عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22 رمضان 1434هـ/29-07-2013م, 11:07 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

قوله تعالى : { بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((إلى الذين عاهدتم من المشركين) [1] حسن غير تام لأن قوله: (وأذان من الله ورسوله) [3].
نسق على (براءة).
وكذلك الوقف على (وأن الله مخزي الكافرين) [2].
(أن الله بريء من المشركين) كان القراء كلهم يفتحون ألف (أن) إلا الحسن البصري فإنه كان يكسرها. فعلى مذهب العامة لا يحسن الوقف على (يوم الحج الأكبر) لأن (أن) متعلقة بما قبلها كأنه قال: «لأن الله وبأ، الله» وعلى مذهب الحسن يتم الوقف على (الحج الأكبر) لأن (إن) مكسورة على الابتداء. وقوله: (أن الله بريء من المشركين ورسوله) اجتمعت القراء على رفع «الرسول» إلا عيسى بن عمر وابن أبي إسحاق فإنهما كانا ينصبانه. فمن رفعه كان له مذهبان: أحدهما أن يقول نسقته على ما في (بريء) من ذكر الله فعلى هذا المذهب يحسن الوقف على «الرسول» ولا يحسن على «المشركين». والوجه الآخر أن تقول: رفعته على الاستئناف وأضمرت له رافعًا كأني قلت: «أن الله بريء من المشركين ورسوله بريء منهم» فعلى هذا المذهب يحسن الوقف على «المشركين» ولا يحسن على «الرسول» وعلى مذهب ابن أبي إسحاق وعيسى بن عمر يحسن الوقف على «الرسول» ولا يحسن على «المشركين» لأن «الرسول» نسق على (الله) تعالى. (غير معجزي الله) وقف حسن. (بعذاب أليم) غير تام لأن الاستثناء قد جاء بعده، (إن الله يحب المتقين) [4] تام).
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/689-690]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ):
(
{إلى الذين عاهدتم من المشركين} كاف. ورأس آية. ومثله {غير معجزي الله}. {مخزي الكافرين} أكفى منهما. {من المشركين ورسوله} كاف. ومثله (غير معجزي الله) الثاني. {يحب المتقين} تام. ومثله (غفورٌ رحيم).[المكتفى: 291]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({من المشركين- 1- ط} [لابتداء الأمر]. {غير معجزي الله- 2- لا} لعطف {أن}.
{من المشركين- 3- لا} للعطف. {ورسوله- 3- ط}. {خير لكم- 3- ج} لابتداء الشرط مع واو العطف. {غير معجزي الله- 3- ط}. {أليم- 3- لا} للاستثناء. {مدتهم- 4- ط}. {مرصد- 5- ج}.
{سبيلهم- 5- ط}).
[علل الوقوف: 2/544]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (عاهدتم من المشركين (كاف) ورأس آية غير معجزي الله ليس بوقف لعطف وأنَّ الله على ما قبله.
الكافرين (كاف) إن لم يعطف وأذان على براءة.
يوم الحج الأكبر (حسن) على قراءة الحسن البصري إنَّ الله بكسر الهمزة على إضمار القول وليس بوقف لمن فتحها على تقدير بأن لأنَّ أن متعلقة بما قبلها وموضعها إما نصب أو جر وهي قراءة الجماعة.
ورسوله (كاف) إن رفع ورسوله عطفًا على مدخول إن قبل دخول إذ هو قبلها رفع على الابتداء أو رفع عطفًا على الضمير المستكن في بريء أي بريء هو ورسوله وإن رفع على الابتداء والخبر محذوف تقديره ورسوله بريء منهم وحذف الخبر لدلالة ما قبله عليه فعليه يحسن الوقف على المشركين ولا يحسن على ورسوله وقد اجتمع القراء على رفع ورسوله إلاَّ عيسى بن عمر وابن أبي اسحق فإنَّهما كانا ينصبان فعلى مذهبهما يحسن الوقف على ورسوله ولا يحسن على المشركين لأنَّ ورسوله عطف على لفظ الجلالة أو على أنَّه مفعول معه وقرأ الحسن ورسوله بالجرّ على أنه مقسم به أي ورسوله إنَّ الأمر كذلك وحذف جوابه لفهم المعنى وعليها يوقف على المشركين أيضًا وهذه القراءة يبعد صحتها عن الحسن للإيهام حتى يحكى أنَّ أعرابيًا سمع رجلاً يقرأ ورسوله بالجر فقال الأعرابي إن كان الله بريئًا من رسوله فأنا بريء فنفذه القارئ إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فحكى الأعرابي الواقعة فحينئذ أمر بتعليم العربية ويحكى أيضًا على عليّ كرم الله وجهه وعن أبي الأسود الدؤلي قال أبو البقاء ولا يكون ورسوله عطفًا على من المشركين لأنَّه يؤدي إلى الكفر وهذا من الواضعات اهـ سمين مع زيادة للإيضاح.
فهو خير لكم (جائز)
غير معجزي الله الثاني (حسن)
بعذاب أليم ليس بوقف للاستثناء بعده وقيل يجوز بجعل إلاَّ بمعنى الواو ويبتدأ بها ويسند إليها.
إلى مدتهم (كاف) ومثله المتقين وقيل تام.
كل مرصد (كاف) ومثله سبيلهم
رحيم (تام)).
[منار الهدى: 162]

- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس