عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 4 شوال 1434هـ/10-08-2013م, 09:31 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

قوله تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27) وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28) قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقوله: (ولباس التقوى ذلك خير) [26] كان مجاهد وابن كثير وعاصم والأعمش وأبو عمرو وحمزة يقرؤون: (لباس التقوى) بالرفع. فعلى هذه القراءة يحسن أن تقف على «الريش» وتبتدئ: (ولباس التقوى) وترفع «اللباس» بـ(خير) و«خيرًا» به، وتجعل ذلك تابعًا لـ «اللباس». وكان
أبو جعفر وشيبة ونافع والكسائي يقرؤون: (ولباس التقوى) بالنصب، فعلى هذه القراءة لا يحسن الوقف على «الريش» لأن «اللباس» منسوق على قوله: (قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم) (ولباس التقوى). والوقف على قوله: (ذلك خير) حسن. (لعلهم يذكرون) وقف تام.
(من حيث لا ترونهم) [27] وقف حسن.
ومثله: (والله أمرنا بها) [28] (إن الله لا يأمر بالفحشاء)، (ما لا تعلمون) وقف التمام.
(كما بدأكم تعودون) [29] حسن.
(فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة) [30] فيها وجهان: إن شئت نصبت الفريق الأول والثاني بـ(تعودون)
كأنه قال: «تعودون على حال الهداية والضلالة» الدليل على هذا قراءة أبي: (كما بدأكم تعودون فريقين فريقا هدى) فمن هذا الوجه لا يتم الوقف على (تعودون) لأنه ناصب لـ «الفريقين» والوجه الثاني أن تنصب الفريق الأول والثاني بـ(حق عليهم الضلالة) فمن هذا الوجه يحسن الوقف على (بدأكم تعودون) ويتم أيضًا (حق عليهم الضلالة) حسن. (أنهم مهتدون) تام).
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/652-654]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (ومن قرأ: (ولباسُ التقوى) بالرفع وقف على قوله: (وريشًا) لأن ما بعده مرفوع بالابتداء، و(ذلك) نعت و(خير) خبر الابتداء، والتقدير: ولباس التقوى المشار إليه خير لمن أخذ به من الكسوة والأثاث. ولباس التقوى الحياء. فهو منقطع مما قبله. ومن قرأ (ذلك) بالنصب لم يقف (وريشًا) لأن ما بعده معطوف على قوله: (لباسًا) فلا يقطع من ذلك.
{خير} كاف. {لعلهم يذكرون} تام. {من حيث لا ترونهم} كاف. ومثله {والله أمرنا بها}، {قل إن الله لا يأمر بالفحشاء} أكفى منه. {ما لا تعلمون} تام.
{كما بدأكم تعودون} رأس آية في الكوفي، وهو تام إذا نصب {فريقًا هدى} بتقدير: هدى فريقًا وأضل فريقًا. وذلك الوجه. والحديث المسند يدل على صحته.
حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الفرائضي قال: حدثنا محمد بن عمر بن شبويه قال: حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: حدثنا محمد بن كثير العبدي قال: حدثنا سفيان
الثوري قال: حدثنا المغيرة بن النعمان قال: حدثنا سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنكم محشورون عراة حفاة غرلاً)). ثم قرأ {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدًا علينا إنا كنا فاعلين}.
فإن نصب (فريقًا) بـ (تعودون). بتقدير: فريقين: فريقًا هدى وفريقًا حق عليهم الضلالة، أي تعودون على حال الهداية والضلالة لم يتم الوقف على (تعودون) ولا كفى. والتفسير قد ورد بذلك.
حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم قال: حدثنا سعيد قال: حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {كما بدأكم تعودون فريقًا هدى وفريقًا حق عليهم الضلالة} قال: هي الشقاوة والسعادة.
حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن مسافر قال: حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي قال: حدثنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا يحيى بن حماد قال: حدثنا أبو عوانة عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله: {كما بدأكم تعودون} قال: عادوا إلى علمه فيهما، ألا ترى أنه قال: {فريقًا هدى وفريقًا حق عليهم الضلالة} {عليهم الضلالة} كاف على الوجهين. {مهتدون} تام).
[المكتفى: 266-269]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ( {وريشًا- 26} وقف لمن قرأ: {ولباس} بالرفع على الابتداء، ومن نصب عطفه على: {وريشًا} فوقف على: {التقوى- 26}. {ذلك خير- 26- ط}. {سوآتهما- 27- ط}. {لا ترونهم- 27- ط}.
{أمرنا بها- 28- ط}. {بالفحشاء- 28- ط}. {له الدين- 29- ط}. {تعودون- 29- ط} على جواز الوصل لرد النهاية إلى البداية. {الضلالة- 30- ط}).
[علل الوقوف: 2/498-499]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (وريشًا (كاف) على قراءة ولباس التقوى بالرفع خبر مبتدأ محذوف وبها قرأ حمزة وعاصم وابن كثير وأبو عمرو وليس بوقف على قراءته بالنصب عطفًا على لباسًا أي أنزلنا لباسًا وأنزلنا لباس التقوى وبها قرأ نافع وابن عامر والكسائي
ذلك خير (كاف) على القراءتين أي لباس التقوى خير من الثياب لأنَّ الفاجر وإن لبس الثياب الفاخرة فهو دنس وقيل لباس التقوى الحياء
من آيات الله ليس بوقف لأنَّ ما بعده حرف ترج وهو لا يبدأ به
يذكرون (تام)
من الجنة ليس بوقف لأنَّ ينزع حال من الضمير في أخرج أو من أبويكم لأنَّ الجملة فيها ضمير الشيطان وضمير الأبوين ونسبة النزع والإراءة إلى الشيطان لتسببه في ذلك
سوآتهما (كاف) وقال أبو حاتم تام للابتداء بعده بأنَّه وليس بوقف على قراءة عيسى بن عمران أنه بفتح الهمزة والتقدير لأنَّه
من حيث لا ترونهم (تام)
لا يؤمنون (كاف)
أمرنا بها (حسن) وجه حسنه إنَّه فاصل بين الاعتقادين إذ تقليد الكفار آباءهم ليس طريقًا لحصول العلم وقولهم والله أمرنا بها افتراء عليه تعالى إذ كل كائن مراد لله تعالى وإن لم يكن مرضيًا له ولا آمرًا به وما ليس بكائن ليس بمراد له تعالى إذ قد أمر العباد بما لم يشأه منهم كأمره بالإيمان من علم موته على الكفر كإبليس ووزيريه أبوي جهل ولهب إذ هم مكلفون بالإيمان نظرًا للحالة الراهنة لقدرتهم ظاهرًا وإن كان عاجزين عنه باطنًا لعلم الله تعالى بأنهم لا يؤمنون إذ قد علم تعالى ممن يموت على الكفر عدم إيمانه فامتنع وجود الإيمان منه وإذا كان وجود الإيمان ممتنعًا فلا تتعلق الإرادة به لأنَّها تخصيص أحد الشيئين بالفعل أو الترك بالوقوع تعالى أن يكون في ملكه مالا يريد
بالفحشاء (أحسن) مما قبله وقال نافع تام
ما لا تعلمون (كاف) وكذا بالقسط
كل مسجد (جائز) ومثله له الدين على أنَّ الكاف في محل نصب نعت لمصدر محذوف تقديره تعودون عودًا مثل ما بدأكم وتام إن نصب فريقًا بهدى أو جعلت الجملتان مستأنفتين وليس بوقف إن نصبتا حالين من فاعلين تعودون أي تعودون فريقًا مهديًا وفريقًا حاقًا عليه الضلالة فنصب فريقًا الثاني بإضمار فعل يفسره ما بعده أي وأضلَّ فريقًا فهو من باب الاشتغال وروى عن محمد بن كعب القرظي أنَّه قال في هذه الآية يختم للمرء بما بدئ به ألا ترى أنَّ السحرة كانوا كفارًا ثم ختم لهم بالسعادة وأنَّ إبليس كان مع الملائكة مؤمنًا ثم عاد إلى ما بديء به فعلى هذه التأويلات لا يوقف على تعودون قاله النكزاوي
الضلالة (حسن)
من دون الله (جائز)
مهتدون (تام)).
[منار الهدى:143 - 144]

- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس