عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 13 شوال 1434هـ/19-08-2013م, 01:09 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 2,167
افتراضي

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8) رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ( والوقف على (وأخر متشابهات) [7] حسن. وكذلك:
(وابتغاء تأويله). والوقف على (وما يعلم تأويله إلا الله) تام لمن زعم أن «الراسخين في العلم» لم يعلموا تأويله. وهو قول أكثر أهل العلم.
158- حدثنا أحمد بن سعيد قال: حدثنا عبد الخالق قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج عن ابن جريج عن مجاهد في قوله: (والراسخون في العلم) قال: «الراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون آمنا به» فعلى مذهب مجاهد (الراسخون) مرفوعون على النسق على (الله). والوقف على (في العلم) حسن غير تام لأن قوله: (يقولون آمنا به) حال من «الراسخين» كأنه قال: «قائلين آمنا به». فالوقف قبل الحال غير تام. ومن قال: «الراسخون في العلم لم يعلموا تأويله» رفع «الراسخين» بما عاد عليهم من ذكرهم، وذكرهم في (يقولون) ولا يتم الوقف على في (العلم) من هذا المذهب ولا يحسن لأن «الراسخين» مرفوعون بما عاد من (يقولون) ولا يحسن الوقف على المرفوع دون الرافع. وفي قراءة ابن مسعود تقوية لمذهب العامة: (إن تأويله إلا عند الله والراسخون في العلم يقولون) وفي قراءة أبي: (ويقول الراسخون في العلم). والوقف على (آمنا به) حسن. والوقف على قوله: (كل من عند ربنا)
تام، وقال السجستاني: (الراسخون) غير عالمين بتأويله، ولم يعرف المذهب الثاني، واحتج بأن «الراسخين» في موضع [رفع]: «وأما الراسخون في العلم فيقولون آمنا به». فهذا ليس بحجة على أصحاب القول الثاني لأن الذين قالوا بالقول الثاني أخرجوا «الراسخين» من معنى الابتداء وأدخلوهم في النسق فلا يلزمهم أن يدخلوا على المنسوق. إما لأن (أما) إنما تدخل على الأسماء المبتدأ ولا تدخل على الأسماء المنسوقة. وقال السجستاني الدليل على أن الموضع موضع مبتدأ «وأما الراسخون فيقولون» (أما) لا تكاد تجيء وما بعدها رفع حتى تثنى أو تثلث أو أكثر، كما قال الله تعالى: {أما السفينة فكانت لمساكين} [الكهف: 79] ثم أتبعها {وأما الغلام} [80]، {وأما الجدار} [82]. وقال ههنا: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشاء به منه) ثم لم يقل (وأما) ففيه دليل أن الموضع موضع مبتدأ منقطع من الكلام الذي قبله. وهذا غلط لأنه لو كان المعنى «وأما الراسخون في العلم فيقولون» لم يجز أن تحذف (أما) والفاء لأنهما ليستا مما يضمر.
والوقف على قوله: (بعد إذ هديتنا) [8] حسن والوقف على (الوهاب) تام.
والوقف على (ليوم لا ريب فيه) [9] حسن. والوقف على (الميعاد) تام.)
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/564 - 568]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({وأخر متشابهات} كاف. ومثله {وابتغاء تأويله}، {وما يعلم تأويله إلا الله} تام على قول من زعم أن الراسخين لم يعلموا تأويله، وهو قول أكثر أهل العلم من المفسرين والقراء والنحويين. وفي قراءة عبد الله تصديق لذلك {ويقول الراسخون}.
حدثنا سلمة بن سعيد الإمام قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الحميد قال: حدثنا ابن المقرئ محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ قال: حدثنا سفيان عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال: ذكر لابن عباس الخوارج وما كان يصيبهم عند قراءة القرآن فقال: يؤمنون بمحكمه ويهلكون عند متشابهه. وقرأ: {وما يعلم تأويله إلا الله ويقول الراسخون في العلم آمنا به}.
حدثنا خلف بن إبراهيم الخاقاني قال: حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا علي بن عبد العزيز وحدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا ابن الأنباري قال: حدثنا أحمد بن سعيد قال: حدثنا عبد الخالق قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج عن ابن جريج عن مجاهد في قوله تعالى: {والراسخون في العلم} قال: الراسخون ف العلم يعلمون تأويله ويقولون آمنا به. وقال بذلك أيضا جماعة من أهل العلم، فعلى هذا يكون الوقف على قوله: {والراسخون في العلم}، لأن الراسخين نسق على اسم الله عز وجل. وفي الأول هم مرفوعون بالابتداء والخبر في قوله: {يقولون آمنا به} و{آمنا به} كاف. {كل من عند ربنا} تام. {إلا أولو الألباب} تام. {بعد إذ هديتنا} كاف {الوهاب} تام. {ليوم لا ريب فيه} كاف. {الميعاد} تام.)
[المكتفى: 194 - 197]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({متشابهات- 7 – ط} لاستئناف تفصيل. {وابتغاء تأويله – 7 –ج} لأن الواو يصلح استئنافًا، والحال أليق. {إلا الله – 7 – م} في [مذهب أهل] السنة والجماعة، لأنه لو وصل فهم أن الراسخين يعلمون تأويل المتشابه كما يعلمه الله [وهذا ليس بصحيح] بل المذهب أن شرط الإيمان بالقرآن العمل بمحكمه، والتسليم لمتشابهه.
{والراسخون} مبتدأ ثناء من الله عليهم بالإيمان [على التسليم] بأن الكل [من عند الله]. ومن جعل المتشابه غير صفات الله تعالى ذاتا وفعلاً من الأحكام التي يدخلها القياس والتأويل بالرأي وجعل المحكمات الأصول المنصوص المجمع عليها فعطف قوله {والراسخون} على اسم الله، وجعل {يقولون] حالاً لهم، ساغ له أن لا يقف [على {إلا الله}] لكن [الأصوب الأحق] الوقف، لأن التوكيد بالنفي في الابتداء، وتخصيص اسم الله بالاستثناء يقتضي أنه مما لا يشاركه في علمه سواه، فلا يجوز العطف على قوله {إلا الله] كما على لا إله إلا الله {آمنا به – 7 – لا} لأن قوله {كل من عند ربنا} من مقولهم، فإن التسليم من تمام الإيمان.
{من عند ربنا – 7 – ج} لاحتمال أن ما بعده من مقولهم، والأظهر أنه ابتداء تنبيه على الاتعاظ من الله تعالى. {رحمة- 8 –
ج} للابتداء بأن، ولاحتمال لام التعليل، أو فاء التعقيب للتسبيب.
{لا ريب فيه – 9 – ط})
[علل الوقوف: 1/361 - 364]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (الكتاب ليس بوقف لأنَّ قوله منه آيات متعلق به كتعلق الصفة بالموصوف وآيات محكمات متعلق بمنه على معنى من الكتاب آيات محكمات ومنه أخر متشابهات ولو جاز هذا الوقف لجاز أن يقف على قوله ومن قوم موسى ثم يبتدئ أمة يهدون بالحق ولا يقول هذا أحد لأنهم يشترطون لصحة الوقف صحة الوقف على نظير ذلك الموضع ونقل بعضهم أنَّ الوقف عند نافع على منه ولم يذكر له وجهًا ووجهه والله أعلم إنه جعل الضمير في منه كناية عن الله أي هو الذي أنزل عليك الكتاب من عنده فيكون منه بمعنى من عنده ثم يبتدئ آيات محكمات أي هو آيات محكمات والوقف على محكمات جائز
أمّ الكتاب (حسن)
متشابهات (كاف) لاستئناف التفصيل معللاً اتباع أهل الزيغ المتشابه بعلتين ابتغاء فتنة الإسلام وابتغاء التأويل وكلاهما مذموم فقال ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله
والوقف على تأويله (حسن) وقال أبو عمرو كاف
إلاَّ الله وقف السلف وهو أسلم لأنه لا يصرف اللفظ عن ظاهره إلاَّ بدليل منفصل ووقف الخلف على العلم ومذهبهم أعلم أي أحوج إلى مزيد علم لأنهم أيدوا بنور من الله لتأويل المتشابه بما يليق بجلاله والتأويل المعين لا يتعين لأنَّ من المتشابه ما يمكن الوقوف عليه ومنه ما لا يمكن وبين الوقفين تضاد ومراقبة فإن وقف على أحدهما امتنع الوقف على الآخر وقد قال بكل منهما طائفة من المفسرين واختاره العز بن عبد السلام وقد روى ابن عباس أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم وقف على إلاَّ الله وعليه جمع من السادة النجباء كابن مسعود وغيره أي أنَّ الله استأثر بعلم المتشابه كنزول عيسى ابن مريم وقيام الساعة والمدة التي بيننا وبين قيامها وليس بوقف لمن عطف الراسخون على الجلالة أي ويعلم الراسخون تأويل المتشابه أيضًا ويكون قوله يقولون جملة في موضع الحال من الراسخون أي قائلين آمنا به وقيل لا يعلم جميع المتشابه إلاَّ الله تعالى وإن كان الله قد أطلع نبيه صلى الله عليه وسلم على بعضه وأهل قومًا من أمته لتأويل بعضه وفي المتشابه ما يزيد على ثلاثين قولاً وهذا تقريب للكلام على هذا المبحث البعيد المرام الذي تزاحمت عليه إفهام الإعلام وقال السجستاني الراسخون غير عالمين بتأويله واحتج بأن والراسخون في موضع وأما وهي لا تكاد تجيء في القرآن حتى تثنى وتثلث كقوله أما السفينة وأما الغلام وأما الجدار أما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وهنا قال فأما الذين في قلوبهم زيغ ولم يقل بعده وأما ففيه دليل على أنَّ قوله والراسخون مستأنف منقطع عن الكلام قبله وقال أبو بكر وهذا غلط لأنَّه لو كان المعنى وأما الراسخون في العلم فيقولون لم يجز أن تحذف أما والفاء لأنَّهما ليستا مما يضمر
والراسخون في العلم (صالح) على المذهب الثاني على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل جملة في موضع نصب على الحال وإن جعل آمنا به كل من عند ربنا كلامًا محكيًا عنهم فلا يوقف على آمنا به بل على قوله كل من عند ربنا وهو أحسن لأنَّ ما بعده من كلام الله أي كل من المحكم والمتشابه فهو انتقال من الكلام المحكى عن الراسخين إلى شيء أخبر الله
به ليس بحكاية عنهم
آمنا به (حسن) على المذهبين
من عند ربنا (كاف) وقوله وما يذكر إلاَّ أولو الألباب معترض ليس بمحكي عنهم لأنَّه من كلام الله
الألباب (تام) وقيل كاف لأنَّ ما بعده من الحكاية آخر كلام الراسخين
بعد إذ هديتنا (حسن) ومثله رحمة للابتداء بإن.
الوهاب (تام) وإن كان ما بعده من الحكاية داخلاً في جملة الكلام المحكى لأنَّه رأس آية وطال الكلام
لا ريب فيه (كاف) لأنَّ ما بعده من كلام الله لا من كلام الراسخين (وحسن) إن جعل التفاتًا من الخطاب إلى الغيبة أي حيث لم يقل إنك بل قال إنَّ الله والاسم الظاهر من قبيل الغيبة
الميعاد (تام))
[منار الهدى: 70 - 71]

- تفسير


رد مع اقتباس