عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 12 شوال 1434هـ/18-08-2013م, 07:42 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

أسباب الاختلاف في البسملة
قَال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (فأقول إن من عد التسمية في أول الفاتحة دون {أنعمت عليهم} فلأشياء منها:
- انعقاد الإجماع على أن الحمد سبع آيات.
- وأن آخر التسمية مشاكل لأواخر آيها بوقوع حرف المد قبل آخر حرف منها، ومشبه لما بعدها من الآي في القدر والطول، فإن قوله: {الرحيم} لم يَرِدْ في شيء من القرآن إلا رأس آية؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد جاء عنه على ما رويناه قبل وعن ابن عباس وابن عمر رحمهما الله أنهم كانوا يستفتحون بها القراءة ويعدونها آية فاصلة.
- وأن قوله: {أنعمت عليهم} غير مشبه لما قبله وما بعده من الآي ولا مشاكل لشيء منهن في بنية وزنه.
- وأن قوله: {عليهم} لم يرد في شيء من القرآن رأس آية.
فلما كان ذلك كذلك عد التسمية دون {أنعمت عليهم} وحصلت الفاتحة سبع آيات على ما ورد به التوقيف وانعقد عليه الإجماع من كونها كذلك.
* ومن لم يعد التسمية وعدّ {أنعمت عليهم} فلأمور أيضاً:
- منها أن الإجماع لم ينعقد على أنها آية من أول الفاتحة، وأنه انعقد على أنها ليست آية في سائر السور، وإن كانت مرسومة في أوائلهن من حيث لم يعدوها مع جملة آيهن، وإن اختلفوا في عدها في أول الفاتحة؛ فواجب حملها معها على وجه حملها على غيرها من السور في أنها ليست من جملتها ولا بآية منها إذ حمل المختلف فيه على المجمع عليه ورده إلى حكمه أولى وأحق.
- وأن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه من الوجوه المجمع على صحتها وعن الخلفاء الثلاثة بعده أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم أنهم لم يفتتحوا القراءة في الصلاة بها، بل افتتحوا بأول الحمد دونها، وأن ذلك كان آخر المحفوظ عنه من فعله.
- وأنها في السورة المجمع عليه أنها منها بعض آية من حيث كانت فيها موصولة بكلام قبلها.
- وأن الخبر القاطع للعذر وهو خبر العلاء بن عبد الرحمن عن أبي السائب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مخبرا عن الله تعالى: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين؛ فنصفها لي ونصفها لعبدي..) مؤذن بأنها ليست من أول الفاتحة، من حيث أَضْرَبَ عنها، ولم يذكرها في جملة آيها، ولو ذكرت في جملة آيها لفسدت القسمة، ولم تصح، ومحقق أن الآية السادسة {أنعمت عليهم} من حيث أعقب ما للعبد من لدن {اهدنا} إلى آخر السورة بقوله: (فهؤلاء) ولم يعقبه بقوله: (فهاتان) إذ كان يجب لو لم تكن السادسة، ولو كان ذلك لبطلت القسمة أيضا، ولكانت الحمد ست آيات.
- وأن التشاكل في آي السور والتساوي بين الفواصل ليس بمبطل ما جاء نادرا وورد مخالفا لذلك خارجا عن حكم بنائه ووزنه، وذلك من حيث عدّ الكل من العادين باتفاق منهم وباختلاف بينهم آيات غير مشبهات لما قبلهن وما بعدهن من الآي في القدر والطول والتشاكل والشبه، من ذلك: عدّهم في النساء {ألا تعولوا} وفي المرسلات {لواقع}،
وفي الزلزلة {ليروا أعمالهم} وفي النصر {والفتح} رؤوس آي، وعدهم إلا الشامي في سأل سائل {خمسين ألف سنة} آية ولم يجيء قوله: {سنة} رأس آية في شيء من القرآن كما لم يجيء فيه قوله: {عليهم} رأس آية، وإنما جاء فيها فاصلة من حيث قصر آيهن، ومعلوم أن ما قصر آية من السور قد يجيء فيه من الفواصل ورؤوس الآي ما لا يجيء فيما طال آية منهن، وعد أهل الكوفة في سبحان {للأذقان سجدا} وفي طه {ما غشيهم} و{إذ رأيتهم ضلوا} وفي الأنبياء {ولا يضركم} وفي ص {ذي الذكر} وعد أهل البصرة في القتال {لذة للشاربين} وفي لم يكن {له الدين} وعد أهل الشام في طه {ولا تحزن} و{في أهل مدين} و{معنا بني إسرائيل} وفي الطلاق {واليوم الآخر} وعد المدني الآخر في الكهف {ما يعلمهم إلا قليل} رؤوس آي، وليس بشيء من ذلك بمشبه ولا بمشاكل لما قبله ولما بعده من رؤوس آي السور المذكورة؛ فدلت هذه الجملة على صحة مذهب العادّين {أنعمت عليهم} دون التسمية في الفاتحة).[البيان: 109-120]
قالَ أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحسينِ بنِ علي البيهقيُّ (ت:458هـ): (ولم يختلف أهل العلم في نزول {بسم الله الرحمن الرحيم} قرآنا، وإنما اختلفوا في عدد النزول، وفي إثبات الصحابة رسمها حيثُ كتبوها في مصاحفهم دلالةٌ على صحةِ قولِ من ادَّعى نزولَها حيث كُتِبَت، والله أعلم). [دلائل النبوة:؟؟]

قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (واعلم أن سبب اختلاف العلماء في عد الآي والكلم والحروف؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقف على رءوس الآي؛ للتوقيف فإذا علم محلها وصل للتمام، فيحسب السامع أنها ليست فاصلة.
وأيضا البسملة نزلت مع السورة في بعض الأحرف السبعة، فمن قرأ بحرف نزلت فيه عدها، ومن قرأ بغير ذلك لم يعدها). [البرهان في علوم القرآن: 1/251-252] (م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت:911هـ): (الفاتحة؛ الجمهور سبع.. فعد الكوفي والمكي البسملة دون {أنعمت عليهم} وعكس الباقون
- وقال الحسن: ثمان. فعدهما.
- وبعضهم: ست. فلم يعدهما.
- وآخر تسع فعدهما و{إياك نعبد}.
ويقوي الأول ما أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وابن خزيمة والحاكم والدارقطني وغيرهم عن أم سلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ {بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}. فقطعها آية آية وعدها، عد الأعراب وعد {بسم الله الرحمن الرحيم} آية ولم يعد {عليهم}.
- وأخرج الدارقطني بسند صحيح عن عبد خير قال سئل علي عن السبع المثاني فقال: {الحمد لله رب العالمين} فقيل له إنما هي ست آيات فقال: {بسم الله الرحمن الرحيم} آية).
[الإتقان في علوم القرآن:2/؟؟]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت:911هـ): (البسملة نزلت مع السورة في بعض الأحرف السبعة، من قرأ بحرف نزلت فيه عدها، ومن قرأ بغير ذلك لم يعدها). [الإتقان في علوم القرآن:2/؟؟]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ):
(اعلم أن الفواصل ستة أقسام: الأول: ما اختلف في كونه رأس آية ويشبهُ الفواصل نحو البسملة في أوّل الفاتحة، والأصل يقتضي أن يكون رأس آية). [القول الوجيز:؟؟]


رد مع اقتباس