قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97) فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98) وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (100) }
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((ورزقناهم من الطيبات) [93] وقف حسن...؟؟؟ (أن تؤمن إلا بإذن الله) [100].)[إيضاح الوقف والابتداء: 2/709]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({من الخاسرين} تام ومثله {إلى حين} وكذا رؤوس الآي إلى قوله: {ننج المؤمنين}. {كلهم جميعًا} كاف. {إلا بإذن الله} كاف على قراءة من قرأ: (ونجعل الرجس على الذين) بالنون، وحسن على قراءة من قرأ بالياء لأنه متعلق بما قبله.) [المكتفى: 312]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({لا يؤمنون- 96- لا} لأن {لو} تعلقها بما قبلها أي: لو جاءتهم كل آية لا يؤمنون. {قوم يونس- 98- ط}. {جميعًا- 99- ط}. {بإذن الله- 100- ط} أي: وهو يجعل الرجس.)[علل الوقوف: 2/577]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (لا يؤمنون ليس بوقف لأنَّ لو تعلقها بما قبلها أي لو جاءتهم كل آية لا يؤمنون
الأليم (تام) عند يعقوب وليس بجيد لأنَّ الكلام متصل بعضه ببعض وكذا عنده فنفعها إيمانها وجعل يعقوب الاستثناء منقطعًا من غير الجنس والتقدير لكن قوم يونس فقوم يونس لم يندرجوا في قوله قرية وإلى الانقطاع ذهب سيبويه والفراء والأخفش وقيل متصل كأنه قيل ما آمنت قرية من القرى الهالكة إلاَّ قوم يونس وهم أهل نينوى من بلاد الموصل كانوا يعبدون الأصنام فبعث الله إليهم سيدنا يونس عليه السلام فأقاموا على تكذيبه سبع سنين وتوعدهم بالعذاب بعد ثلاثة أيام فلم يرجعوا حتى دنا الموعد فغامت السماء غيمًا أسود ذا دخان شديد فهبط حتى غشي مدينتهم فهابوا فطلبوا يونس فلم يجدوه فأيقنوا صدقه فلبسوا المسوح وبرزوا إلى الصعيد بأنفسهم ونسائهم وصبيانهم ودوابهم وفرقوا بين كل والدة وولدها فحنَّ بعضها إلى بعض وعلت الأصوات والضجيج وأخلصوا التوبة وأظهروا الإيمان وتضرعوا إلى الله تعالى فرحمهم وكشف عنهم وكان يوم عاشوراء يوم الجمعة اهـ بيضاوي
إلى حين (تام)
جميعًا (جائز)
مؤمنين (كاف)
إلاَّ بإذن الله (حسن) وقال أبو عمرو كاف لمن قرأ ونجعل الرجس بالنون وحسن لمن قرأه بالتحتية لتعلقه بما قبله
لا يعقلون (كاف))[منار الهدى: 180-181]
- أقوال المفسرين