عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 18 شوال 1434هـ/24-08-2013م, 11:49 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27) كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (والوقف على (الله) [26] قبيح لأن (لا يستحي) خبر (إن). والوقف على (يستحي) غير تام لأن (أن يضرب) متعلق بـ(يستحي). وفي «البعوضة» أربعة أوجه: إحداهن
أن تنصبها على الإتباع لـ «المثل» وتجعل (ما) توكيدًا، كأنك قلت: «مثلا بعوضة» فعلى هذا المذهب يحسن الوقف على (ما). والوجه الثاني أن تنصب (ما) على الإتباع لـ «المثل» وتنصب «البعوضة» على إسقاط «بين» كأنه قال: «مثلاً ما بين بعوضة» فلما أسقط الخافض نصب لأنه جعل إعراب «بين» فيما بعدها ليعلم أن معناها مراد.
أنشدنا أبو العباس:
يا أحسن الناس ما قرنا إلى قدم = ولا حبال محب واصل تصل
أراد: ما بين قرن إلى قدم. فلما أسقط «البين» نصب.
وعلى هذا المذهب لا يحسن أن تقف على قوله: (مثلاً ما) لأن «البعوضة» في صلة (ما). والوجه الثالث أن تنصب «البعوضة» في صلة (ما). والوجه الثالث أن تنصب «البعوضة» على الإتباع لـ «ما» وتنصب (ما) على الإتباع لـ «المثل»، فعلى هذا المذهب أيضًا لا يحسن الوقف على (ما) لأن البعوضة متممة لـ (ما). ويجوز في العربية «مثلاً ما بعوضة» بالرفع على معنى «ما هي بعوضة»، فعلى هذا المذهب لا يتم الوقف على (ما) لأن «البعوضة» في الصلة. والوقف على قوله: (فما فوقها) حسن. والوقف على «البعوضة» غير تام لأن (ما فوقها) منسوق عليها. والوقف على (الذين آمنوا) قبيح لأن الفاء جواب (أما).
والوقف على (ربهم) غير تام لأن (أما) الثانية منسوقة على الأولى.
وقوله: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه} [27] في (الذين) أربعة أوجه: الخفض على النعت لـ «الفاسقين». والنصب والرفع على الذم لهم. فعلى هؤلاء الأوجه لا يتم الوقف على «الفاسقين». والوجه الرابع أن ترفعهم بما عاد من قوله: (أولئك هم الخاسرون) فعلى هذا المذهب يتم الوقف على «الفاسقين».
وقوله: {كيف تكفرون بالله} [28]، الوقف على (كيف) قبيح لأنها حرف الاستفهام. والوقف على (تكفرون بالله) غير تام وهو حسن وإنما لم نحكم عليه بالتمام لأن قوله: (وكنتم أمواتا) حال كأنه قال: «كيف تكفرون بالله وهذه حالكم». وقال السجستاني: الوقف على قوله: (فأحياكم) تام لأنهم إنما وبخوا بما يعرفونه ويقرون به. وذلك أنهم كانوا يقرون بأنهم كانوا أمواتًا إذ كانوا نطفًا في أصلاب آبائهم ثم أحيوا من النطف ولم يكونوا يعترفون بالحياة بعد الموت فقال الله موبخًا لهم: (كيف تكفرون بالله) أي: ويحكم كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم. ثم ابتدأ فقال: (ثم يمييتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون). قال أبو بكر: وهذا الذي قال تنقضه الآية عليه لأنه زعم أن الله لا يوبخهم إلا على ما يعترفون به وقد قال: (كيف تكفرون) فوبخهم بالكفر ولم يكونوا يعترفون بأنهم كفار. فإن قال قائل: ما تقول في قوله: {وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا} [الجاثية: 24] كيف اعترفوا بحياة بعد موت؟ قيل له: معناه «نموت وتحيا أولادنا بعدنا، فكأن حياة أولادنا حياة لنا» وقال قوم: معناه «نموت ونحيا بذكر أولادنا لنا». وهو شبيه بالقول الأول.
وقال السجستاني: هذا من المقدم والمؤخر، أرادوا: «نحيا ونموت» كما قال: {يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين} [آل عمران: 43] فمعناه «واركعي مع الراكعين واسجدي» وكما قال: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} [النحل: 98] فمعناه «فإذا استعذت بالله من الشيطان الرجيم فاقرأ القرآن» لأن الاستعاذة إنما تكون قبل القراءة لا بعدها واحتج بقول أبي النجم
يذكر مهرًا له يسقيه اللبن = نعله من حلب وننهله
أراد: ننهله ونعله. لأن النهل الشربة الأولى والعلل بعد ذلك كما قال:
وعللنا عللاً بعد نهل
وقال الآخر:
هل عند هند لفؤاد صد = من نهلة في اليوم أو في غد
الصدي العطشان، يقال للعطشان: صاد وصد وصديان.
ويقال: صدياء وصاديه وصدية وصديانة. ويقال: نعله ونعله. فقوله: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان
الرجيم) معناه «فإذا استعذت فاقرأ» خطأن لأن المتعالم عند جميع الناس أنه أراد: فإذا أردت قراءة القرآن فاستعذ، لأن الآية تدل على أنه أمرنا بالاستعاذة وعلمناها عند قراءة القرآن ولو كان المعنى «فإذا استعذت فاقرأ» لم تكن الآية تدل على أنا أمرنا بالاستعاذة بل كانت تدل على [أنا] أمرنا بالقراءة بعد الاستعاذة، وجائز أن يستعيذ بالله من الشيطان ثم لا يقرأ شيئًا. فلو كان كما قال لوجب على كل مستعيذ من الشيطان أن يقرأ القرآن. وقوله: {يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين} [آل عمران: 43] إنما قدم السجود على الركوع لأن العرب إذا وجدت الفعلين يقعان في وقت واحد في حال واحدة كان تقديم هذا على هذا وهذا على هذا بمنزلة [واحدة]. فالركوع والسجود إنما يقعان في حال واحدة. وكذلك قوله في سورة الأعراف: {وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا} [الأعراف: 4] فالبأس الشدة، وإنما تقع الشدة بهم قبل وقوع الهلاك. فقال الفراء: لما كانت الشدة والهلاك يقعان في وقت [واحد] كان تقديم هذا على هذا وهذا على هذا بمنزلة، وهو قولك في الكلام: أعطيتني فأحسنت وأحسنت فأعطيتني، لأن الإحسان والعطية يقعان في وقت، فهذا أصح من أن تجعله من التقديم والتأخير على ما زعم السجستاني. والوقف عندي على (ترجعون) والوقف على: (فأحياكم) [28] غير تام لأن قوله: (ثم يميتكم) نسق عليه ومتصل به، وليس هو مستأنفًا على ما زعم السجستاني.
والوقف على قوله: (جميعًا) حسن. والوقف على (عليم) [29] تام).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/506-514]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (وقال أحمد بن موسى: {أن يضرب مثلاً} تام.
وقال أحمد بن جعفر الدينوري وأحمد بن محمد النحاس: (مثلاً ما) وقف حسن وليس كما قالوا لأن (ما) زائدة مؤكدة، فلا يبتدأ بها، ولأن (بعوضة) بدل من قوله: (مثلاً) فلا يقطع منه. (فما فوقها) كاف. وقيل: تام. (ويهدي به كثيرًا) كاف. و(إلا الفاسقين) كاف وقد ذكر. (الخاسرون) تام.
{ترجعون} تام. وقول أبي حاتم: إن الوقف على {فأحياكم ثم يميتكم} واحتجاجه على ذلك ليس بشيء، لأن ما بعده نسق عليه فلا يقطع منه. {ما في الأرض جميعًا} كاف.
{سبع سماوات} كاف).
[المكتفى: 162-163]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({فما فوقها- 26 -ط} {من ربهم – 26 –ج} لأن الجملتين وان اتفقتا فكلمة {أما} للتفصيل بين الجمل {مثلا – 26 –م} لأنه لو وصل صار ما بعده صفة له، ليس بصفة، وإنما هو ابتداء إخبار من الله عز وجل جوابًا لهم.
{ويهدي به كثيرًا – 26 –ط} {الفاسقين- 26 –لا} لأن {الذين} صفتهم {ميثاقه – 27 – ص} لعطف المتفقتين {في الأرض – 27- ط} {فأحياكم- 28 –ج}، للعدول، أي: ثم هو يميتكم، مع اتحاد مقصود الكلام. {سموات- 29- ط}).
[علل الوقوف: 1/192-195]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (مثلاً ما يبنى الوقف على ما وعدمه على اختلاف القراء والمعربين لما وبعوضة قرئ بعوضة بالرفع والنصب والجر فنصبها من سبعة أوجه كونها منصوبة بفعل محذوف تقديره أعني بعوضة أو صفة لما أو عطف بيان لمثلاً أو بدلاً منه أو مفعولاً بيضرب ومثلاً حال تقدمت عليها أو مفعولاً ثانيًا ليضرب أو منصوبة على إسقاط بين والتقدير ما بين بعوضة فلما حذفت بين أعربت بعوضة كإعرابها أنشد الفراء
يا أحسن الناس ما قرنًا إلى قدم = ولا حبال محب واصل يصل
أراد ما بين قرن إلى قدم وعليه لا يصلح الوقف على ما لأنه جعل إعراب بين فيما بعدها ليعلم أنَّ معناها مراد فبعوضة في صلة ما ورفعها أي بعوضة من ثلاثة أوجه كونها خبر المبتدأ محذوف أي ما هي بعوضة أو أنَّ ما استفهامية وبعوضة خبرها أي أيّ شيء بعوضة أو المبتدأ محذوف أي هو بعوضة وجرها من وجه واحد وهي كونها أي بعوضة بدلاً من مثلاً على توهم زيادة الباء والأصل إن الله لا يستحي بضرب مثل بعوضة وهو تعسف ينبو عنه بلاغة القرآن العظيم والوقف يبين المعنى المراد فمن رفع بعوضة على أنها مبتدأ محذوف الخبر أو خبر مبتدأ محذوف كان الوقف على ما تامًا ومن نصبها أي بعوضة بفعل محذوف كان كافيًا لعدم تعلق ما بعدها بما قبلها لفظًا لا معنى وكذلك يكون الوقف على ما كافيًا إذا جعلت ما توكيد لأنها إذا جعلت تأكيد لم يوقف على ما قبلها وإما لو نصبت بعوضة على الاتباع لما ونصبت ما على الاتباع لمثلاً فلا يحسن الوقف على ما لأنَّ بعوضة متممة لما كما لو كانت بعوضة صفة لما أو نصبت بدلاً من مثلاً أو كونها على إسقاط الجار أو على أنَّ ما موصولة لأنَّ الجملة بعدها صلتها ولا يوقف على الموصول دون صلته أو أنَّ ما استفهامية وبعوضة خبرها أو جرت بعوضة بدلاً من مثلاً ففي هذه الأوجه السبعة لا يوقف على ما لشدة تعلق ما بعدها بما قبلها وإنما ذكرت هذه الأوجه هنا لنفاستها لأنها مما ينبغي تحصيله وحفظه هذا ما أردناه أثابنا الله على ما قصدناه وهذا الوقف جدير بإن يخص بتأليف
فما فوقها (كاف)
من ربهم (جائز) لأنَّ أما الثانية معطوفة على الأولى لأنَّ الجملتين وإن اتفقتا فكلمة أما للتفصيل بين الجمل
بهذا مثلاً (كاف) على استئناف ما بعده جوابًا من الله للكفار وإن جعل من تتمة الحكاية عنهم كان جائزًا
كثيرًا الثاني (حسن) وكذا الفاسقين على وجه وذلك ان في الذين الحركات الثلاث الجر من ثلاثة أوجه كونه صفة ذم للفاسقين أو بدلاً منهم أو عطف بيان والنصب من وجه واحد وهو كونه مفعولاً لفعل محذوف والرفع من وجهين كونه خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ والخبر جملة أولئك هم الخاسرون فإن رفع بالابتداء كان الوقف على الفاسقين تامًا لعدم تعلق ما بعده بما قبله لا لفظًا ولا معنى وإن رفع خبر مبتدأ أي هم الذين كان كافيًا وإن نصب بتقدير أعني كان حسنًا وليس بوقف إن نصب صفة للفاسقين أو بدلاً منهم أو عطف بيان ومن حيث كونه رأس آية يجوز
ميثاقه (جائز) لعطف الجملتين المتفقتين
في الأرض (صالح) إن لم يجعل أولئك خبر الذين وإن جعل خبرًا عن الذين لم يوقف عليه لأنه لا يفصل بين المبتدأ وخبره
الخاسرون (تام)
كيف تكفرون بالله ليس بوقف لأنَّ بعده واو الحال فكأنه قال كيف تكفرون بالله والحال إنكم تقرون إن الله خالقكم ورازقكم
فأحييكم (كاف) عند أبي حاتم على أنَّ ما بعده مستأنف وبخهم بما يعرفونه ويقرون به وذلك أنهم كانوا يقرون بأنهم كانوا أمواتًا إذ كانوا نطفًا في أصلاب آبائهم ثم أحيوا من النطف ولم يكونوا يعترفون بالحياة بعد الموت فقال تعالى موبخًا لهم كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحييكم ثم ابتدأ فقال ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون وقيل ثم يميتكم ليس مستأنفًا وقال أبو حاتم مستأنف وإن ثم لترتيب الأخبار أي ثم هو يميتكم وإذا كان كذلك كان ما بعدها مستأنفًا قال الحلبي على الأزهرية إذا دخلت ثم على الجمل لا تفيد الترتيب وقد أخطأ ابن الأنباري أبا حاتم واعترض عليه اعتراضًا لا يلزمه ونقل عنه إن الوقف على قوله فأحييكم فأخطأ في الحكاية عنه ولم يفهم عن الرجل ما قاله وقوله إن القوم لم يكونوا يعترفون بأنهم كفار ليس بصحيح بل كانوا مقرين بالكفر مع ظهور البراهين والحجج ومعاينتهم إحياء الله البشر من النطف ثم أماتته إياهم
ثم يحييكم (حسن)
ترجعون (تام)
جميعًا (حسن) لأنَّ ثم هنا وردت على جهة الأخبار لتعداد النعم لا على جهة ترتيب الفعل كقوله الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم فتجاوز هذا ووصله أحسن
سبع سموات (كاف)
عليم (تام) )[منار الهدى: 36-37]

- تفسير


رد مع اقتباس