عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 18 شوال 1434هـ/24-08-2013م, 10:41 AM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 2,167
افتراضي

قوله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (قوله تعالى: (وأنه تعالى جد ربنا) [3] كان علقمة ويحيى والأعمش وحمزة والكسائي ينصبون «أن» في جميع السورة إلا قوله: (إنما أدعو ربي) [20] وما بعده فإنهم كانوا يكسرونه غير قوله: (ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم) [28] وكذلك روى أبو عمر عن عاصم، فعلى هذا المذهب لا يتم الوقف إلى قوله: (إلا بلاغا من الله ورسالاته) فبلوغ الوقف التام في هذه السورة لا يطيقه القارئ ولكنه يتعمد الوقف على رؤوس الآي. وكان عاصم في رواية أبي بكر عنه يكسرها كلها إلا قوله: (وأن المساجد لله) [18] فإنها عنده بالنصب. فعلى هذه القراءة يتم الوقف على قوله: (فلا تدعوا مع الله أحدا) وكان أبو عمرو يكسرهن كلهن
حتى ينتهي إلى قوله (وألوا استقاموا) [16] فإنه كان ينصبها وما بعدها، فعلى هذه القراءة لا يتم الوقف إلى قوله: (إلا بلاغا من الله ورسالاته))
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/950 - 951]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (قال بعض العلماء: ليس من أول هذه السورة وقف تام إلى قوله: {إلا بلاغًا من الله ورسالاته} سواء فتحت الهمزات من {وأنه (3) و(4)} (6) و(19) أو {وأنا (5) و(9) و(10) (11) (12) (13) و(15)} و(أنهم) أو كسرت لأن ذلك كله معطوف على أول السورة. فالفتح على قوله: {قل أوحي إلي أنه استمع} أو على قوله: {فآمنا به}. والكسر على قوله: {فقالوا إنا سمعنا} والوقف على رأس كل آية كاف. ويتم على قوله: {على الله كذبًا} و{لجهنم حطبًا} لأن كلام الجن ينقضي عند ذلك. وكذا قوله: {أن لن يبعث الله أحدا} لأنه انقضاء كلام الله عز وجل.)[المكتفى: 589]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (
بسم الله الرحمن الرحيم
{فآمنا به- 2- ط} للعدول عن الماضي إلى المستقبل، ثم لا وقف على الآيات لانتساق بعضها على بعض، راجعة إلى قوله:

{فقالوا أنا} [عند من كسر ألفات] [{أن] في الكل، ومن فتحها ردها كلها إلى قوله: {أوحي إلى انه]، إلا أن الوقف على الآيات] جوز ضرورة انقطاع النفس، وقراءة الكسر أبين؛ لأن عموم الآيات من قول الجن، والوقف الضروري فيها أجوز، لجواز الابتداء بظاهر {إن} المكسورة لفظًا. {للسمع- 9- ط})
[علل الوقوف: 3/1054 - 1055]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (يبنى الوقف والوصل في هذه السورة على قراءة أن بالفتح والكسر فمن فتح عطفها على الهاء من قوله آمنا به وهو ضعيف عند أهل البصرة لأنَّ الظاهر لا يعطف على المضمر المجرور ولا يتم الوقف لمن فتح إن ومن أضمر معها فعلا ساغ الابتداء بها سواء كانت مفتوحة أو مكسورة قال الهمداني وقد يجوز أن يكون معطوفًا على موضع الباء والهاء وذلك أن فآمنا به في تقدير فصدقناه أو صدقنا أنه وإن شئت عطفته على أوحى إلى أنَّه ومن كسرها عطفها على قوله فقالوا إنَّا سمعنا فالمضمر مع المفتوحة آمنا به وأوحى إليَّ ومع المكسورة فعل القول وعدتها اثنتا عشرة وقد قرأ ابن كثير وأبو عمرو جميع ما في هذه السورة بالكسر إلاَّ أربعة مواضع وهي أنَّه استمع وأن لو استقاموا على الطريقة وأنَّ المساجد لله وأنَّه لما قام عبد الله يدعوه ردًا إلى أوحى وقرأ نافع وأبو بكر عن عاصم مثل قراءة ابن كثير وأبي عمرو إلاَّ موضعًا واحدًا وهو وأنَّه لما قام عبد الله يدعوه فإنَّهما كسرا هذا الحرف وفتحا الثلاثة
فآمنا به (كاف) ومثله بربنا أحدًا لمن قرأ وإنَّه بالكسر وليس بوقف فيهما لمن قرأه بالفتح بمعنى قل أوحي إليَّ أنَّه استمع وأنَّه تعالى جدُّ ربنا إلى آخرها وملخصه ما كان بمعنى القول كسر وما كان بمعنى الوحي فتح والمراد بقوله جدَّ ربنا عظمته وجلاله ومنه جدَّ الرجل عظم وفي الحديث كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدَّ فينا أي عظم قدره في أعيننا والمراد قدرة ربنا أو فعله أو نعمائه أو ملكه
ولا ولدًا (كاف) وشططًا وكذبًا ورهقًا وأحدًا وشهبًا ورصدًا ورشدًا وقددًا وهربًا ورهقًا ورشدًا كلها وقوف كافية)
[منار الهدى: 405 - 406]

- تفسير


رد مع اقتباس