عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 18 رمضان 1434هـ/25-07-2013م, 05:37 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

قوله تعالى: { وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) }

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقوله: (ولقد همت به وهم بها) [24] فيه ثلاثة أقوال قال عامة أهل العلم: هم بها معناه «قعد منها مقعد الرجل من المرأة» فتمثل له يعقوب عاضًا على إصبعه يقول: يوسف يوسف. فالوقف من هذا المذهب على (لولا أن رأى برهان ربه)، والتمام (إنه من عبادنا المخلصين). وقال
آخرون: الأنبياء، عليهم السلام، معصومون لا يعصون ولا يهمون بالكبائر. وقالوا: معنى الآية «لولا أن رأى برهان ربه لهم بها» فالوقف من هذا المذهب على (ولقد همت به) ثم تبتدئ: (وهم بها لولا أن رأى برهان ربه) أي: لولا أن رأى برهان ربه لهم بها. وقال آخرون: الهاء كناية عن الفرة كأنه قال: «ولقد همت به وهم بالفرة» فعلى هذا المذهب يحسن الوقف على (لولا أن رأى برهان ربه) ويتم على (المخلصين) ولا يتم على (ولقد همت به) لأن (هم بها) نسق عليه.)
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/720-721]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({أو نتخذه ولدًا} كاف ومثله {من تأويل الأحاديث}. ومثله {برهان ربه} ومثله (والفحشاء). وكذا رؤوس الآي. وكذا {راودتني عن نفسي} وكذا {إنه من كيدكن}.
{ولقد همت به} كاف، وقيل: تام على مذهب أبي عبيدة ومن زعم أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون، وقدر ذلك على التقديم والتأخير أي: لولا أن رأى برهان ربه لهم بها. وجمهور أهل العلم على خلاف ذلك.
حدثنا ابن فراس قال: حدثنا الديبلي قال: حدثنا سعيد قال: حدثنا سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد قال: سئل ابن عباس عن قوله تعالى: {ولقد همت به وهم بها} قال: حل الهميان وجلس منها مجلس الخاتن.)
[المكتفى: 325-326]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ( {هيت لك- 23- ط}. {مثواي- 23- ط}. {همت به- 24- ق}. قد قيل على ظن أن يجعل {وهم بها} معلقًا بلولا، وهو فاسد، فإن لولا لا يتعلق بما قبلها البتة، بل جوابها يكون بعدها منطوقًا أو محذوفًا، وهاهنا محذوف، تقديره: لولا أن رأى برهان ربه لحقق [ما هم به، والوقف إذا على {وهم بها- 24- ج}. {برهان ربه- 24- ط}].
{والفحشاء- 24- ط}.)
[علل الوقوف: 2/596-597]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (هيت لك (حسن) ومثله معاذ الله ومثواي
الظالمون (كاف) ومثله وهمت به وبهذا الوقف يتخلص القارئ من شيء لا يليق بنبيّ معصوم أن يهم بامرأة وينفصل من حكم القسم قبله في قوله ولقد همت ويصير وهمّ بها مستأنفًا إذ الهمّ من السيد يوسف منفيّ لوجود البرهان والوقف على برهان ربه ويبتديء كذلك أي عصمته كذلك فالهم الثاني غير الأول وقيل الوقف على وهمّ بها وإن الهمّ الثاني كالأول أي ولقد همت به وهمّ بها كذلك وعلى هذا لولا أن رأى برهان ربه متصل بقوله لنصرف عنه أي أريناه البرهان لنصرف عنه ما همَّ به وحينئذ الوقف على الفحشاء قيل قعد منها مقعد الرجل من المرأة فتمثل له يعقوب عليه السلام عاضًا إصبعه يقول يوسف يوسف وفي الإتقان لولا أن رأى برهان ربه اخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لولا أن رأى برهان ربه قال رأى آية من كتاب الله نهته مثلت له في جدار الحائط وتقدير الكلام لولا أن رأى برهان ربه
لواقعها ولا يرد على هذا وما أبريء نفسي لأنه لم يدّع براءة نفسه من كل عيب وإن بريء من هذا العيب أو قاله في ذلك هضمًا لنفسه والوقف على هذا على الفحشاء لاتصال الكلام بعضه ببعض فلا يقطع وقد ذكروا في معنى البرهان وهمّ يوسف بها أشياء لا يحسن إسنادها ولا إسناد مثلها إلى الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين والكلام على ذلك يستدعي طولاً أضربنا عنه تخفيفًا وفيما ذكر غاية ولله الحمد.
المخلصين (كاف))
[منار الهدى: 192-193]


- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس