عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 13 شوال 1434هـ/19-08-2013م, 01:17 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 2,167
افتراضي

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ( والوقف على قوله: (وآل عمران على العالمين) [33] غير تام لأن قوله: (ذرية بعضها من بعض) [34] منصوب على القطع من (آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران).
وقوله: (والله أعلم بما وضعت) [35] قرأ الأسود ويحيى بن وثاب وأبو جعفر وشيبة ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي: (بما وضعت) بفتح العين وجزم التاء، فعلى هذه القراءة يحسن الوقف على (وضعتها أنثى) ثم تبتدئ: (والله أعلم بما وضعت) لأنه من كلام الله، والذي قبله من كلام أم مريم وقرأ إبراهيم وعاصم في رواية أبي بكر: (والله أعلم بما وضعت) [36] بتسكين العين وضم التاء، فعلى هذه القراءة لا يحسن الوقف على (وضعتها أنثى) لأن الكلام الثاني متصل بالذي قبله وهو من كلام أم مريم. وقوله: (وليس الذكر كالأنثى) [36] يمكن أن يكون الكلام من كلام الله تعالى ويمكن أن يكون من كلام أم مريم (وإني سميتها مريم) من كلامها.
(قالت هو من عند الله) [37] وقف حسن، وهو من كلام مريم.)
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/574 - 576]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({من بعض} كاف. وقيل: تام، {سميع عليم} تام. {وضعتها أنثى} كاف على قراءة من قرأ (بما وضعت) بفتح العين وإسكان التاء، لأن ذلك إخبار من الله عز وجل عن ذلك فهو مستأنف. ومن قرأ بإسكان العين وضم التاء لم يقف على (أنثى) لأن ما بعده متعلق به إذ كان كلامًا واحدا متصلاً.
{من عند الله} كاف إذا جعل ما بعده من كلام أم مريم. ومثله {بغير حساب} وإن جعل من كلام الله تعالى كان الوقف على {من عند الله} تامًا.)
[المكتفى: 199 - 200]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ( {العالمين- 33 – لا} لأن {ذرية} نصب على البدل من {آدم} ومن بعده. {من بعض – 34 – ط}. {عليم – 34 – ج}. للآية على تقدير: واذكر إذ، ولاحتمال أن إذ متعلق بالوصفين أي: سمع دعاءها، وعلم رجاءها، حين قالت. {مني- 35 – ج} للابتداء بأن، ولجواز تقديره: [لأنك أو فأنك] {أنثى- 36 – ط}. إلا لمن قرأ: {بما وضعت} بالرفع لأنه يجعلها من كلامها.
{بما وضعت – 36 – ط} بجزم التاء أو رفعها [على القراءتين]. {كالأنثى- 36 – ج} للابتداء بأن، ولاحتمال أن قوله: {وليس الذكر كالأنثى] على قراءة: {وضعت} بالرفع من قولها متصل متسق بعض [الكلام ببعض]. {حسنا- 37 -
ص} لمن قرأ {وكفلها} مخففًا لتبدل فاعله، فإن فإن فاعل المخفف زكريا، وفاعل المشدد ضمير اسم الرب تعالى كما في {أنبتها}. زكريا- 37}. {المحراب- 37 – لا} لأن {وجد} جواب {كلما}. {رزقًا- 37 – ج} لاتحاد فاعل الفعلين مع عدم العاطف.
{هذا – 37 – ط}. {من عند الله – 37 – ط}.)
[علل الوقوف: 1/369 - 372]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (العالمين (جائز) من حيث كونه رأس آية وليس بمنصوص عليه لأنَّ ذرية حال من اصطفى أي اصطفاهم حال كونهم ذرية بعضها من بعض أو بدل من آدم وما عطف عليه على قول من يطلق الذرية على الآباء والأبناء فلا يفصل بين الحال وذيها ولا بين البدل والمبدل منه فإن نصبت ذرية على المدح كان الوقف على العالمين كافيًا.
من بعض (كاف)
عليم (تام) على قول أبي عبيدة معمر بن المثنى إن إذ زائدة لا موضع لها من الإعراب والتقدير عنده قالت امرأة عمران رب إني نذرت على أنه
مستأنف وهذا وهم من أبي عبيدة وذلك أنَّ إذ اسم من أسماء الزمان فلا يجوز أن يلغى لأنَّ اللغو إنَّما يكون في الحروف وموضع إذ نصب بإضمار فعل أي اذكر لهم وقت إذ قالت قاله المبرد والأخفش فهي مفعول به لا ظرف وقال الزجاج الناصب له اصطفى مقدرًا مدلولاً عليه باصطفى الأول أي اصطفى آل عمران إذ قالت فعلى هذين الوجهين لا يوقف على عليم لتعلق ما بعده بما قبله أي سمع دعاءها ورجاءها فإذ متعلقة بالوصفين معًا
محررًا (جائز) وهو حال من الموصول وهو ما في بطني والعامل فيها نذرت ولا يستحسن لتعلق الفاء بما قبلها
فتقبل مني (تام) عند نافع للابتداء بإن
العليم (كاف) ومثله أنثى لمن قرأ وضعت بسكون التاء لأنه يكون إخبارًا من الله عن أم مريم وما بعده من كلام الله فهو منفصل من كلام مريم ومستأنف وبها قرأ أبو جعفر ونافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي وليس بوقف لمن قرأ بضم التاء وهو ابن عامر وأبو بكر عن عاصم وعليه فلا يوقف على أنثى الأول والثاني لأنهما من كلامها فلا يفصل بينهما فكأنها قالت اعتذارًا إنَّي وضعتها وأنت يا رب أعلم بما وضعت.
بما وضعت (جائز) على قراءة سكون التاء وليس بوقف لمن ضمها
كالأنثى (جائز) إن جعل من كلام الله وليس بوقف إن جعل ما قبله من كلام أم مريم ولا وقف من وإنِّي سميتها مريم إلى الرجيم فلا يوقف على مريم سواء قرئ وضعت بسكون التاء أو بكسرها على خطاب الله لها لأنَّه معطوف على إنِّي وضعتها وما بينهما معترض بين المعطوف والمعطوف عليه مثل وإنَّه لقسم لو تعلمون عظيم اعترض بجملة لو تعلمون بين المنعوت الذي هو القسم وبين نعته الذي هو عظيم وهنا بجملتين الأولى والله أعلم بما وضعت والثانية وليس الذكر كالأنثى قرأ نافع وإني بفتح ياء المتكلم التي قبل الهمزة المضمومة وكذلك كل ياء وقع بعدها همزة مضمومة إلاَّ في موضعين فإنَّ الياء تسكن فيهما بعهدي أوف آتوني أفرغ
الرجيم (كاف) وقيل (تام)
نباتًا حسنًا (حسن) عند من خفف وكفلها لأنَّ الكلام منقطع عن الأول بتبدل فاعله فإنَّ فاعل المخفف زكريا وفاعل المشدد ضمير اسم الرب عز وجل أي وكفلها الله زكريا وليس بوقف لمن شدد لأنَّ الفعلين معًا لله تعالى أي أنبتها الله نباتًا حسنًا وكفلها الله زكريا وبها قرأ حمزة والكسائي وعاصم وقصر زكريا غير عاصم فإنه قرأ بالمدفن مدّ أظهر النصب ومن قصر كان في محل النصب وخفف الباقون ومدّوا زكريا مرفوعًا أي ضمها زكريا إلى نفسه ومن حيث أنه عطف جملة على جملة يجوز عند بعضهم
وكفلها زكريا (جائز) على القراءتين ومثله رزقًا وكذا هذا منصوص عليهما
من عند الله (كاف) إن جعل ما بعده من كلام الله وجائز إن جعل من الحكاية عن مريم أنَّها قالت إن الله يرزق من يشاء بغير حساب والأولى وصله بما بعده
بغير حساب (تام) وقيل كاف لأنَّ ما بعده متعلق به من جهة المعنى روى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لما رأى زكريا عليه السلام فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء قال إنَّ الذي يفعل هذا قادر على أن يرزقني ولدًا فعند ذلك دعا زكريا ربه)
[منار الهدى: 75 - 77]

- تفسير


رد مع اقتباس