قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (162)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (والوقف على قوله (ويلعنهم اللاعنون) [159] غير تام لأن (إلا) استثناء ولا يتم الكلام قبل الاستثناء.
والوقف على (وماتوا وهم كفار) [161] قبيح لأن قوله: (أولئك عليهم لعنة الله) خبر (إن). والوقف على قوله: (عليهم لعنة الله) قبيح لأن (الملائكة والناس) منسوقون على الله عز وجل. وقرأ الحسن: (والملائكة والناس أجمعون) بالرفع على معنى «أن يلعنهم الله والملائكة»
فلا يتم أيضًا على هذا المذهب الوقف على (الله) لأن (الملائكة والناس) منسوقون على التأويل، والتأويل للرفع. والوقف على (الناس أجمعين) غير تام لأن (خالدين فيها) [162] منصوب على القطع من (الذين)).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/537-538]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({شاكرٌ عليم} تام. ومثله {التواب الرحيم}.
{خالدين فيها} صالح، {ولا هم ينظرون} تام).[المكتفى: 178]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({في الكتاب- 159- لا} لأن {أولئك خبر إن. {اللاعنون- 159- لا} للاستثناء.
{وأتوب عليهم – 160 – ج} لاحتمال الواو الحال والاستئناف [والحال أوجه]. {أجمعين- 161- لا} لأن {خالدين} حال عامله معنى الفعل في اللعنة، تقديره: لعنهم الله، حتى قرأ
الحسن [رضي الله عنه]: {والملائكة] وما بعده بالرفع.
{فيها- 162- ج} لأن ما بعده يصلح حالاً لخالدين وإخبارًا مستأنفًا).[علل الوقوف: 1/260-263]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (في الكتاب ليس بوقف لأن أولئك خبر إن فلا يفصل بين اسمها وخبرها بالوقف ومثله اللاعنون للاستثناء بعده
أتوب عليهم (جائز)
الرحيم (تام)
وهم كفار ليس بوقف لأن خبر إن لم يأت بعد
أجمعين ليس بوقف ولم ينص أحد عليه ولعل وجه عدم حسنه إن خالدين منصوب على الحال من ضمير عليهم ومن حيث كونه رأس آية يجوز
خالدين فيها (حسن) وقال أبو عمرو صالح لأن ما بعده يصلح أن يكون مستأنفًا وحالاً
ينظرون (تام)).[منار الهدى: 52]
- تفسير