عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 3 شوال 1434هـ/9-08-2013م, 08:05 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

قوله تعالى: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (6) وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين) وقف التمام إذا كانت (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق) [5] صلة لضمر. فإن قال قائل: كيف تكون (كما) صلة لمضمر؟ قيل له: معنى هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم، لما نظر إلى قلة المسلمين يوم بدر وإلى كثرة المشركين قال: «من قتل قتيلا فله كذا وكذا ومن أسر أسيرًا فله كذا وكذا» ليرغبهم في القتال. فلما هزمهم الله وأظفره بهم قام إليه سعد بن عبادة فقال له: يا رسول الله إن أعطيت هؤلاء ما وعدتهم بقي خلق من المسلمين بغير شيء. فأنزل الله تعالى {قل الأنفال لله والرسول} يصنع فيها ما يشاء فأمسكوا لما سمعوا ذلك على كراهية منهم له فأنزل الله تعالى (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق) أي: امض لأمر الله في الغنائم كما مضيت لأمر الله في خروجك وهم له كارهون فعلى هذا المذهب يحسن الوقف على قوله: (لله والرسول) ويتم الوقف على قوله: (إن كنتم مؤمنين).
ويحسن الوقف على قوله أيضًا: (ومما رزقناهم ينفقون) [3] ويتم على قوله: (ومغفرة ورزق كريم) [4].
ويجوز أن تكون (كما) صلة لقوله: (يسألونك عن الأنفال) كأنه قال: «يسألونك عن الأنفال كما جادلوك يوم بدر. فقالوا: لم تخرجنا للقتال فنستعد له وإنما أخرجتنا للغنيمة» الدليل على هذا قوله: (يجادلونك في الحق بعدما تبين) [6] فعلى هذا المذهب لا يحسن الوقف على ما قبل (كما).
قال أبو عبيدة: معنى (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق)
اليمين كأنه قال: «والذي أخرجك من بيتك بالحق» كما قال: {وما خلق الذكر والأنثى} [الليل: 3] فمعناه «والذي خلق الذكر والأنثى» فالوقف من هذا الوجه يتم ويحسن على ما قبل (كما). وروى أبو عبيد عن الفراء أنه قال: جواب (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق) (وإن فريقا من المؤمنين لكارهون). وقال الكسائي: قد يكون قوله: (يجادلونك في الحق) هو الجواب. يقول: «فمجادلتهم إياك الآن كما أخرجك ربك من بيتك بالحق». فعلى مذهب الكسائي لا يحسن الوقف على قوله: (وإن فريقا من المؤمنين لكارهون) لأن (كما) متعلقة بـ(يجادلونك) وقال بعض أهل اللغة معنى (كما) «إذ» كأنه قال: «إذ أخرجك ربك بالحق» واحتج بقوله تعالى: {وأحسن كما أحسن الله إليك} [القصص: 77] فمعناه «وأحسن إذا أحسن الله إليك» فعلى هذا المذهب يحسن الوقف على ما قبل (كما) لأنها متعلقة بمضمر.
والوقف على قوله: (أولئك هم المؤمنون حقا) [4] حسن لمن لم يعلق (كما) بـ(يسألونك عن الأنفال)، والوقف على (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق) قبيح من مذهب الكسائي لأن (يجادلونك) عنده جواب (كما). والوقف عليه أيضًا قبيح من المذهب الذي رواه أبو عبيد عن الفراء.
(كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون) [6] وقف التمام.
(أن غير ذات الشوكة تكون لكم) [7] وقف حسن.
(ولو كره المجرمون) [8] وقف حسن.
).
[إيضاح الوقف والابتداء:2/677 - 680]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({من بيتك بالحق} حسن. {وهم ينظرون} تام.
{تكون لكم} كاف. ومثله {المجرمون}).
[المكتفى: 284]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({كريم- 4- ج} لأن تعلق الكاف يصلح بقوله: {الأنفال لله} ينفلها من يشاء بالحق وإن كرهوا كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وهم كارهون. فعلى هذا لا يحسن الوقف إلا على {ينظرون- 6} لأن قوله: {يجادلونك} صفة لقوله: {كارهون}، ولكن قد يوقف على قوله تعالى: {بالحق} ضرورة، لطول الكلام على تأويل جواز الابتداء بأن، وإن كان المعنى متصلاً، فإن التقدير: كما أخرجك ربك وبعضهم كارهون، ويحتمل تعلق الكاف بقوله: {يجادلونك} لأن الجدال عن كراهة تكون، والتقدير: يكرهون الحق بعدما تبين كما أخرجك وبعضهم كارهون، وعلى هذا جاز الوقف على قوله: {كريم- 4} ثم يوقف على: {ينظرون- 6}، وجواز الوقف على قوله: {كريم- 4} ظاهر في القولين، لأن الآيات فصلت بين الكاف وما تعلق به قبله، وإنما بيان الخلاف [لتحقيق تعلق الكاف].
{الكافرين- 7- لا} لاتصال اللام. {المجرمون- 8- ج} لاحتمال تعلق {إذ} بقوله: {ليحق الحق}، أو
بمحذوف، أي: اذكروا إذ.)
[علل الوقوف: 2/531-533]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (لكارهون (كاف) على استئناف ما بعده.
بعدما تبين (جائز)
ينظرون (تام)
أنَّها لكم (صالح)
تكون لكم (حسن)
الكافرين ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله.
المجرمون (كاف) وقيل تام إن علق إذ باذكر مقدرة وكاف إن علق بقوله ليحق الحق ويبطل الباطل إي يحق الحق وقت استغاثتكم وهو قول ابن جرير وهو غلط لأنَّ ليحق مستقبل لأنَّه منصوب بإضمار إن وإذ ظرف لما مضى فكيف يعمل المستقبل في الماضي قاله السمين).
[منار الهدى: 157]



- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس