عرض مشاركة واحدة
  #86  
قديم 22 شوال 1434هـ/28-08-2013م, 11:41 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

قوله تعالى: {آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون) [285] حسن.
وقوله: (لا نفرق بين أحد من رسله) من قرأ: (لا نفرق) بالنون حسن له أن يقف على (ملائكته وكتبه ورسله) ثم يبتديء: (لا نفرق) على معنى «يقولون: لا نفرق» وهي قراءة نافع وعاصم وأبي عمرو وحمزة والكسائي. وقرأ يحيى بن يعمر وسعيد بن جبير وأبو زرعة بن عمرو بن جرير: (لا يفرق بين أحد من رسله) فعلى هذا المذهب لا يحسن الوقف على (ورسله) لأن (لا يفرق) لـ «الرسول»، صلى الله عليه وسلم، و«المؤمنون» وهو متصل بالكلام الذي قبله راجع إلى (كل). والوقف على (من رسله) حسن.
وكذلك (وعليها ما اكتسبت) [286]، (أو أخطأنا)، (من قبلنا)، (ما لا طاقة لنا به)، (واعف عنا واغفر لنا وارحمنا). والوقف على (أنت مولانا) حسن لأنك إذا وقفت عليه ابتدأت: (فانصرنا)، والابتداء بالفاء قبيح لأنها تأتي بمعنى الاتصال بما قبلها.
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/559-560]

قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({والمؤمنون} كاف. ومثله {ورسله} على قراءة من قرأ {لا نفرق} بالنون لأن ذلك منقطع مما قبله. وقرأ يعقوب الحضرمي وغيره: (لا يفرق) بالياء، فعلى هذه القراءة لا يوقف على (رسله) لأن (لا يفرق) راجع إلى (كل) في قوله: {كل آمن بالله} فلا يقطع منه. {من رسله} كاف على القراءتين. ومثله {ما اكتسبت} ومثله {أو أخطأنا} ومثله {من قبلنا}. ومثله {لنا به} ومثله {وارحمنا}. ولا يحسن الوقف على قوله: {أنت مولانا} لمكان الفاء في {فانصرنا} لأنها تصل ما بعدها بما قبلها. والله تعالى الموفق). [المكتفى: 193]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({والمؤمنون – 285- ط}. [{ورسله – 285- ط} لحق الحذف، أي: تقولون لا نفرق]. {من رسله – 285- ط}. {إلا سعها – 286- ط}. {ما كسبت- 286- ط}. {ما اكتسبت – 286- ط}.
{أو أخطأنا- – 286- ج}. {من قبلنا – 286-ج} لأن النداء [لابتداء الدعاء]، ولكن الواو لعطف السؤال على السؤال، وتؤذن بأن كلمة {ربنا} تكرار. {لنا به – 286- ج}. {واعف عنا – 286} وقف. {واغفر لنا – 286- ج} كذلك. {وارحمن – 286} كذلك للتفصيل بين أنواع المقاصد والاعتراف بأن أطماعنا غير واحد).
[علل الوقوف: 1/354-357]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ):
(
من ربه والمؤمنون (تام) إن رفع والمؤمنون بالفعلية عطفًا على الرسول ويدل لصحة هذا قراءة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآمن المؤمنون فأظهر الفعل ويكون قوله كل آمن مبتدأ وخبر يدل على أن جميع من ذكر آمن بمن ذكر أو المؤمنون مبتدأ أول وكل مبتدأ ثان وآمن خبر عن كل وهذا المبتدأ وخبره خبر الأول والرابط محذوف تقديره منهم وكان الوقف على من ربه حسنًا لاستئناف ما بعده والوجه كونها للعطف ليدخل المؤمنون فيما دخل فيه الرسول من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله بخلاف ما لو جعلت للاستئناف فيكون الوصف للمؤمنين خاصة بإنهم آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله دون الرسول والأولى إن نصف الرسول والمؤمنين بأنهم آمنوا بسائر هذه المذكورات
ورسله (حسن) لمن قرأ نفرّق بالنون وليس بوقف لمن قرأ ألا يفرق بالياء بالبناء للفاعل أي لا يفرق الرسول كأنه قال آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كلهم آمن فحذف الضمير الذي أضاف كل إليه ومن أرجع الضمير في يفرق بالياء لله تعالى كان متصلاً بما بعدها فلا يوقف على رسله لتقدم ذكره تعالى فلا يقطع عنه
وأطعنا (كاف) لأن ما بعده منصوب على المصدر بفعل مضمر كأنهم قالوا اغفر لنا غفرانًا أي مغفرة أو نسألك غفرانك أو أوجب لنا غفرانك أي مغفرتك فيكون منصوبًا على المفعول به فلا يكون له تعلق بما قبله على كل تقدير
المصير (تام)
إلاَّ وسعها (صالح) ومثله ما كسبت وكذا وعليها ما اكتسبت وقال يحيى بن نصير النحوي لا يوقف على الأول حتى يؤتى بالثاني وهو أحسن للابتداء بالنداء
أو أخطأنا ومن قبلنا وما لا طاقة لنا به كلها حسان وقال أبو عمرو كافيه للابتداء فيها بالنداء ولكن الواو لعطف السؤال على السؤال وتؤذن بأن كل كلمة ربنا تكرار
واعف عنا وواغفر لنا ووارحمنا كلها حسان واستحسن الوقف على كل جملة منها لأنه طلب بعد طلب ودعاء بعد دعاء
أنت مولانا ليس بوقف لمكان الفاء بعده واتصال ما بعدها بما قبلها على جهة الجزاء ولو كان بدل الفاء واو لحسن الوقف والابتداء بما بعدها
الكافرين (تام) وفي الحديث إن الله كتب كتابًا قبل أن يخلق
السموات والأرض بألفي عام وأنزل فيه آيتين ختم بهما سورة البقرة فلا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان).
[منار الهدى: 68-69]


- تفسير


رد مع اقتباس