قوله تعالى: {وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آَمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37) وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39) حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((يريد أن يغويكم) [34] حسن أيضًا.
وكذلك (إلا من قد آمن) [36].
(بأعيننا ووحينا) [37].
(من كل زوجين اثنين وأهلك) [40] قال السجستاني: هو وقف. قال أبو بكر: وليس يوقف لأن الاستثناء قد جاء بعده (إلا من سبق عليه القول ومن آمن) وقف حسن.
(وما آمن معه إلا قليل) تام.)[إيضاح الوقف والابتداء: 2/712]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({إلا من قد آمن} كاف، ومثله {بأعيننا ووحينا}.
{كما تسخرون} كاف، ثم تبتدئ بالتهدد. وأجاز الفراء أن تكون (من) في قوله: (من يأتيه) في موضع رفع بالابتداء، والخبر (يخزيه). فعلى هذا يحسن الوقف على قوله: {فسوف تعلمون} ويكفي.
{من كل زوجين اثنين} كاف. و(أهلك) أكفى منه {ومن آمن} أكفى منهما. {إلا قليل} تام.)[المكتفى: 315 - 316]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (يفعلون- 36- ج} للآية، والوصل أجوز للعطف. {ظلموا- 37- ج} للابتداء بأن على أنها كالتعليل لما قبلها. {سخروا منه- 38- ط}. {تسخرون- 38- ط}. {تعلمون- 39- لا} لأن مفعولها جملة الاستفهام. {التنور- 40- لا} لأن {قلنا} جواب {إذا}. {ومن آمن- 40- ط}. ) [علل الوقوف: 2/584]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (من قد آمن ليس بوقف لمكان الفاء
يفعلون (كاف)
ووحينا (جائز)
ظلموا (حسن) على استئناف ما بعده لأنَّ أن كالتعليل لما قبلها
مغرقون (كاف)
سخروا منه (حسن) وقيل كاف لأنَّه جواب كلما وقوله قال مستأنف على تقدير سؤال سائل
كما تسخرون (كاف) ومثله فسوف تعلمون لأنَّ فسوف للتهديد فيبدأ بها الكلام لأنَّها لتأكيد الواقع إن جعلت من في محل رفع بالابتداء والخبر يخزيه وليس بوقف لمن جعلها في موضع نصب مفعولاً لقوله تعلمون وليست رأس آية لتعلق ما بعدها بما قبلها ولا يفصل بين العامل والمعمول بالوقف
مقيم (كاف) لأنَّ حتى للابتداء إذا كان بعدها إذا
التنور ليس بوقف لأنَّ قلنا جواب إذا
زوجين اثنين (جائز) ثم يبتديء وأهلك أي وأهلك الله من الهلاك جميع الخلائق إلاَّ من سبق عليه القول فما بعد الاستثناء خارج مما قبله يعني إبليس ومن آمن قاله أبو العلاء الهمداني
وأهلك ليس بوقف لأنَّ الوقف يشعر بأنَّه أمر بحمل جميع أهله وتعلق الاستثناء أيضًا يوجب عدم الوقف
ومن آمن (تام) اتفاقًا للابتداء بالنفي وأيضًا من مفعول به عطف على مفعول احمل
إلاَّ قليل (أتم))[منار الهدى: 185]
- أقوال المفسرين