عرض مشاركة واحدة
  #31  
قديم 13 شوال 1434هـ/19-08-2013م, 01:35 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 2,167
افتراضي

قوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((فيه آيات بينات) [97] وقف حسن ثم تبتدئ: (مقام إبراهيم) على معنى «منها مقام إبراهيم» وقرأ ابن عباس: (فيه آية بينة) فعلى هذه القراءة لا يحسن الوقف على (بينة) لأن (مقام إبراهيم) ترجمة عن الآية. وقال السجستاني: من قرأ: (فيه آيات بينات) فالوقف (كان آمنا) ومن قرأ (آية بينة) فالوقف (مقام إبراهيم). وهذا غلط لأن قراءة الذين قرؤوا: (فيه آيات) بالجمع لا توجب تعلق «المقام» بقوله: (ومن دخله كان آمنًا) وقراءة الذين تمرؤوا: (آية بينة) بالتوحيد لا توجب استغناء «المقام» عن قوله: (ومن دخله كان آمنا). (من استطاع إليه سبيلا) وقف حسن.)[إيضاح الوقف والابتداء: 2/580 - 581]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({فيه آياتٌ بيناتٌ} كاف، ثم تبتدئ {مقام إبراهيم} على معنى: منها مقام إبراهيم. {كان آمنًا} كاف. ومثله {إليه سبيلاً}. وقال ابن عبد الرزاق: هو تام. وليس كذلك لأن المعنى: ومن كفر بالحج {غني عن العالمين} تام وهو آخر القصة.)[المكتفى: 205]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({للعالمين- 96 – ج} للآية، ولأن قوله: {فيه آيات} يصلح حالاً لمعنى الفعل في {هدى} ويصلح استئنافًا. {مقام إبراهيم – 97 – ج} [للابتداء بالشرط] مع الواو، ولأن الأمن الآيات. {آمنا- 97 – ط}. {سبيلا- 97 – ط}.)[علل الوقوف: 1/380 - 381]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (مباركًا (كاف) إن جعل ما بعده في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره وهو هدى مستأنفًا وليس بوقف إن جعل في موضع نصب معطوفًا على مباركًا
للعالمين (كاف) ومثله بينات على أنَّ ما بعده خبر مبتدأ أي منها مقام إبراهيم أو أحدها مقام إبراهيم ارتفع آيات بالفاعلية بالجار والمجرور لأنّ الجار متى اعتمد رفع الفاعل وهذا أولى من جعلها جملة من مبتدأ وخبر لأنَّ الحال والنعت والخبر الأصل فيها أن تكون مفردة فما قرب منها كان أولى والجار قريب من المفرد ولذلك يقدم المفرد ثم الظرف ثم الجملة قال تعالى وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه فقدم الوصف بالمفرد وهو مؤمن وثنى بما قرب منه وهو من آل فرعون وثلث بالجملة وهو يكتم إيمانه وليس بينات بوقف إن جعل مقام بدلاً من آيات أو عطف بيان
مقام إبراهيم (كاف) للابتداء بالشرط مع الواو لأنَّ الأمن من الآيات وهذا إن جعل مستأنفًا وليس بوقف إن عطف عليه ومن دخله كان آمنًا لمن قرأ آيات بالجمع ومن أفرده كان وقفه مقام إبراهيم كأنَّه قال فيه آية بينة هي مقام إبراهيم الذي هو الحجر أو المقام الحرم كله كما فسر ذلك مجاهد لأنَّ الآية مفردة فوجب أن يكون تفسيرها كذلك
والوقف على آمنًا (تام)
حج البيت (كاف) إن جعل من خبر مبتدأ محذوف كأنَّه قيل من المفروض عليه قيل هو من استطاع وليست من فاعلاً بالمصدر لما يلزم عليه أنَّه إذا لم يحج المستطيع تأثم الناس كلهم وذلك باطل باتفاق على أنَّ حج مصدر مضاف لمفعوله أي ولله على الناس أن يحج من استطاع منهم البيت والأفصح أن يضاف المصدر لفاعله كقوله
أفنى تلادي وما جمعت من نشب = قرع القواقيز أفواه الأباريق
يروى بنصب أفواه على إضافة المصدر وهو قرع إلى فاعله وبالرفع على إضافته إلى مفعوله وإذا اجتمع فاعل ومفعول مع المصدر العامل فيهما فالأولى إضافته لمرفوعه فيقال يعجبني ضرب زيدٍ عمرًا ولا يقال ضرب عمرو زيد وليس البيت بوقف إن جعل من بدلاً من الناس بدل بعض من كل والتقدير ولله حج البيت على من استطاع إليه سبيلاً من الناس
سبيلا (كاف)
العالمين (تام) لأنَّه آخر القصة)
[منار الهدى: 84]

- تفسير


رد مع اقتباس