عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 5 شوال 1434هـ/11-08-2013م, 02:41 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 2,167
افتراضي

قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56) قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((فقل سلام عليكم) [54] حسن، والأول أحسن منه.
(أنه من عمل منكم سوءًا بجهالة) [54] كان أبو جعفر وشيبة ونافع يقرؤون: (أنه من عمل) (فأنه غفور رحيم) بفتح الألف في الأول وكسرها في الثاني. كان عاصم يقرأ بفتح الألف فيهما جميعا. وكان ابن كثير والأعمش وأبو عمرو وحمزة والكسائي يقرؤون: (إنه من عمل) (فإنه غفور) بكسر الألف فيهما جميعا. فمن فتح الأول وكسر الثانية لم يقف على «الرحمة» لأن (أن) منصوبة بـ(كتب) ولا يقف أيضًا على (وأصلح) لأن الفاء الداخلة على (أن) جواب الجزاء. ومن فتحهما جميعًا لم يقف أيضًا على «الرحمة» لما ذكرنا من وقوع (كتب) على (أن) ولا يقف أيضًا على (وأصلح) لأن الثانية انفتحت لأنها معطوفة على الأولى. ومن كسرهما جميعًا كان له مذهبان: أحدهما أن يقول: تم الكلام على «الرحمة» ثم ابتدأ: (إنه من عمل منكم سوءًا) فكسر (إن) على الاستئناف والابتداء. والوجه الآخر أن يقول: معنى (كتب ربكم) قال ربكم فكسرت (أن) على الحمل على معنى القول. فعلى هذا المذهب لا يصلح الوقف على «الرحمة» لأن (إن) مع ما يتعلق بها كلام محكي. و(كتب ربكم) الحكاية وإن كان لفظه مخالفًا للفظ القول. ولا يصلح من هذين الوجهين الوقف على (وأصلح) لن الفاء جواب الجزاء. ورؤي عن الأعرج أنه كان يكسر الأولى فيقول: (إنه من عمل) ويفتح الثانية فيقول: (فأنه غفور رحيم) فالعلة في هذا أنه فتحها تقديرًا أن الأولى مفتوحة وإن كنت مكسورة. ويجوز أن تكون (أن) مرفوعة بإضمار «فله أنه غفور رحيم» أي «له مغفرة الله» (فأنه غفور رحيم) وقف التمام.
(وكذبتم به) وقف حسن.
(لقضي الأمر بيني وبينكم) [58] حسن.)
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/633-635]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ( {من الظالمين} كاف. ومثله {سلامٌ عليكم}.
ومن قرأ {إنه من عمل منكم} بكسر الهمزة وقف على قوله: (الرحمة) وكان كافيًا بالغًا هذا إذ جعلت (إنه)
مستأنفة، فإن جعلت تفسيرًا لـ (الرحمة) أو جعل (كتب) بمعنى (قال) لم يتم الوقف على (الرحمة) ولم يكف، لأن ما بعدها متعلق بها. ومن قرأ (أنه) بفتح الهمزة لم يقف على (الرحمة) لأن ما بعدها بدل منها فلا يفصل من ذلك. فإن فتحت (أنه) بإضمار مبتدأ بتقدير: هو أنه، كفى الوقف على (الرحمة) ولم يتم. فأما (فأنه) الثانية فإنه لا يوقف على ما قبلها سواء كسرت همزتها لوقوعها بعد الفاء في جواب الشرط أو فتحت على التكرير أو على إضمار مبتدأ بتقدير: فالذي له، أو فأمره أن الله غفور رحيم له، أو على إضمار خبر له بتقدير: فله أنه غفور رحيم. أي: فله غفرانه، لأن الفاء المتصلة بها في القراءتين جواب (من) ولا يفصل بين الشرط وجوابه {غفور رحيم} تام. وكذلك رؤوس الآي بعد.
{على بينة من ربي} كاف. وكذا {وكذبتم به}. وكذا {ما تستعجلون به}. {بيني وبينكم} كاف. وقيل: تام ورؤوس الآي تامة)
[المكتفى: 250-251]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({الرحمة- 54- ط}. لمن قرأ: {إنه} بكسر الألف. {من دون الله- 56- ط} {أهواءكم- 56- لا}. لأن تعلق {إذا} بقوله: {لا اتبع} أي: قد ضللت إذا اتبعت. {وكذبتم به- 57- ط}. {تستعجلون به- 57- ط}. {لله- 57- ط}. {وبينكم- 58- ط}.)
[علل الوقوف: 2/477]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (سلام عليكم (حسن)
الرحمة (كاف) على قراءة من قرأ إنَّه بكسر الهمزة استئنافًا وبها قرأ ابن كثير وحمزة وأبو عمرو والكسائي بكسر الهمزة فيهما وعاصم وابن عامر يفتحان الأولى والثانية وليس بوقف لمن فتحهما بجعله مع ما بعده بيانًا للرحمة فلا يوقف على ما قبل الأولى ولا على ما قبل الثانية لأنَّ الثانية معطوفة على الأولى فهي منصوبة من حيث انتصبت فلو أضمر مبتدأ أي فأمره أنه غفور رحيم أو هو أنه غفور رحيم حسن وقال أبو عمرو تام
نفصل الآيات ليس بوقف لأنَّ اللام في ولتستبين متعلقة بما قبلها
المجرمين (تام)
من دون الله (كاف)
أهواءكم ليس بوقف لأنَّ إذا متعلقة بقوله لا أتبع وإذا معناها الجزاء أي قد ضللت إن اتبعت أهواءكم
من المهتدين (كاف)
من ربي (جائز)
وكذبتم به (حسن) ومثله ما تستعجلون به.
إلاَّ الله (جائز) ومثله يقض الحق وعند من قرأ يقصّ بالصاد أحسن وتقدم إن رسم يقض بغير ياء بعد الضاد
الفاصلين (كاف) وقيل تام
بيني وبينكم (كاف)
بالظالمين (تام))
[منار الهدى: 131]


- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس