عرض مشاركة واحدة
  #47  
قديم 20 شوال 1434هـ/26-08-2013م, 11:35 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (والوقف على (وتقطعت بهم الأسباب) [166] حسن.
وقوله: (ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب)
[165] قرأ نافع وغيره من أهل المدينة وعبد الله بن عامر: (ولو ترى الذين ظلموا) بالتاء. (إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب) بفتح (أن). وقرأ ابن كثير وحميد وعاصم والأعمش وأبو عمرو وحمزة والكسائي: (ولو يرى الذين ظلموا) بالياء (أن القوة لله جميعا وأن الله) بفتحهما جميعًا. وكان أبو جعفر يزيد بن القعقاع يقرأ: (ولو يرى الذين ظلموا) بالياء. (إن القوة لله جميعا وإن الله) بكسرهما جميعا. وروى إسماعيل عن الحسن: (ولو ترى الذين ظلموا) بالتاء. (إن القوة لله جميعا وإن الله شديد) بكسرهما جميعًا. فمن قرأ: (ولو ترى الذين ظلموا) بالتاء (أن القوة) بالفتح كان الوقف على (يرون العذاب) حسنًا غير تام. و(أن) منصوبة على التكرير كأنه قال: «ولو ترى الذين ظلموا إذ يرون العذاب ترى أن القوة لله جميعًا». ومن قرأ: (ولو يرى الذين ظلموا) بالياء وفتح (أن) ولم يقف على (يرون العذاب) لأن (أن) منصوبة بـ«يرى» وهي كافية من الاسم والخبر فلا يتم الكلام قبلها. ومن قرأ: (ولو يرى الذين ظلموا) بالياء (إن القوة) بالكسر كان الوقف على (يرون العذاب) حسنًا ثم تتبديء (إن القوة لله جميعًا) بكسر الألف، والرؤية واقعة على (إذ يرون) مكتفية بها كما قال: {ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم} [سبأ: 31]، {ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت} [الأنعام: 93] ومن قرأ: (ولو ترى الذين ظلموا) بالتاء (إن القوة لله) بكسر الألف كان الوقف على (يرون العذاب) حسنًا. وجواب (لو) في هؤلاء الأوجه محذوف، كأنه قال: «ولو يرى الذين كانوا يشركون عذاب الآخرة لعلموا حين يرونه أن القوة لله جميعًا وأن الله شديد العذاب» فحذف الجواب لمعرفة المخاطبين به كما قال: {أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما} [الزمر: 9] فمعناه «أمن هو قانت خير أمن ليس بقانت» فحذف الجواب، وهذا معروف في كلام العرب، قال امرؤ القيس:
ألا يا عين بكي لي شنينا = وبكي للملوك الذاهبينا
ملوك من بني حجر بن عمرو = يساقون العشية يقتلونا
فلو في يوم معركة أصيبوا = ولكن في ديار بني مرينا
أراد: فلو في يوم معركة أصيبوا لكان كذا وكذا. فحذف الجواب.
والوقف على: (وأن الله شديد العذاب) حسن وليس بتام لأن قوله: (إذ تبرأ الذين اتبعوا) [166] مردود على
(إذ يرون العذاب) كأنه قال: «ولو يرى الذين ظلموا إذ تبرأ الذين اتبعوا، والوقف على: (يحبونهم كحب الله) حسن. والوقف على (الذين آمنوا أشد حبًا لله) تام. وكذلك: (وما هم بخارجين من النار) [167]).

[إيضاح الوقف والابتداء: 1/538-542]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({كحب الله} كاف، {أشد حبًا لله} تام، {إذ يرون العذاب} وقف حسن على قراءة من قرأ {ولو ترى الذين ظلموا} بالتاء لأن (أن) منصوبة على التكرير بتقدير: ولو ترى الذين ظلموا إذ يرون العذاب ترى أو يرون أن القوة لله جميعا. ومن قرأ بالياء لم يقف على (العذاب) لأن (أن) منصوبة
بـ (يرى)، وهي كافية من الاسم والخبر، فلا يكفي الوقف قبلها ولا يحسن. وهذا مذهب الكوفيين في القراءتين. ومذهب البصريين أن (ترى) بالتاء من رؤية البصر، و(يرى) بالياء بمعنى (يعلم) الذي يراد به المعرفة. وكلا الفعلين يتعدى إلى مفعول واحد، فمفعول (ترى) (الذين ظلموا) و(أن) في موضع نصب، والتقدير: لأن القوة لله، ومفعول (يرى) (أن القوة لله). والتقدير: لو يعلم الذين ظلموا يومئذ أن القوة لله جميعًا. أي: لو يعرفون في ذلك اليوم حقيقة قوة الله تعالى وشديد عذابه. وقرأ يعقوب الحضرمي: (ولو ترى) بالتاء، وكسر (إن) في الحرفين جميعا. فعلى قراءته يحسن الوقف على (العذاب) ويكفي، لأن (أن) مستأنفة. وجواب (لو) في الآية محذوف لعلم المخاطبين، وتقديره على قراءة من قرأ (ولو ترى الذين ظلموا) بالتاء لرأيت أمرًا فظيعًا. وعلى قراءة من قرأ بالياء: لتبينوا ضرر اتخاذهم الآلهة.
{بهم الأسباب} كاف. {من النار} تام).

[المكتفى: 178-179]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({كحب الله- 165 – ط}. {حبًا لله- 165- ط}. {العذاب- 165 – لا} وكذلك {جميعًا- 165 } إلا لمن قرأ: {إن القوة}، و {إن الله} بكسر الألف.
تبرءوا منا – 167 – ط} {عليهم – 167 –ط}).
[علل الوقوف: 1/264-265]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (كحب الله (حسن) ومثله حبًا لله وقال أبو عمرو فيهما تام
العذاب (حسن) لمن قرأ ولو ترى بالتاء الفوقية وكسر الهمزة من القوة لله وأن الله شديد العذاب
[منار الهدى: 52]
وهو نافع ومن وافقه من المدينة وحذف جواب لو تقديره لرأيت كذا وكذا والفاعل السامع مضمرًا كقول الشاعر
فلو أنها نفس تموت سوية = ولكنها نفس تساقط أنفسًا
أراد لو ماتت في مرة واحدة لاستراحت ومن فتح أن فالوصل أولى لأن التقدير ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب لعلموا أن القوة لله فأن من صلة الجواب إلاَّ أنه حذف الجواب لأن في الكلام ما يدل عليه أو هي منصوبة بيرى أي ولو يرى الذين ظلموا وقت رؤيتهم العذاب أن القوة لله جميعًا لرأيتهم يقولون إن القوة لله جميعًا فعلى هذين لا يوقف على العذاب
شديد العذاب (حسن) من حيث كونه رأس آية وليس وقفًا لأن إذ بدل من إذ قبله
الأسباب (كاف)
منا (حسن) قاله الكلبي لأن العامل في كذلك يريهم فكأنه قال يريهم الله أعمالهم السيئة كتبري بعضهم من بعض والمعنى تنمى الإتباع لو رجعوا إلى الدنيا حتى يطيعوا وتبرؤوا من المتبوعين مثل ما تبرأ المتبوعون منهم أولا
حسرات عليهم (كاف) على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل حالاً
من النار (تام) للابتداء بالنداء).
[منار الهدى: 52-53]

- تفسير


رد مع اقتباس