قوله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((من كل فج عميق) [27] غير تام لأن قوله: (ليشهدوا منافع لهم) [28] متعلق بـ(يأتين). والوقوف على (كل ضامر) غير تام. وقال الأخفش: هو تام. وهذا غلط لأن (يأتين) صلة (كل ضامر) كأنه قال: «وعلى كل ضامر يأتين» وفي قراءة ابن مسعود: (يأتون من فج عميق) على معنى «يأتوك رجالة يأتون». ويجوز في العربية، «يأتوا من كل فج عميق» بالجزم، على أن يجعله تابعًا لـ (يأتوك). و«العميق» في هذا الموضع البعيد.
(من بهيمة الأنعام) وقف التمام.)[إيضاح الوقف والابتداء: 2/784-785]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (وقال قائل: {مكان البيت} تام، لأن ما بعده خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، بتقدير: عهدت إليك يا محمد أن لا تشرك بي شيئًا، والظاهر دال على أنه خطاب لإبراهيم عليه السلام. فهو متصل بما قبله.
{من كل فج عميق} أي بعيد صالح غير تام ولا كاف، لأن (ليشهدوا) يتعلق بـ (يأتين).
وقال نافع ويعقوب وأحمد بن موسى والأخفش {وعلى كل ضامر}: تام، وليس كما قالوا لأن (يأتين) من نعت (ضامر) إذ هو في تأويل جمع كأنه قال: وعلى كل ضمر يأتين فلا يقطع منه إلا أن يراد به الاستئناف.
{من بهيمة الأنعام} تام)[المكتفى: 394-395]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({عميق- 27- لا} لتعلق اللام. {الأنعام- 28- ج} لابتداء الأمر مع الفاء. {الفقير- 28- ز} للعطف مع العدول.)[علل الوقوف: 2/719]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (مكان البيت ليس بوقف لأنَّ ما بعده منصوب بما قبله بناءً على أنَّ الخطاب في قوله أن لا تشرك بي شيًا لإبراهيم عليه السلام وعلى أنَّه خطاب لنبينا عليه الصلاة والسلام يكون الوقف على البيت تامًا
شيًا (حسن) على استئناف الأمر
السجود (كاف) وقرأ الحسن وابن محيصن آذن بالمد والتخفيف بمعنى أعلم وليس بوقف على أن الخطاب لإبراهيم وعليه فلا يوقف من قوله وإذ بؤأنا لإبراهيم إلى عميق فلا يوقف على شيًا ولا على السجود لأنَّ العطف يصيرهما كالشيء الواحد ولا يوقف على الحجج لأنَّ يأتوك جواب الأمر
عميق (جائز) وقيل لا يجوز لأنَّ ما بعد اللام سبب في إيجاب ما قبلها
منافع لهم ليس بوقف لأنَّ ما بعده معطوف على ما قبله
من بهيمة الأنعام (جائز) ومثله البائس الفقير وكذا بالبيت العتيق)[منار الهدى: 256]
- أقوال المفسرين