عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 17 رمضان 1434هـ/24-07-2013م, 10:51 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 2,167
افتراضي

قوله تعالى: { وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((قالوا لا تخف) [70] وقف حسن ثم تبتدئ (إنا أرسلنا إلى قوم لوط) والوقف على (لوط) تام. وفي قوله: (ومن وراء إسحاق يعقوب) [71] القراء مجمعون على رفع (يعقوب) إلا عبد الله بن عامر وحمزة فإنهما ينصبانه. وروى ذلك أبو عمرو عن عاصم. قال أبو بكر: فمن رفعه وقف على (فبشرناها بإسحاق) وابتدأ: (ومن وراء إسحاق يعقوب) كان الاختيار أن يقف على آخر الآية، ويجوز أن يقف على إسحاق ثم يبتديء: (ومن وراء إسحاق يعقوب) على معنى «وهبنا لها يعقوب». وقال السجستاني: النصب ليس بالمختار لأنه لم يبشره إلا بواحد كما قال: {فبشرناه بغلام حليم} [الصافات: 101]. وهذا غلط منه لأن الذين نصبوا (يعقوب) لم يدخلوه في «البشارة» لأنه يفسد أن ينسق على (إسحاق) الأول لدخول (من) بينما، وذلك أنه لا يجوز: «مررت بعبد الله ومن بعده محمد» فأصحاب النصب لم يريدوا هذا الوجه الخطأ وإنما أرادوا أن يضمروا فعلا ينصبونه كما تقول: «مررت بعبد الله ومن بعده محمدًا» على معنى: «وجدت من بعده محمدًا».
(أتعجبين من أمر الله) [73] وقف حسن. ومثله: (أهل البيت)، (حميد مجيد) أحسن منه.)
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/715 - 716]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({إن عصيته} كاف. ومثله ...{قال سلام} ومثله {لا تخف}. {إلى قوم لوط}، تام. ورأس آية إجماع.
ومن قرأ (ومن وراء إسحاق يعقوب) بالرفع وقف على قوله: (فبشرناها بإسحاق) لأن (يعقوب) مرفوع بالابتداء والخبر في ما قبله. ومن نصب (يعقوب) لم يقف على ذلك، لأن (يعقوب) متعلق بقوله: (فبشرناها) من جهة الدلالة على الفعل العامل في (يعقوب) لا من جهة دخوله مع (إسحاق) في البشارة، والتقدير: فبشرناها بإسحاق ووهبنا له يعقوب من ورائه، لأن البشارة دالة على الهبة.
{من أمر الله} كاف. ومثله {أهل البيت}، {إنه حميد مجيد} أكفى منه.)
[المكتفى: 317 - 318]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ( {سلامًا- 69- ط}. [{قال سلام- 69- ج}]. {خيفة- 70- ط}. {قوم لوط- 70- ط}. {بإسحاق- 71- ط} لمن قرأ: {يعقوب} بالرفع على أنه خبر الجار، ومن نصبه جعله عطفًا على موضع {بإسحاق} لم يقف. {شيخًا- 72- ط}. {أهل البيت- 73- ط}.)[علل الوقوف: 2/586 - 587]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (قالوا سلامًا (حسن) أي سدادًا من القول والمعنى سلمنا سلامًا أو قولاً ذا سلامة لم يقصد به حكاية
قال سلام (جائز) وسلام خبر مبتدأ محذوف أي أمري وأمركم سلام أو مبتدأ محذوف الخبر أي عليكم سلام
حنيذ (كاف)
لا تخف (جائز) وقال نافع تام وخولف لأنَّ الكلام متصل
قوم لوط (كاف) على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال
فضحكت (تام) على أنَّ لا تقديم في الكلام ولا تأخير ويكون المعنى أنهم لمَّا لم يأكلوا من طعام إبراهيم صلى الله عليه وسلم خافهم فلما تبينوا ذلك في وجهه قالوا لا تخف فضحكت امرأته سرورًا بالبشارة بزوال الخوف وهذا قول السدي والرسل هنا جبريل وميكائيل وإسرافيل ذكره جماعة من المفسرين وقال قتادة ضحكت من غفلة القوم وقد جاءهم العذاب وقال وهب ضحكت تعجبًا من أن يكون لها ولد وقد هرمت وقيل ضحكت حين أخبرتهم الملائكة إنَّهم رسل وقيل كانت قالت لإبراهيم سينزل بهؤلاء القوم عذاب فلما جاءت الرسل سرت بذلك وقيل ضحكت من إبراهيم إذ خاف من ثلاثة وهو يقوم بمائة رجل وقال مجاهد ضحكت بمعنى حاضت قال الفراء لم أسمعه من ثقة ووجهه أنَّه كناية وقال الجمهور هو الضحك المعروف وقيل هو مجاز معبر به عن طلاقة الوجه وسروره بنجاة أخيها لوط وهلاك قومه
فبشرناها باسحق (كاف) لمن قرأ يعقوب بالرفع بالابتداء والتقدير ويعقوب من وراء اسحق وبها قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ونافع والكسائي وأبو بكر عن عاصم أو رفع يعقوب على أنَّه فاعل أي واستقر لها من وراء اسحق يعقوب وجائز لمن قرأه بالنصب عطفًا على موضع باسحق أي فبشرناها بإسحق ووهبنا لها يعقوب ومراد من نصب لم يدخل يعقوب في البشارة لأنَّه يفسد أن ينسق على اسحق الأوّل لدخول من بينهما إذ لا يجوز مررت بعبد الله ومن بعده محمد ومن نصب لم يرد هذا الوجه وإنَّما أراد أن يضمر فعلاً ينصبه به كما تقول مررت بعبد الله ومن بعده محمدًا على معنى وجزت من بعده محمدًا وليس بوقف إن جرَّ يعقوب تقديرًا والمعنى فبشرناها باسحق وبيعقوب وضعف للفصل بين واو العطف والمعطوف بالظرف وهذا بعيد والصحيح إنَّه منصوب بفعل مقدر دل عليه المظهر والتقدير وآتيناها من وراء اسحق يعقوب فيعقوب ليس مجرورًا عطفًا على اسحق لأنَّه متى كان المعطوف عليه مجرورًا أعيد مع المعطوف الجارّ
ومن وراء اسحق يعقوب (حسن) ومثله شيخًا
عجيب (كاف)
من أمر الله (حسن)
أهل البيت (كاف)
مجيد (تام))
[منار الهدى: 187 - 188]


- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس