عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 3 شوال 1434هـ/9-08-2013م, 08:54 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

قوله تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31) وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34) وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((أو يخرجوك) [30] حسن. (خير الماكرين) تام.
(وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) [33] قال الضحاك: الهاء والميم الأوليان للكفار والهاء والميم الثانيتان للمؤمنين. وقال بعض أهل اللغة: الأوليان والثانيتان للكفار. فإن قال قائل: كيف يوصف الكفار بالاستغفار؟ قيل له: معنى الآية: «وما كان الله معذب الكفار وهم يستغفرون»
أي: لم يكن معذبهم لو كانوا يستغفرون. فأما إذا كانوا لا يستغفرون فهم مستحقون للعذاب. قال: وهو في الكلام بمنزلة قولك للرجل: «ما كنت لأهينك وأنت تكرمني» فمعناه: ما كنت لأهينك لوأكرمتني فأما إذا كنت غير مكرم لي فأنت مستحق لهواني. فعلى مذهب الضحاك تم الوقف على (وأنت فيهم) لأن المعنى «وما كان الله ليعذب الكفار وأنت فيهم» ثم تبتدئ: (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) على معنى «وما كان الله معذب المسلمين وهم يستغفرون». وعلى مذهب اللغوي لا يتم الوقف على (وأنت فيهم) لأن القصة كلها للمشركين، (وهم يستغفرون) وقف حسن.
ومثله: (وما كانوا أولياءه) [34]، (ولكن أكثرهم لا يعلمون) تام.
(إلا مكاء وتصدية) [35] حسن.
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/684-685]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({أو يخرجوك} كاف. {خير الماكرين} تام. {وأنت فيهم} كاف على مذهب من جعل الضمير في قوله: {وما كان الله معذبهم} للكفار. وقال الضحاك: هو للمؤمنين، فعلى هذا يتم الوقف على (وأنت فيهم) لأنه منقطع مما قبله، والضمير في قوله: (ليعذبهم) للكفار بلا خلاف. {وهم يستغفرون} كاف. ومثله {وما كانوا أولياءه} وقيل: هو تام. {لا يعلمون} تام {وتصدية} كاف {تكفرون} تام).[المكتفى: 285-286]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ( {أو يخرجوك- 30- ط}. {ويمكر الله- 30- ط}. {مثل هذا- 31- لا} لأن الابتداء بـ{إن هذا إلا أساطير الأولين} يقبح. {وأنت فيهم – 33- ط}. {وما كانوا أولياءه- 34- ط}. {وتصدية – 35- ط}). [علل الوقوف: 2/535-236]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (أو يخرجوك (حسن) ومثله ويمكرون
ويمكر الله (أحسن منه)
الماكرين (كاف) وقيل (تام)
مثل هذا (حسن) ولا بشاعة في الابتداء بما بعده لأنَّه حكاية عن قائلي ذلك.
الأولين (كاف) ومثله أليم.
وأنت فيهم (حسن) على أنَّ الضمير في معذبهم للمؤمنين والضمير في ليعذبهم للكفار ليفرق بينهما وليس بوقف على قول من جعله فيهما للكفار.
وهم يستغفرون (تام) لأنَّ الله لا يهلك قرية وفيها نبيها وما كان الله معذبهم لو استغفروه من شركهم وما لهم أن لا يعذبهم الله وهم لا يستغفرون من كفرهم بل هم مصرون على الكفر والذنوب.
أولياءه (كاف)
إلاَّ المتقون ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده.
لا يعلمون (تام)
وتصدية (حسن) قرأ العامة صلاتهم بالرفع مكاءً بالنصب وقرأ عاصم وما كان صلاتهم بالنصب ورفع مكاءً وخطأ الفارسي هذه القراءة وقال لا يجوز أن يخبر عن النكرة بالمعرفة إلاَّ في ضرورة كقول حسان:
كأنَّ سبيئة من بيت رأس يكون مزاجها عسل وماء
وخرجها أبو الفتح على أنَّ المكاء والتصدية اسما جنس واسم الجنس تعريفه وتنكيره متقاربان وهذا يقرب من المعرف بأل الجنسية حيث وصفه بالجملة كما توصف به النكرة كقوله تعالى وآية لهم الليل نسلخ منه النهار وقوله:
ولقد أمر على اللئيم يسبني فمضيت ثمت قلت لا يعنيني
وقرأ مكي بالقصر والتنوين وجمع الشاعر بين القصر والمد في قوله:
بكت عيني يحق لها بكاها وما يغني البكاء ولا العويل
ونظير هذه القراءة ما قرئ به قوله أولم لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل برفع آية وهي ضعيفة وذلك أنه جعل اسم يكن نكرة وخبرها معرفة وهذا قلب ما عليه الباب ومن ذلك قول القطامي:
قفي قبل التفرق يا ضباعًا ولا يك موقف منك الوداعا
وذلك أنَّ قوله أن يعلمه في موضع نصب خبر يكن ونصب آية من وجهين إما أن تكون خبرًا ليكن وإن يعلمه اسمها فكأنه قال أولم يكن علم علماء بني إسرائيل آية لهم.
تكفرون (تام)).
[منار الهدى: 158]


- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس