عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 9 شوال 1434هـ/15-08-2013م, 02:55 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 2,167
افتراضي

قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقوله تعالى: (وما يشعركم أنها إذا جاءت) [109] كان مجاهد وابن كثير وأبو عمرو يقرؤونها بالكسر، وكان أبو جعفر وشيبة ونافع والأعمش وحمزة يقرؤون: (أنها) بالفتح. فمن قرأ: (إنها) بالكسر وقف على (وما يشعركم) وابتدأ: (إنها). ومن قرأ: (أنها) بالفتح كان له مذهبان: أحدهما أن يكون المعنى «وما يشعركم بأنهم يؤمنون أولا يؤمنون ونحن نقلب أفئدتهم». فعلى هذا المذهب لا يحسن الوقف على (يشعركم) لأن (أن) متعلقة به. والوجه الآخر أن يكون المعنى «وما يشعركم لعلها إذا جاءت لا يؤمنون» فيحسن الوقف على (يشعركم) والابتداء بـ(أن) مفتوحة. حُكي عن العرب: «ما أدري أنك صاحبها» المعنى «لعلك صاحبها»
وقرأ حمزة: (أنها إذا جاءت لا يؤمنون) على خطاب الكفرة إليكم.)
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/642 - 643]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (ومن قرأ {إنها إذا جاءت} بكسر الهمزة وقف على (وما يشعركم) وهو تام. والتقدير: وما يشعركم إيمانهم، ثم ابتدأ فأوجب فقال: (إنها) فذلك منقطع مما قبله.
ومن قرأ (أنها) بفتح الهمزة لم يقف على (يشعركم) سواء قدرت (أنها) بـ (لعلها) أو قدرت بزيادة (لا) فيكون التقدير: وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون. والمعنى على هذا: أنها لو جاءت لم يؤمنوا، فهي متعلقة بما قبلها في الوجهين فلا تقطع منه. وقد أجاز ابن الأنباري وابن النحاس الوقف قبلها والابتداء بها إذا قدرت بمعنى (لعلها) لأن فيها الإيجاب.
قال أبو عمرو: حدثنا فارس بن أحمد المقرئ قال: حدثنا عبد الله بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن موسى قال: قال قنبل: سمعت أحمد بن محمد القواس يقول: نحن نقف حيث انقطع النفس إلا في ثلاثة مواضع نتعمد الوقف عليها تعمدًا في آل عمران: (وما يعلم تأويله إلا الله) ثم نبتدئ (والراسخون في العلم). وفي الأنعام (وما يشعركم) ثم نبتدئ (إنها إذا جاءت) يعني بكسر الهمزة. وفي النحل نقف على (بشر) ثم نبتدئ (لسان الذي يلحدون إليه). وزادني غير عبد الله عن ابن مجاهد عن قنبل عن القواس حرفًا رابعًا في يس (من بعثنا من مرقدنا) ثم نبتدئ (هذا ما وعد الرحمن) ورؤوس الآي بعد كافية.)
[المكتفى: 257 - 259]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({ليؤمنن بها- 109- ط}. {وما يشعركم - 109- ط}. لمن قرأ {إنها} بكسر الألف.) [علل الوقوف: 2/487]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (يعملون (كاف) ومثله ليؤمنن بها
عند الله (تام)
وما يشعركم (أتم) على قراءة إنها بكسر الهمزة وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو استئناف إخبار عنهم إنهم لا يؤمنون إذا جاءت الآية وما يشعركم أي وما يدريكم إيمانهم إذا جاءت فأخبر الله عنهم بما علمه منهم فقال إنَّها إذا جاءت لا يؤمنون على الاستئناف وليس بوقف على قراءتها بالفتح وما استفهامية مبتدأ والجملة بعدها خبرها وهي تتعدى لمفعولين الأول ضمير الخطاب والثاني محذوف أي وأي شيء يدريكم إذا جاءتهم الآيات التي يقترحونها لأنَّ التقدير على فتحها لأنَّها إذا جاءت لا يؤمنون أو بأنها وقد سأل سيبويه الخليل عنها فقال هي بمنزلة قول العرب أين السوق إنك تشتري لنا شيًا أي لعلك فعلى قوله وقفت على يشعركم كما وقفت في المكسورة أيضًا فمن أوجه الفتح كونها بمعنى لعل أو كونها على تقدير العلة قال الزمخشري وما يشعركم وما يدريكم أنَّ الآيات التي يقترحونها إذا جاءت لا يؤمنون يعني أنا أعلم إنها إذا جاءت لا يؤمنون بها وأنتم لا تدرون وذلك أنَّ المؤمنين كانوا طامعين إذا جاءت تلك الآيات ويتمنون مجيئها فقال تعالى وما يدريكم أنَّهم لا يؤمنون لما سبق في علمي إنهم لا يؤمنون فعلى هذا لا يوقف على يشعركم وقد قرأ أبو عمرو بإسكان الراء وقرأ الدوري راويه بالاختلاس مع كسر همزة إنها فيهما وقرأ ابن كثير بصلة الميم بالضم مع كسر همزة إنَّها وقرأ الباقون بضم الراء مع فتح همزة إنها وإما بإسكان الراء وفتح الهمزة فلا يقرؤها أحد لا من السبعة ولا من العشرة والكلام على سؤال سيبويه لشيخه الخليل بن أحمد وما يتعلق بذلك يطول أضر بنا عنه تخفيفًا وفيما ذكرنا غاية ولله الحمد (وروى) عن قنبل أنه قال سمعت أحمد بن محمد القواس يقول نحن نقف حيث انقطع النفس إلاَّ في ثلاثة مواضع نتعمد الوقف عليها في آل عمران وما يعلم تأويله إلاَّ الله ثم نبتدئ والراسخون في العلم وفي الأنعام وما يشعركم ثم نبتدئ أنَّها إذا جاءت لا يؤمنون بكسر الهمزة وفي النحل إنما يعلمه بشر ثم نبتدئ لسان الذي وزيد عنه موضع رابع في يس من مرقدنا ثم نبتدئ هذا ما وعد الرحمن اهـ النكزاوي
لا يؤمنون (كاف)
أول مرة (حسن)
يعمهون (تام)
إلاَّ أن يشاء الله ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده
يجهلون (كاف))
[منار الهدى: 136 - 137]


- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس