عرض مشاركة واحدة
  #58  
قديم 17 شوال 1434هـ/23-08-2013م, 12:52 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

قوله تعالى: {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (148) إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا (149) إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150) أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (151) وَالَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُوْلَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (152)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقوله: (إلا من ظلم) [148] يقرأ على وجهين: قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم والأعمش وأبو عمرو وحمزة والكسائي: (إلا من ظلم) بضم الظاء. وقرأ الضحاك بن مزاحم وزيد بن أسلم: (إلا من ظلم) بفتح الظاء فمن قرأ: (إلا من ظلم) بضم الظاء كان له مذهبان: أحدهما أن ينصب (من) على الاستثناء المنقطع. والوجه الثاني أن يرفعها بتأويل الجهر كأنه قال: «لا يحب الله أن يجهر بالسوء من القول إلا المظلوم» فعلى هذه القراءة يتم الوقف على قوله: (شاكرًا عليا)، ومن قرأ: (إلا من ظلم) فنصبه على الاستثناء المنقطع كأنه قال: «لكن من ظلم» ثم الوقف على قوله: (شاكرًا عليمًا) [147].
أخبرنا إدريس قال: حدثنا خلف قال: حدثنا الخفاف قال: وقال إسماعيل: كان الضحاك يقول: هذا من التقديم والتأخير، كأنه قال: «ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم إلا من ظلم» فعلى هذا المذهب لا يتم الوقف على قوله: (شاكرًا عليمًا).
(أولئك هم الكافرون حقًا) [151] وقف حسن.)
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/607-608]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (و{إلا} في قوله: {إلا من ظلم} استثناء منقطع ليس من الأول، وتقديره: ولكن من ظلم فله أن يقول ظلمني فلان بكذا وكذا. وتأولها مجاهد في الضيافة إذا نزل الرجل بالرجل فلم يضفه.
كما حدثنا أحمد بن فراس المكي قال: حدثنا الديبلي قال: حدثنا سعيد قال: حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن إبراهيم بن أبي بكر عن مجاهد في قوله: {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم} قال: ذلك في الضيافة إذا تضيفته فلم يضفك فأنت في حل أن تذكر ما صنع بك وهو حق عليه.
قال أبو عمرو: فعلى هذا يكفي الوقف على قوله: (من القول) ويتم. وكان الضحاك وزيد بن أسلم يقرآنها (إلا من ظَلَم) بفتح الظاء واللام. فعلى هذه القراءة تكون (إلا من ظَلَم) استثناء من الأول.
حدثنا خلف بن إبراهيم بن خاقان المالكي قال: حدثنا أحمد بن محمد المكي قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا ثوبان عن الضحاك بن مزاحم وزيد بن أسلم: (إلا من ظَلَم) بالفتح.
حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا محمد بن القاسم قال: حدثنا إدريس بن عبد الكريم قال: حدثنا خلف قال: حدثنا الخفاف قال: قال إسماعيل: كان الضحاك يقول: هذا من التقديم والتأخير كأنه قال: ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم إلا من ظلم. فعلى هذا لا يكفي الوقف على قوله: (عليمًا)، وجائز أن تكون (إلا) على قراءة الضحاك وزيد استثناء منقطعًا بمعنى (لكن)، فيكفي الوقف على ذلك ويتم. {إلا من ظلم} كاف على القراءتين. ورؤوس الآي إلى قوله: {غفورا رحيما} تامة.
{الكافرون حقًا} كاف، وقيل: تام. {مهينًا} تام. ومثله {غفورًا رحيمًا} والوقف على رؤوس الآي بعد كاف)[المكتفى: 228-230]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({ظلم- 148- ط}. {ببعض – 150 – لا} للعطف. {سبيلاً – 150 – لا} لأن {أولئك} خبر {إن الذين}. {حقًا- 151- ج} لأن {واعتدتنا} يصلح استئنافًا وحالاً، أي: وقد أعتدنا. {أجورهم- 152- ط}.)[علل الوقوف: 2/438]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (و من القول ليس بوقف إن جعلت من فاعلاً بالجهر كأنه قال لا يحب الله أن يجهر بالسوء من القول إلاَّ المظلوم فلا يكره جهره به والمصدر إذا دخلت عليه أل أو أضيف عمل عمل الفعل وكذلك إذا نون نحو قوله أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيمًا وقرأ الضحاك وزيد بن أسلم إلاَّ من ظلم بفتح الظاء واللام فعلى هذه القراءة يصح في إلاَّ الاتصال والانقطاع ويكون من التقديم والتأخير وكأنَّه قال ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم إلاَّ من ظلم فعلى هذا لا يوقف على عليمًا.
إلاَّ من ظلم (كاف)
عليما (حسن) لأنَّ ما بعده متصل به من جهة المعنى.
قديرا (تام) ولا وقف من قوله إنَّ الذين يكفرون إلى حقًا فلا يوقف على ورسله ولا على ببعض ولا على سبيلاً لأنَّ خبر إن لم يأت وهو أولئك.
حقًا (كاف)
مهينا (تام)
أجورهم (كاف)
رحيما (تام))
[منار الهدى: 110-111]


- التفسير


رد مع اقتباس