عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 8 رمضان 1434هـ/15-07-2013م, 02:09 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34) اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((الله نور السماوات والأرض) [35] وقف حسن، ثم تبتدئ: (مثل نوره كمشكاة فيها مصباح) على معنى «[مثل] نور محمد صلى الله عليه وسلم»، وقال قوم: معناه «مثل نور القرآن». وقال قوم: معناه «مثل نور المؤمن». ولا يجوز أن تكون الهاء لله تعالى، لأن الله لا حد لنوره. (فيها مصباح) حسن. ومثله: (المصباح في زجاجة)، (ولو لم تمسه نار)، (لنوره من يشاء)، (ويضرب الله الأمثال للناس)، (والله بكل شيء عليم) غير تام لأن قوله: (في بيوت) [36] حال. سمعت أبا العباس يقول: هو حال لـ «المصباح» و«الزجاجة» و«الكوكب» كأنه قال: «وهي في بيوت». فإن جعلت «في» متعلقة بـ(يسبح) أو رافعة
لـ«الرجال» حسن الوقف على قوله: (والله بكل شيء عليم)، (يسبح له فيها بالغدو والآصال) كان الحسن وعاصم في رواية أبي بكر عنه يقرآن: (يسبح له فيها) بفتح الباء. وكان نافع وأبو عمرو وحمزة يقرؤون: (يسبح) بكسر الباء. وكذلك روى أبو عمر عن عاصم. فمن قرأ: (يسبح) بفتح الباء كان على معنيين: إن رفع الرجال بمعنى «يسبحه رجال» كما تقول: ضرب زيد عمرو. على معنى «ضربه عمرو» حسن الوقف على (الآصال) وليس بتام. والوجه الآخر أن يرتفع «الرجال» بقوله: (في بيوت أذن الله أن ترفع) (رجال) و(يسبح له فيها رجال) مما في (ترفع)
كأنه قال: «أن ترفع مسبحا له فيها». ومن قرأ: (يسبح) بكسر الباء لم يقف على (الآصال) لأن (يسبح) فعل لـ «الرجال» والفعل مضطر إلى فاعله.
(فيه القلوب والأبصار) [37] غير تام لأن المعنى «يخافون يوما لكي يجزيهم». وقال السجستاني هذه لام اليمين كأنه قال: ليجزينهم. وهذا خطأ لما ذكرنا.
(ويزيدهم من فضله) [38] وقف حسن).
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/797-799]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({غفورٌ رحيم} تام. ومثله {للمتقين}. {نور السماوات والأرض} كاف. ومثله {فيها مصباح} ومثله {في زجاجة}. {ولو لم تمسسه نار} كاف. وقيل: تام. {نورٌ على نور} كاف. ومثله {لنوره من يشاء}. ومثله {الأمثال للناس}. {عليم} تام.
ومن قرأ {يسبح له فيها} بفتح الباء وأقام الجار والمجرور مقام الفاعل وقف على {والآصال} وهو رأس آية في الكوفي والبصري والشامي، وابتدأ بقوله: {رجال}، هذا إذا رفعهم بفعل مقدر، كأنه قال: تسبح له فيها رجال، أو رفعهم بإضمار مبتدأ بتقدير: هم رجال. فإن رفعهم بالظرف الذي هو في قوله: {في بيوت} لم يقف على ما قبلهم. ومن قرأ بكسر الباء لم يبتدئ بهم أيضًا لأنهم فاعلون لـ (يسبح).
{والأبصار} كاف ورأس آية. {من فضله} كاف. وقيل:
تام. {بغير حساب} تام).[المكتفى: 408-410]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({والأرض- 35- ط}. {مصباح- 35- ط}. {زجاجة- 35- ط}. {ولا غربية- 35- لا} لأن ما بعدها صفة «شجرة». {نار- 35- ط}. {على نور- 35- ط}. {من يشاء- 35- ط}.{للناس- 35- ط}. {عليم- 35- لا} لتعلق الظرف [ بـ«مشكاة»]. {فيها اسمه- 36- لا} لأن ما بعده صفة «بيوت» أيضًا. {والآصال- 36- ط} لمن قرأ «يسبح» بفتح الباء، كأنه قيل: من المسبح؟ فقيل: «رجال»، أي: هم [رجال لا تلهيهم].
{رجال- 37- لا} لتعلق الصفة. {الزكاة- 37- لا} إلا ضرورة، لأن ما بعدها صفة «رجال» أيضًا. {والأبصار-
37- لا} لتعلق اللام. أبو حاتم: يقف ويجعل اللام لام القسم على تقدير: ليجزين الله. قال: فلما سقطت النون انكسرت اللام، وهاهنا وجهه أوضح من سائر المواضع. {من فضله- 38- ط}).
[علل الوقوف: 2/737-739]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (...ولا وقف من قوله ولقد أنزلنا إلى للمتقين فلا يوقف على مبينات ولا على من قبلكم للعطف في كليهما .
للمتقين (أتم) مما قبله .
والأرض (حسن)
مصباح (كاف) ومثله في زجاجة
زيتونة (جائز) ومثله ولا غربية وقيل كاف على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل صفة لشجرة لأنَّ فيه قطع نعت النكرة وهو قليل
نار (حسن) ومثله على نور وكذا من يشاء .
الأمثال للناس (كاف)
عليم (تام) إن علق في بيوت بيسبح بعد أي يسبح رجال في بيوت ومثله إن علق بمحذوف أي يسبحوه في بيوت وليس بوقف إن جعل في بيوت حالاً للمصباح والزجاجة والكوكب أي وهي في بيوت أذن الله في بنائها وليس عليم بوقف أيضًا إن جعل في بيوت صفة لمشكاة أي كمشكاة في بيوت أو صفة لمصباح أو صفة لزجاجة أو تعلق بتوقد وعلى هذه الأقوال كلها لا يوقف على عليم .
فيها اسمه (كاف) إن لم تعلق قوله في بيوت بيسبح وإلاَّ فليس بوقف لأنَّ ما بعده صفة بيوت .
والآصال (حسن) لمن قرأ يسبح بفتح الموحدة وبها قرأ ابن عامر وليس بوقف لمن كسرها والفاعل رجال وعلى قراءة ابن عامر ففيها نائب الفاعل ورجال في جواب سؤال مقدر فاعل بفعل مقدر كأنه قيل من المسبح فقيل يسبحه رجال وعلى قراءة الباقين يسبح بكسر الموحدة فوقفه على رجال ولا يوقف على الآصال للفصل بين الفعل وفاعله ثم يبتدئ لا تليهم تجارة ومن فتح الباء وقف على الآصال ثم يبتدئ رجال وابن عامر قد أخذ القرآن عن عثمان بن عفان قبل أن يظهر اللحن في لسان العرب .
عن ذكر الله ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله .
وإيتاء الزكاة (جائز) إن جعل يخافون مستأنفًا وليس بوقف إن جعل نعتًا ثانيًا لرجال أو حالاً من مفعول تليهم ويومًا مفعول به لا ظرف على الأظهر وتتقلب صفة ليومًا .
والأبصار (كاف) إن علقت اللام في ليجزيهم بمحذوف تقديره فعلوا ذلك ليجزيهم أحسن ما عملوا وقال أبو حاتم السجستاني أصل ليجزيهم ليجزينهم بفتح اللام وبنون توكيد فحذفت النون تخفيفًا ثم كسرت اللام وأعملت لام كي لشبهها لها في اللفظ اهـ وردوا على أبي حاتم وأجمع أهل اللسان على أن ما قاله أبو حاتم وقدره في ذلك خطأ لا يصح في لغة ولا قياس وليست هذه لام قسم قال أبو جعفر ورأيت الحسن بن كيسان ينكر مثل هذا على أبي حاتم ويخطئه فيه ويعيب عليه هذا القول ويذهب إلى أنها لام كي وحينئذ لا يوقف على الأبصار
والمعنى يسحبون ويخافون ليجزيهم ثوابهم .
من فضله (كاف)
بغير حساب (تام)).
[منار الهدى: 268-269]

- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس