عرض مشاركة واحدة
  #39  
قديم 7 شوال 1434هـ/13-08-2013م, 03:53 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184) أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((أولم يتفكروا) [184] وقف التمام. وكذلك في سورة الروم: (أولم يتفكروا في أنفسهم) [8] وقف التمام. ثم تتبديء: (ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق) وكذلك في سورة سبأ (ثم تتفكروا) [46] ثم تبتدئ: (ما بصاحبكم من جنة). (ما بصاحبكم من جنة) وقف حسن. ثم تبتدئ: (إن هو إلا نذير مبين) بمعنى «ما هو إلا نذير مبين» والوقف على (مبين) تام.
(وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم) [185] وقف حسن.
وقوله: (ويذرهم في طغيانهم يعمهون) [186] كان نافع وغيره من أهل المدينة يقرؤون: (ونذرهم في طغيانهم) بالنون والرفع. وكان عاصم وأبو عمرو يقرآنها: (ويذرهم) بالياء والرفع. وكان الأعمش وحمزة والكسائي
يقرؤونها: (ويذرهم) بالياء والجزم فمن قرأ: (ونذرهم) بالنون والرفع حسن له أن يقف على قوله: (فلا هادي له) ثم يبتديء مستأنفًا: (ونذرهم). وكذلك من قرأها بالياء والرفع إلا أن الاستئناف مع النون أحسن. ومن قرأ: (ويذرهم) بالياء والجزم جزمه على النسق على محل الفاء في قوله: (فلا هادي له) لأنها قد حلت في محل الجواب، وجواب الجزاء مجزوم، وأنشد هشام:
أيا صرفت فإنني لك كاشح = وعلى انتقاصك في الحياة وازدد
فجزم: «وازدد» على النسق على محل الفاء، وأنشد الأخفش البصري:
دعني فأذهب جانبا = يوما وأكفك جانبا
فجزم: «وأكفك» على النسق على محل الفاء. فعلى هذه القراءة لا يحسن الوقف على قوله: (فلا هادي له) لأن الفعل المجزوم متعلق بالأول).
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/671-673]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({وأملي لهم} كاف: {أولم يتفكروا} تام، وكذا في سورة سبأ وفي الروم {أولم يتفكروا في أنفسهم}.
{من جنة} كاف. {نذيرٌ مبين} تام. {قد اقترب أجلهم} كاف. {يؤمنون} تام. ومن قرأ {ويذرهم في طغيانهم} بالرفع وقف على ما قبله وابتدأ به لأنه مستأنف بتقدير عطف جملة تامة على جملة تامة سواء قرئ ذلك بالياء أو بالنون إلا أن الابتداء بالنون أحسن من الياء لاستئناف النون وتعلق الياء من طريق المشاكلة باسم الله تعالى المتقدم ذكره. ومن قرأ ذلك بالجزم لم يقف على ما قبله ولا ابتدأ به لأنه معطوف على موضع الفاء وما بعدها من قوله: (فلا هادي له) فلا يقطع من ذلك).
[المكتفى: 281-282]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({أو لم يتفكروا} سكتة على تقدير: فيعلموا {ما بصاحبهم من جنة- 184- ط}.
{من شيء- 185- لا}. لأن {وأن} متعلق [بينظروا، تقديره:] وينظروا في أن عسى. {أجلهم- 185- ج}. لابتداء الاستفهام مع دخول الفاء. {هادي له- 186- ط}. لمن قرأ:
[{ويذرهم] أو {نذرهم]} بالرفع، ومن جزم، فلا وقف له، لأنه معطوف على موضع {فلا هادي له}).
[علل الوقوف: 2/525-526]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (أولم يتفكروا (أتم) للابتداء بعده بالنفي.
من جنة(حسن) وقال أبو عمرو كاف للابتداء بعد بالنفي والمعنى أو لم يتأملوا ويتدبروا في انتقاء هذا الوصف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنَّه منتف عنه بلا محالة ولا يمكن لمن أمعن الفكر إن ينسب ذلك إليه.
مبين (تام)
من شيء ليس بوقف لأنَّ وأن عسى متعلق بينتظروا فهو في محل جر عطفًا على ملكوت أي أو لم ينظروا في أنَّ الأمر والشأن عسى أن يكون فأن يكون فاعل عسى وهي حينئذ تامة لأنَّها متى رفعت إن وما في حيزها كانت تامة.
أجلهم (كاف) للابتداء بالاستفهام أي إذا لم يؤمنوا بهذا الحديث فكيف يؤمنون بغيره.
يؤمنون (تام)
فلا هادي له (كاف) على قراءة ونذرهم بالنون والرفع على الاستفهام لأنَّه منقطع عنه وبها قرأ ابن كثير وابن عامر ونافع وليس بوقف لمن قرأ ويذرهم بالياء والجزم لأنَّه معطوف على موضع الفاء وذلك أنَّ موضعها جزم لأنَّها جواب الشرط وجوابه مجزوم أنشد هشام:
أيا صدقت فإنني لك كاشح = وعلى انتقاصك في الجباية أزددي
فجزم أزددي عطفًا على محل الفاء وأنشد الأخفش البصري:
دعني وأذهب جانبًا = يومًا واكفك جانبًا
فجزم وأكفك عطفًا على محل الفاء وقرأ حمزة والكسائي ويذرهم بالياء والجزم وقرأ عاصم وأبو عمرو ويذرهم بالياء والرفع فإن جعلته معطوفًا على ما بعد الفاء لم يجز الوقف على ما قبله وإن جعلته مستأنفًا وقفت على ما قبله.
يعمهون (تام)).
[منار الهدى: 154]

- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس