم ثقاتٌ. وروى البيهقيّ عن عليٍّ وابن عبّاسٍ وأبي هريرة أنّهم فسّروا قوله تعالى: {سبعاً من المثاني} بالفاتحة). [فتح القدير:1/74](م)
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (سورة الفاتحة من السّور ذات الأسماء الكثيرة، أنهاها صاحب «الإتقان» إلى نيّفٍ وعشرين بين ألقابٍ وصفاتٍ جرت على ألسنة القرّاء من عهد السّلف، ولم يثبت في السّنّة الصّحيحة والمأثور من أسمائها إلّا فاتحة الكتاب، والسّبع المثاني، وأمّ القرآن، أو أمّ الكتاب، فلنقتصر على بيان هذه الأسماء الثّلاثة...). [التحرير والتنوير: 1/131](م)
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وأمّا تسميتها السّبع المثاني فهي تسميةٌ ثبتت بالسّنّة، ففي «صحيح البخاريّ» عن أبي سعيد ابن المعلّى « أنّ رسول اللّه قال: ((الحمد للّه ربّ العالمين هي السّبع المثاني والقرآن العظيم الّذي أوتيته)) » .
ووجه تسميتها بذلك أنّها سبع آياتٍ باتّفاق القرّاء والمفسّرين ولم يشذّ عن ذلك إلّا الحسن البصريّ فقال: هي ثمان آياتٍ، وإلّا الحسين الجعفيّ فقال: هي ستّ آياتٍ، وقال بعض النّاس: تسع آياتٍ ويتعيّن حينئذٍ كون البسملة ليست من الفاتحة لتكون سبع آياتٍ ومن عدّ البسملة أدمج آيتين.
وأمّا وصفها بالمثاني فهو مفاعل جمع مثنًّى بضمّ الميم وتشديد النّون، أو مثنًى مخفّف مثنّى، أو مثنى بفتح الميم مخفّف مثنيٍّ كمعنًى مخفّف معنيٍّ ويجوز تأنيث الجميع كما نبّه عليه السّيّد الجرجانيّ في «شرح الكشّاف» وكلّ ذلك مشتقٌّ من التّثنية وهي بضم ثانٍ إلى أوّلٍ.
ووجه الوصف به أنّ تلك الآيات تثنّى في كلّ ركعةٍ كذا في «الكشّاف». قيل: وهو مأثورٌ عن عمر بن الخطّاب، وهو مستقيمٌ لأنّ معناه أنّها تضمّ إليها السّورة في كلّ ركعةٍ، ولعلّ التّسمية بذلك كانت في أوّل فرض الصّلاة فإنّ الصّلوات فرضت ركعتين ثمّ أقرّت صلاة السّفر وأطيلت صلاة الحضر كذا ثبت في حديث عائشة في «الصّحيح» وقيل: العكس.
وقيل: لأنّها تثنّى في الصّلاة أي تكرّر فتكون التّثنية بمعنى التّكرير بناءً على ما شاع عند العرب من استعمال المثنّى في مطلق المكرّر نحو: {ثمّ ارجع البصر كرّتين} [الملك: 4] وقولهم لبّيك وسعديك، وعليه فيكون المراد بالمثاني هنا مثل المراد بالمثاني في قوله تعالى: {كتاباً متشابهاً مثاني} [الزمر: 23] أي مكرّر القصص والأغراض، وقيل: سمّيت المثاني لأنّها ثنّيت في النّزول فنزلت بمكّة ثمّ نزلت في المدينة وهذا قولٌ بعيدٌ جدًّا وتكرّر النّزول لا يعتبر قائله، وقد اتّفق على أنّها مكّيّةٌ فأيّ معنًى لإعادة نزولها بالمدينة). [التحرير والتنوير: 1/135](م)

أدلة هذا الاسم

قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا أبو عليٍّ الحنفيّ، عن ابن أبي ذئبٍ، عن المقبريّ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: الحمد للّه أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسّبع المثاني.هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي:5/148](م)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): (قال أبو جعفرٍ: صحّ الخبر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بما حدّثني به، يونس بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني ابن أبي ذئبٍ، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((هي أمّ القرآن، هي فاتحة الكتاب، وهي السّبع المثاني))...). [جامع البيان: 1/106-108](م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (اعلم أن لها أربعة أسماء هي: سورة الحمد وفاتحة الكتاب وأم القرآن، وهذا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عمر وعلي وابن عباس، وروى ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فاتحة الكتاب هي السبع المثاني))...). [معاني القرآن:1/47-50](م)
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ): ( [أسماؤها]*
أخبرنا عبد الرّحمن بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين القطّان، وأخبرنا محمد بن أحمد بن عبدوس، أخبرنا محمد بن المؤمّل بن الحسن بن عيسى، حدّثنا الفضل بن محمد بن المسيّب، حدّثنا خلف بن هشام، حدّثنا محمد بن حسان عن المعافى ابن عمران عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، سبع آيات أوّلهنّ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، وهي السبع المثاني، وهي أمّ القرآن، وهي فاتحة الكتاب»). [الكشف والبيان:1/89](م)

قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: وقرأ عليه أبي بن كعب أم القرآن فقال: ((والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)) ). [زاد المسير:1/10](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (...وروى أبو هريرة وأبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((هي أم القرآن، وهي السبع المثاني، وهي فاتحة الكتاب))...). [جمال القراء:1/33-34](م)
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774هـ): (... وقد ثبت في الحديث الصّحيح عند التّرمذيّ وصحّحه عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((الحمد للّه أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسّبع المثاني والقرآن العظيم)) ). [تفسير القرآن العظيم: 1/101](م)
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774هـ): (قال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا ابن أبي ذئبٍ وهاشم بن هاشمٍ عن ابن أبي ذئبٍ، عن المقبريّ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال لأمّ القرآن: ((هي أمّ القرآن، وهي السّبع المثاني، وهي القرآن العظيم)). ثمّ رواه عن إسماعيل بن عمر عن ابن أبي ذئبٍ به، وقال أبو جعفرٍ محمّد بن جريرٍ الطّبريّ: حدّثني يونس بن عبد الأعلى، أنا ابن وهبٍ، أخبرني ابن أبي ذئبٍ، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((هي أمّ القرآن، وهي فاتحة الكتاب، وهي السّبع المثاني)). وقال الحافظ أبو بكرٍ أحمد بن موسى بن مردويه في تفسيره: حدّثنا أحمد بن محمّد بن زيادٍ، ثنا محمّد بن غالب بن حارثٍ، ثنا إسحاق بن عبد الواحد الموصليّ، ثنا المعافى بن عمران، عن عبد الحميد بن جعفرٍ، عن نوح بن أبي بلالٍ، عن المقبريّ، عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((الحمد للّه ربّ العالمين سبع آياتٍ: {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} إحداهنّ، وهي السّبع المثاني والقرآن العظيم، وهي أم الكتاب)).
وقد رواه الدّارقطنيّ أيضًا عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه أو مثله، وقال: كلّهم ثقاتٌ.

وروى البيهقيّ عن عليٍّ وابن عبّاسٍ وأبي هريرة أنّهم فسّروا قوله تعالى: {سبعًا من المثاني} [الحجر: 87] بالفاتحة، وأنّ البسملة هي الآية السّابعة منها، وسيأتي تمام هذا عند البسملة). [تفسير القرآن العظيم: 1/102-103](م)
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج الدارقطني وصححه والبيهقي في السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قرأتم {الحمد} فاقرؤا {بسم الله الرحمن الرحيم} إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني {بسم الله الرحمن الرحيم} إحدى آياتها)) ). [الدر المنثور:1/8-9](م)
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج البخاري والدارمي في مسنده وأبو داود والترمذي، وَابن المنذر، وَابن أبي حاتم، وَابن أبي مردويه في تفاسيرهم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (({الحمد لله رب العالمين} أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني)) ). [الدر المنثور:1/9](م)
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وَأخرَج أحمد في مسنده، وَابن جَرِير، وَابن المنذر، وَابن أبي حاتم، وَابن مردويه في تفاسيرهم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لأم القرآن: ((هي أم القرآن وهي فاتحة الكتاب وهي السبع المثاني وهي القرآن العظيم)) ). [الدر المنثور: 1/9](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أحمد من حديث أبي هريرة عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال في أمّ القرآن: ((هي أم القرآن وهي السّبع المثاني، وهي القرآن العظيم)).
وأخرج ابن جريرٍ في تفسيره عن أبي هريرة أيضا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((هي أمّ القرآن، وهي فاتحة الكتاب، وهي السّبع المثاني)). وأخرج نحوه ابن مردويه في تفسيره والدّارقطنيّ من حديثه، وقال كلّهم ثقاتٌ. وروى البيهقيّ عن عليٍّ وابن عبّاسٍ وأبي هريرة أنّهم فسّروا قوله تعالى: {سبعاً من المثاني} بالفاتحة). [فتح القدير:1/74](م)
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وأمّا تسميتها السّبع المثاني فهي تسميةٌ ثبتت بالسّنّة، ففي «صحيح البخاريّ» عن أبي سعيد ابن المعلّى « أنّ رسول اللّه قال: ((الحمد للّه ربّ العالمين هي السّبع المثاني والقرآن العظيم الّذي أوتيته)) » ). [التحرير والتنوير: 1/135](م)

سبب التسمية

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): (وأما تأويل اسمها أنها "السبع"، فإنها سبع آيات، لا خلاف بين الجميع من القراء والعلماء في ذلك.
وإنما اختلفوا في الآي التي صارت بها سبع آيات[...]
وأما وصف النبي صلى الله عليه وسلم آياتها السبع بأنهن مثان، فلأنها تثنى قراءتها في كل صلاة تطوع ومكتوبة. وكذلك كان الحسن البصري يتأول ذلك.
- حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية، عن أبي رجاء، قال سألت الحسن عن قوله: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} [الحجر: 87] قال: هي فاتحة الكتاب. ثم سئل عنها وأنا أسمع فقرأها: {الحمد لله رب العالمين} حتى أتى على آخرها، فقال، تثنى في كل قراءة - أو قال - في كل صلاة. الشك من أبي جعفر.
والمعنى الذي قلنا في ذلك قصد أبو النجم العجلي بقوله:
الحمد لله الذي عافاني
وكل خير بعده أعطاني
من القرآن ومن المثاني
وكذلك قول الراجز الآخر الذي يقول:
نشدتكم بمنزل الفرقان = أم الكتاب السبع من مثاني
ثنين من آي من القرآن = والسبع سبع الطول الدواني
وليس في وجوب اسم "السبع المثاني" لفاتحة الكتاب، ما يدفع صحة وجوب اسم "المثاني" للقرآن كله، ولما ثنى المئين من السور. لأن لكل ذلك وجها ومعنى مفهوما، لا يفسد - بتسمية بعض ذلك بالمثاني - تسمية غيره بها.
فأما وجه تسمية ما ثنى المئين من سور القرآن بالمثاني، فقد بينا صحته، وسندل على صحة وجه تسمية جميع القرآن به عند انتهائنا إليه في سورة الزمر، إن شاء الله). [جامع البيان: 1/108](م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقيل لها السبع المثاني لأنها سبع آيات تثنى في كل ركعة من ثنيته إذ رددته.
وفي هذا قول آخر غريب وله إسناد حسن قوي عن جعفر بن محمد الفاريابي عن مزاحم بن سعيد قال: حدثنا ابن المبارك قال: حدثنا
ابن جريح قال: أخبرني أبي أن سعيد بن جبير أخبره قال لابن عباس: ما المثاني؟ قال: " هي أم القرآن استثناها الله تعالى لأمة محمد في أم الكتاب فادخرها لأمة محمد حتى أخرجها لهم ولم يعطها أحدا قبل أمة محمد".
وقيل إن من قال "السبع المثاني" ذهب إلى أن "من" زائدة للتوكيد.
وأجود من هذا القول أن يكون المعنى أنها السبع من القرآن الذي هو مثان). [معاني القرآن:1/49-50](م)
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (والسّبع المثاني لأنّها سبع آياتٍ باتّفاق العلماء. وسمّيت مثاني لأنّها تثنّى في الصّلاة، فتقرأ في كلّ ركعةٍ، وقال مجاهدٌ: سمّيت مثاني لأنّ اللّه تعالى استثناها لهذه الأمّة فذخرها لهم). [معالم التنزيل:1/49](م)
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (وتسمى أمّ القرآن لاشتمالها على المعاني التي في القرآن من الثناء على اللّه تعالى بما هو أهله، ومن التعبد بالأمر والنهى، ومن الوعد والوعيد. وسورة الكنز والوافية لذلك.
وسورة الحمد والمثاني لأنها تثنى في كل ركعة). [الكشاف:1/99](م)
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وأما المثاني فقيل سميت بذلك لأنها تثنى في كل ركعة وقيل سميت بذلك لأنها استثنيت لهذه الأمة فلم تنزل على أحد قبلها ذخرا لها). [المحرر الوجيز:1/70](م)
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ومن أسمائها: السبع المثاني وإنما سميت بذلك لما سنشرحه في الحجر إن شاء الله). [زاد المسير: 1/10](م) >> نحذف هذا النقل لأنه لم يشرح السبب؟؟
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وسميت السبع المثاني لأنها تثنى في كل ركعة، وقيل لأنها نزلت بمكة ثم ثنيت فنزلت بالمدينة، وقيل لأن الله عز وجل استثناها لهذه الأمة وذخرها لها مما أنزله على غيرها.
[...]
فإن قيل: فما فائدة نزولها مرة ثانية؟ قلت: يجوز أن تكون نزلت أول مرة على حرف واحد، ونزلت في الثانية ببقية وجوهها، نحو: (ملك) و{مالك}، و(السراط) و{الصراط} ونحو ذلك). [جمال القراء:1/33-34](م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (والسبع المثاني لأنها سبع آيات بالاتفاق إلا أن منهم من عد التسمية دون {أنعمت عليهم} ومنهم من عكس، و تثنى في الصلاة أو الإنزال إن صح أنها نزلت بمكة حين فرضت الصلاة وبالمدينة حين حولت القبلة). [أنوار التنزيل:1/25](م)
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774هـ): (وصحّ تسميتها بالسّبع المثاني، قالوا: لأنّها تثنّى في الصّلاة، فتقرأ في كلّ ركعةٍ، وإن كان للمثاني معنًى آخر غير هذا، كما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء اللّه.
[...]
وروى البيهقيّ عن عليٍّ وابن عبّاسٍ وأبي هريرة أنّهم فسّروا قوله تعالى: {سبعًا من المثاني} [الحجر: 87] بالفاتحة، وأنّ البسملة هي الآية السّابعة منها، وسيأتي تمام هذا عند البسملة). [تفسير القرآن العظيم: 1/102-103](م)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (قال ابن كثيرٍ في تفسيره: وصحّ تسميتها بالسّبع المثاني، قالوا: لأنّها تثنّى في الصّلاة فتقرأ في كلّ ركعةٍ). [فتح القدير:1/74](م)
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وأمّا تسميتها السّبع المثاني فهي تسميةٌ ثبتت بالسّنّة، ففي «صحيح البخاريّ» عن أبي سعيد ابن المعلّى « أنّ رسول اللّه قال: ((الحمد للّه ربّ العالمين هي السّبع المثاني والقرآن العظيم الّذي أوتيته)) ). [التحرير والتنوير: 1/134-135](م)
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (ووجه تسميتها بذلك أنّها سبع آياتٍ باتّفاق القرّاء والمفسّرين ولم يشذّ عن ذلك إلّا الحسن البصريّ فقال: هي ثمان آياتٍ، وإلّا الحسين الجعفيّ فقال: هي ستّ آياتٍ، وقال بعض النّاس: تسع آياتٍ ويتعيّن حينئذٍ كون البسملة ليست من الفاتحة لتكون سبع آياتٍ ومن عدّ البسملة أدمج آيتين). [التحرير والتنوير: 1/135]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وأمّا وصفها بالمثاني فهو مفاعل جمع مثنًّى بضمّ الميم وتشديد النّون، أو مثنًى مخفّف مثنّى، أو مثنى بفتح الميم مخفّف مثنيٍّ كمعنًى مخفّف معنيٍّ ويجوز تأنيث الجميع كما نبّه عليه السّيّد الجرجانيّ في «شرح الكشّاف» وكلّ ذلك مشتقٌّ من التّثنية وهي بضم ثانٍ إلى أوّلٍ.
ووجه الوصف به أنّ تلك الآيات تثنّى في كلّ ركعةٍ كذا في «الكشّاف». قيل: وهو مأثورٌ عن عمر بن الخطّاب، وهو مستقيمٌ لأنّ معناه أنّها تضمّ إليها السّورة في كلّ ركعةٍ، ولعلّ التّسمية بذلك كانت في أوّل فرض الصّلاة فإنّ الصّلوات فرضت ركعتين ثمّ أقرّت صلاة السّفر وأطيلت صلاة الحضر كذا ثبت في حديث عائشة في «الصّحيح» وقيل: العكس.
وقيل: لأنّها تثنّى في الصّلاة أي تكرّر فتكون التّثنية بمعنى التّكرير بناءً على ما شاع عند العرب من استعمال المثنّى في مطلق المكرّر نحو: {ثمّ ارجع البصر كرّتين} [الملك: 4] وقولهم لبّيك وسعديك، وعليه فيكون المراد بالمثاني هنا مثل المراد بالمثاني في قوله تعالى: {كتاباً متشابهاً مثاني} [الزمر: 23] أي مكرّر القصص والأغراض.
وقيل: سمّيت المثاني لأنّها ثنّيت في النّزول فنزلت بمكّة ثمّ نزلت في المدينة وهذا قولٌ بعيدٌ جدًّا وتكرّر النّزول لا يعتبر قائله، وقد اتّفق على أنّها مكّيّةٌ فأيّ معنًى لإعادة نزولها بالمدينة). [التحرير والتنوير:1/134-135](م)


رد مع اقتباس