عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 14 شوال 1434هـ/20-08-2013م, 01:07 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 2,167
افتراضي

قوله تعالى: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((ليسوا سواء) [113] وقف تام ثم تبتدئ (من أهل الكتاب أمة) فترفع «الأمة» بـ(من) فإن رفعت «الأمة» بمعنى (سواء) كأنك قلت: «ليست تستوي من أهل الكتاب أمة قائمة وأخرى غير قائمة» لم يتم الكلام على (سواء) وكان تمام الكلام على (يسجدون).) [إيضاح الوقف والابتداء: 2/582]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({ليسوا سواءً} تام. وترتفع أمة قائمة بالابتداء والخبر في المجرور {من الصالحين} تمام القصة على قراءة من قرأ {وما تفعلوا من خير فلن تكفروه} بالتاء لأن ذلك استئناف خطاب. ومن قرأ ذلك بالياء لم يتم الوقف على {الصالحين} لأن الكلام مردود على ما قبله فهو متصل به والتمام {بالمتقين}.) [المكتفى: 206]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({سواء- 113- ط} {وهم يسجدون – 113} قيل: لا وقف، على جعل {يؤمنون} حالا لضمير {يسجدون}. ولا يصح، بل الإيمان والمر بالمعروف والنهي عن المنكر أوصاف لهم مطلقة غير مختصة بحال السجود. {الخيرات- 114- ط}. {يكفرون- 115- ط}.)[علل الوقوف: 1/385]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (ليسوا سواء (تام) على أنَّ الضمير في ليسوا لأحد الفريقين وهو من تقدم ذكره في قوله منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون أي ليس الجميع سواء أي ليس من آمن كمن لم يؤمن وترتفع أمة بالابتداء والجار والمجرور وقبله الخبر وهذا قول نافع ويعقوب والأخفش وأبي حاتم وهو الأصح وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى لا يجوز الوقف عليه لأنَّ أمة مرفوعة بليسوا وجمع الفعل على اللغة المرجوحة نحو وأسروا النجوى قالوا وفي ليسوا للفريقين اللذين اقتضاهما سواء لأنَّه يقتضي شيئين والصحيح أنَّ الواو ضمير من تقدم ذكرهم وليست علامة الجمع فعلى قول أبي عبيدة الوقف على يعتدون تام ولا يوقف على سواء والضمير في ليسوا عائد على أهل الكتاب وسواء خبر ليس يخبر به عن الاثنين وعن الجمع وسبب نزولها إسلام عبد الله بن سلام وغيره وقول الكفار ما آمن بمحمد إلاَّ شرارنا ولو كانوا أخيارًا ما تركوا دين آبائهم قاله ابن عباس
وهم يسجدون (تام) على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل ما بعده وهو يؤمنون بدلاً من يسجدون أو جعل يؤمنون في موضع الحال من الضمير في يسجدون ويكون الفعل المتصل بالضمير العامل في الحال فلا يوقف على يسجدون لأنَّه لا يفصل بين البدل والمبدل والمبدل منه ولا بين الحال وصاحبها ولا العامل فيها ولا يصح لأنَّ الإيمان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أوصاف لهم مطلقة غير مختصة بحال السجود
في الخيرات (كاف)
من الصالحين (تام) إن قرئ ما بعده بالفوقية فيهما لانتقاله من الغيبة إلى الخطاب فكأنه رجع من قصة إلى قصة أخرى وكاف إن قرئ بالتحتية فيهما جريًا على نسق الغيبة ردًا على قوله من أهل الكتاب أمة قائمة
فلن تكفروه (كاف)
بالمتقين (تام))
[منار الهدى: 86]

- تفسير


رد مع اقتباس