أقوال العلماء فى أسماء سورة "يونس"
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (سمّيت في المصاحف وفي كتب التّفسير والسّنّة سورة يونس؛ لأنّها انفردت بذكر خصوصيّةٍ لقوم يونس، أنّهم آمنوا بعد أن توعّدهم رسولهم بنزول العذاب فعفا اللّه عنهم لمّا آمنوا. وذلك في قوله تعالى: فلولا كانت قريةٌ آمنت فنفعها إيمانها إلّا قوم يونس لمّا آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدّنيا ومتّعناهم إلى حينٍ [يونس: 98]. وتلك الخصوصيّة كرامةٌ ليونس عليه السّلام وليس فيها ذكرٌ ليونس غير ذلك. وقد ذكر يونس في سورة الصّافّات بأوسع ممّا في هذه السّورة ولكنّ وجه التّسمية لا يوجبها.
والأظهر عندي أنّها أضيفت إلى يونس تمييزًا لها عن أخواتها الأربع المفتتحة بـ «الر». ولذلك أضيفت كلّ واحدةٍ منها إلى نبي أو قوم نبي عوضًا عن أن يقال: الر الأولى والر الثّانية. وهكذا فإنّ اشتهار السّور بأسمائها أوّل ما يشيع بين المسلمين بأولى الكلمات الّتي تقع فيها وخاصّةً إذا كانت فواتحها حروفًا مقطّعةً فكانوا يدعون تلك السّور بآل حم وآل الر ونحو ذلك). [التحرير والتنوير:11/77]