عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 19 شوال 1434هـ/25-08-2013م, 10:32 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

أمثلة لبيان علل الاختلاف في عدّ بعض الآيات
قَال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (ولنذكر من ذلك نبذة تدل على سائره، وتغني عن إيراد كله:
- من ذلك أنَّ مَن عدّ في البقرة {ولهم عذاب أليم} فلمشاكلته ما قبله من قوله: {ولهم عذاب عظيم} ومن لم يعدّه فلاتصاله بما بعده من قوله: {بما كانوا يكذبون} وكونه وما بعده كلاما واحداً، ولأن الكل لم يعدّ الحرف الذي عند رأس التسعين من آل عمران وهو مثله.

- ومن عدّ {إنما نحن مصلحون} فللتشاكل الذي بينه وبين ما قبله وما بعده، من الفواصل بالردف، ومن لم يعده فلتعلقه بما بعده من طريق المعنى الذي يقتضي تمام الحال.
- ومن عدّ {إلا خائفين} فلمشاكلته ما قبله من رؤوس الآي، ومن لم يعده فلتعلقه بما بعده إذ فيه انقضاء حالهم.
- ومن عدّ {يا أولي الألباب} فلمشاكلته ما قبله من قوله: {شديد العقاب} وما بعده من قوله: {سريع الحساب}، وكونه كلاما تاما، ومن لم يعده فلمخالفته ما اتصل به، وأتى بعده من قوله: {لمن الضالين} و {غفور رحيم}.
- ومن عدّ {من خلاق} الثاني فلمشاكلته ما بعده من قوله: {عذاب النار}، وكونه جملة مستقلة، ومن لم يعده فلانعقاد الإجماع على ترك عد الحرف الأول الذي بعد رأس المئة.
- وكذا من عدّ {ماذا ينفقون} الثاني فلمشاكلته ما قبله من رؤوس الآي، ومن لم يعده فللإجماع على ترك عدّ الحرف الأول والثالث؛ فردّ المختلف فيه إلى المجمع عليه.
- ومن عد {لعلكم تتفكرون} فللتشاكل الذي بينه وبين ما قبله من الفواصل، ومن لم يعد فلاتصاله بما بعده من قوله: {في الدنيا والآخرة} وكونه معه كلاماً واحداً.
- ومن عد {قولا معروفا} فلكونه كلاما تاما وجملة كافية، ومن لم يعدّه فلكونه غير مشبه ولا مشاكل لما تقدمه ولما أتى بعده من الفواصل.
- ومن عد {الحي القيوم} في آية الكرسي فلانعقاد الإجماع على عدّ نظيره في أول آل عمران، ومن لم يعدّه فلورود التوقيف على النبي صلى الله عليه وسلم بتسمية الآية بما جرى فيها من ذكر الكرسي؛ فدل على اتصال الكلام فإن انقضاء الآية وتمامها عند قوله: {وهو العلي العظيم}
- ومن عدّ {من الظلمات إلى النور} فلكونه كلاما مستقلا وجملة كافية، ومن لم يعده فلكون ما بعده جملة معطوفة عليه.
- ومن عدّ في آل عمران {والإنجيل} الأول فلمشابهة الياء التي فيه بالواو التي في قوله: {القيوم} من حيث يجتمعان في الردف، ومن لم يعدّه فلتعلقه بما بعده وكونه معه كلاماً واحداً.
- ومن عدّ {وأنزل الفرقان} فلكونه كلاما تاما وكون ما بعده مستأنفا، ومن لم يعده فلكونه غير مشبه ولا مشاكل لما قبله من قوله: {الحي القيوم}
- ومن عد {والإنجيل} الثاني فلكونه كلاماً مستقلاً، ومن لم يعده فلكون ما بعده معطوفا على ما قبله.
- ومن عد إلى بني إسرائيل فلمشابهته ما قبله من قوله: {من المقربين} و{من الصالحين} وما بعده من قوله: {مؤمنين} و{وأطيعون} مع انعقاد الإجماع على عَدّه في الأعراف والشعراء والسجدة والزخرف، ومن لم يعدّه فلتعلقه بما بعده من قوله: {قد جئتكم} مع انعقاد الإجماع على ترك عد الحرف الثاني وهو {كان حلا لبني إسرائيل}
- ومن عد {مما تحبون} فلمشاكلته ما قبله وكونه كلاماً تاماً، ومن لم يعدّه فلاتصاله بما بعده من جهة المخاطبة وكونه كلاماً واحداً، ولانعقاد الإجماع على ترك عدّ الحرف الثاني وهو قوله: {من بعد ما أراكم ما تحبون}
- ومن عدّ في النساء {أن تضلوا السبيل} فلإجماعهم على عدّ نظيره في الفرقان وهو قوله: {أم هم ضلوا السبيل}، ومن لم يعده فلمخالفته ما قبله وما بعده من الفواصل.
- وكذا من عدّ في الشورى {كالأعلام} فللإجماع على عدّ نظيره في الرحمن، ومن لم يعدّه فلمخالفته ما قبله وما بعده.
- وكذا من عدّ {والطور}
و{الرحمن} و{الحاقة} و{القارعة} و{والعصر} رؤوسَ آيٍ؛ فلمشاكلتها ما بعدها من رؤوس آي تلك السور، ولإجماعهم لأجلِ ذلك على عدّ {والفجر} و{والضحى}، ومن لم يعدّها فلمخالفتها ما بعدها من الفواصل في القدر والطول.
- وكذا من عد في الأعراف {كما بدأكم تعودون} فلكونه كلاما تاماً، وكون انتصاب قوله: {فريقا} بـ{هدى} لا به، والتقدير: "هدى فريقا، وأضل فريقا"، ومن لم يعدّه فلتعلقه بما بعده من حيث كان ناصبا له، والتقدير: "تعودون فريقين" أي تعودون على حال الهداية والضلالة.
- وكذا من عدّ في الكهف {إلا قليل} فلكونه كلاما مستقلا، ومن لم يعده فلمخالفته ما قبله وما بعده من رؤوس الآي.
- وكذا من عدّ في مريم {واذكر في الكتاب إبراهيم} فلمشاكلته ما قبله من قوله: {مستقيم} و{عظيم} ومن لم يعده فلمخالفته ما بعده من سائر الفواصل.
- وكذا من عد في الزمر {فبشر عباد} فلانقطاع ما بعده منه، من حيث قدره مبتدأ، وجعل خبره في قوله: {أولئك الذين هداهم الله}، ومن لم يعده فلاتصال ما بعده به من حيث جعله نعتاً له.
- وكذا من عدّ في الحديد {من قبله العذاب}؛ فلكونه كلاماً مستقلاً، ولأن نظيره في غيرِ مَا سورةٍ قَدْ عُدَّ بإجماع، ومن لم يعدّه فلمخالفته ما قبله وما بعده من الفواصل.
وعلى نحو ما قلناه في هذه الجملة يجري القول في سائر المختلف فيه من الآي؛ فليعمل فيه على ما قلناه إن شاء الله
). [البيان: 113-116]

رد مع اقتباس