عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 19 شوال 1434هـ/25-08-2013م, 12:43 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115) وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117) وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آَيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (والوقف على (في خرابها) [114] حسن. والوقف على (عظيم) تام.
والوقف على (فثم وجه الله) [115] حسن.
وقوله: (فإنما يقول له كن فيكون) [117] على معنيين: إن شئت جعلت (فيكون) نسقًا على (يقول) كأنه قال:

«فإنما يقول فيكون». والوجه الآخر أن تجعل (فيكون) مرفوعًا على الاستئناف فعلى المذهب الثاني يكون الوقف على (كن) أحسن منه على المذهب الأول. والوقف على: (فيكون) تام.
ومثله: (لقوم يوقنون) [118].
والوقف على قوله: (بشيرًا ونذيرًا) [119] حسن وليس بتام لأن قوله: (ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) متعلق بالأول، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليت شعري ما فعل أبواي؟» فأنزل الله عز وجل: {إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم}. ومن قرأ (ولا تسأل) بالرفع على معنى «ولست تسأل»
كان الوقف على (نذيرًا) أحسن منه في المذهب الأول).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/529-531]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({في خرابها} كاف. {عذاب عظيم} تام. {فثم وجه الله} كاف، وقيل: تام. {واسع عليم} تام. {فإنما يقول له كن} كاف إذا رفع (فيكون) على الاستئناف بتقدير: فهو يكون. ولم ينسق على (يقول). ومن قرأ: فيكون، بالنصب على جواب الأمر بالفاء لم يقف على (كن) لتعلق ما بعده به من حيث كان جوابًا له. وكذلك في الموضع الأول من آل عمران والذي في مريم والمؤمن. وكذلك الموضع الذي في النحل ويس، لأن النصب فيهما بالعطف على ما عملت فيه (أن) من قوله: (أن تقول) فلا يقطعان من ذلك. {فيكون} تام على القراءتين.
{يوقنون} تام. {بشيرًا ونذيرًا} كاف على قراءة من قرأ: (ولا تَسْأل) بالجزم. حدثنا عبد الرحمن بن عمر قال: حدثنا محمد بن حامد قال: حدثنا محمد بن الجهم قال: حدثنا خلف البزار عن وكيع عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليت شعري ما فعل أبواي)) فأنزل الله عز وجل: (إنا أرسلناك بالحق بشيرًا ونذيرًا ولا تَسْأل عن أصحاب الجحيم) على النهي. ومن قرأ {ولا تُسْأل} بالرفع ففيه وجهان: أحدهما أن يرفع على معنى: ولست تُسْأل أي لست تؤاخذ بهم فهو على هذا منقطع مما قبله، فالوقف أيضًا على قوله: (ونذيرًا) كاف. والثاني أن يرفع على معنى: غير مسؤول. فهو بمنزلة ما عطف عليه من قوله: {بشيرًا ونذيرًا} لأنه حال منه، فهو على هذا متعلق بما قبله فلا يقطع منه. {أصحاب الجحيم} تام).[المكتفى: 171-173]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({خرابها- 114- ط} للفصل بين الاستفهام والإخبار. {خائفين -114- ط} لأن ما بعده إخبار وعيد مبتدأ منتظر، ولو وصل صارت الجملة صفة لهم، والصفة تكون كائنة متصلة.
{وجه الله – 115- ط}. {ولدًا- 116- لا} وأن جاز الابتداء بقوله {سبحانه}، ولكن يوصل بقولهم ردًا له وتعجيلاً للتنزيه.
{سبحانه – 116- ط}. {والأرض – 116- ط} لأن ما بعده مبتدأ. {والأرض – 117 – ط} لأن {إذا}
أجيبت بالفاء فكانت للشرط. {آية- 118- ط}. {قولهم- 118- ط}. {قلوبهم – 118- ط} لأن قد لتأكيد الاستئناف. {ونذيرًا- 119- لا} للعطف، أي: نذيرًا وغير مسئول، إلا لمن قرأ: {ولا تسأل} على النهي لاختلاف الجملتين). [علل الوقوف: 1/230-233]

قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (
في خرابها (حسن)
خائفين (كاف) لأنَّ ما بعده مبتدأ وخبر ولو وصل لصارت الجملة صفة لهم.
لهم في الدنيا خزي (جائز)
عظيم (تام)
والمغرب (حسن)
تولوا ليس بوقف لأن ما بعده جواب الشرط لأن أين اسم شرط جازم وما زائدة وتولوا مجزوم وبها وزيادة ما ليست لازمة لها بدليل قوله* أين تصرف بنا العداة تجدنا* وهي ظرف مكان والناصب لها ما بعدها.
وجه الله (كاف)
عليم (تام) على قراءة ابن عامر قالوا بلا واو أو بها وجعلت استئنافًا وإلاَّ فالوقف على ذلك حسن لأنه من عطف الجمل.
سبحانه (صالح) أي تنزيهًا له عما نسبه إليه المشركون فلذلك صلح الوقف على سبحانه.
والأرض (كاف) لأن ما بعده مبتدأ وخبر.
قانتون (تام)
والأرض (جائز) لأنَّ إذا إِذا أجيبت بالفاء كانت شرطية.
كن (جائز) إن رفع فيكون خبر مبتدأ محذوف تقديره فهو ليس بوقف لمن نصب يكون على جواب الأمر أو عطفًا على يقول فعلى هذين الوجهين لا يوقف على كن لتعلق ما بعده به من حيث كونه جوابًا له
فيكون (تام) على القراءتين
أو تأتينا آية (حسن)
ومثله مثل قولهم.
تشابهت قلوبهم (كاف)
يوقنون (تام)
ونذيرا (حسن) على قراءة ولا تسأل بفتح التاء والجزم وهي قراءة نافع وهي تحتمل وجهين أحدهما أن يكون أمره الله بترك السؤال والثاني أن يكون المعنى على تفخيم ما أعد لهم من العقاب أو هو من باب تأكيد النهي نحو لا تأكل السمك ولا تشرب اللبن ومن قرأ بضم التاء والرفع استئنافًا له وجهان أيضًا أحدهما أن يكون حالاً من قوله إنا أرسلناك بالحق فيكون منصوب المحل معطوفًا على بشيرًا ونذيرا أي أرسلناك بالحق بشيرًا ونذيرًا وغير مسؤل عن أصحاب الجحيم فعلى هذه القراءة لا يوقف على ونذيرًا إلاَّ على تسامح الثاني أن تكون الواو للاستئناف ويكون منقطعًا عن الأول على معنى ولن تسأل أو ولست تسأل أو ولست تؤاخذ فهو على هذا منقطع عما قبله فيكون الوقف على ونذيرًا كافيًا.
الجحيم (تام)).
[منار الهدى: 47-48]

- تفسير


رد مع اقتباس