عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 7 رمضان 1434هـ/14-07-2013م, 01:55 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ):
(
والوقف على: (إذا) [11] قبيح لأنها مع الفعل الذي بعدها شرط والوقف على (قيل لهم) قبيح لأن قوله: (لا تفسدوا في الأرض) محكي. وكذلك الوقف على القول في جميع القرآن قبيح لأن الكلام الذي بعده محكي. والوقف على «المصلحين» حسن.
والوقف على: (ألا) [12] قبيح لأنها افتتاح الكلام، والوقف على «المفسدين» حسن، والوقف على (يشعرون) حسن.
والوقف على قوله: {كما آمن الناس} [13] قبيح لأن (قالوا أنؤمن) جواب لـ (إذا). والوقف على (يعلمون) حسن.
والوقف على «المستهزئين» [14] حسن.
والوقف على: (يعمهون) [15] حسن.
والوقف على: (مهتدين) [16] حسن.
وقال السجستاني: لا أحب استئناف (الله يستهزيء بهم) ولا استئناف {والله خير الماكرين} [آل عمران: 54] حتى أصله بما قبله.
قال أبو بكر: ولا معنى لهذا الذي ذكره لأنه يحسن الابتداء
بقوله: (الله يستهزيء بهم) على معنى: «الله يجعلهم ويخطيء فعلهم» كما تقول: إن فلانا ليستهزأ به مذ اليوم إذا فعل فعلاً عابه الناس وأنكروه عليه، فكان عيب الناس له بمنزلة الاستهزاء به، والدليل على هذا قوله تعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها} [آل عمران: 140] فالآيات لا تعقل الاستهزاء والسخرية إنما المعنى «يكفر بها ويعاب». وقال أصحابنا: (الله يستهزيء بهم) معناه: «يجازيهم على استهزائهم» فيكون الاستهزاء والمكر والخديعة واقعة بهم).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/497-499]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({مصلحون} كاف. {ولكن لا يشعرون} كاف، وقيل تام. {كما آمن السفهاء} كاف، {ولكن لا يعلمون} أكفى منه.
{مستهزئون} كاف. وكان أبو حاتم يكره الابتداء بقوله: {الله يستهزئ بهم} وبقوله: {والله خير الماكرين} وما أشبههما، وابتداء بذلك عندنا حسنٌ، والقطع قبله كاف، لأن معنى الاستهزاء والمكر من الله تعالى المثوبة والجزاء، أي: يجازيهم جزاء استهزائهم ).
ومكرهم. وقيل: المعنى بأن يأتيهم بالعذاب الذي يستحقونه من حيث لا يشعرون.
{يعمهون} كاف. ومثله: {مهتدين}).
[المكتفى: 160-161]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({في الأرض – 11- لا} لأن {قالوا} جواب {إذا} وعامله. {كما آمن السفهاء- 13- ط} للابتداء بكلمة التنبيه، ومن وصل فلتعجيل رد السفه عليهم [بكلمة التنبيه].
{آمنا- 14- ج} لتبدل وجه الكلام معنى، مع أن الوصل
أولى لبيان حاليهم المتناقضين، وهو المقصود. {شياطينهم -14- لا} لأن {قالوا} جواب {إذا}.
{إنا معكم- 14- لا} تحرزًا عن قول ما لا يقوله مسلم، وإن جاز الابتداء بـ{إنما}. {بالهدى- 16- ص} لانقطاع النفس، ولا يلزم العود، لأن ما بعده بدون ما قبله مفهوم.
)[علل الوقوف: 1/183-185]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (يكذبون (كاف) ولا وقف إلى مصلحون فلا يوقف على تفسدوا لأنَّ في الأرض ظرف للفساد ولا على في الأرض لأنَّ قالوا جواب إذا ولا على قالوا لأنَّ إنما نحن حكاية
مصلحون (كاف) لفصله بين كلام المنافقين وكلام الله عز وجل في الرد عليهم
المفسدون ليس بوقف لشدة تعلقه بما بعده عطفًا واستدراكًا
لا يشعرون (كاف)
الناس ليس بوقف لأنَّ قالوا جواب إذا
السفهاء الأول (كاف) لحرف التنبيه بعده
السفهاء الثاني ليس بوقف للاستدراك بعده
لا يعلمون (أكفى) قال أبو جعفر وهذا
قريب من الذين قبله من جهة الفصل بين الحكاية عن كلام المنافقين وكلام الله في الرد عليهم
قالوا أمنا ليس بوقف لأنَّ الوقف عليه يوهم غير المعنى المراد ويثبت لهم الإيمان وإنما سموه النطق باللسان إيمانًا وقلوبهم معرضة تورية منهم وإيهامًا والله سبحانه وتعالى أطلع نبيه على حقيقة ضمائرهم وأعلمه أنَّ إظهارهم للإيمان لا حقيقة له وإنه كان استهزاءً منهم
إنَّا معكم ليس بوقف إن جعل ما بعده من بقية القول
(وجائز) إن جعل في جواب سؤال مقدر تقديره كيف تكونون معنا وأنتم مسالمون أولئك بإظهار تصديقكم فأجابوا إنما نحن مستهزؤن
مستهزؤن (كاف) وقال أبو حاتم السجستاني لا أحب الابتداء بقوله الله يستهزئ بهم ولا والله خير الماكرين حتى أصله بما قبله قال أبو بكر بن الأنباري ولا معنى لهذا الذي ذكره لأنه يحسن الابتداء بقوله الله يستهزئ بهم على معنى الله يجهلهم ويخطئ فعلهم وإنما فصل الله يستهزئ بهم ولم يعطفه على قالوا لئلاَّ يشاركه في الاختصاص بالظرف فيلزم أن يكون استهزاء الله بهم مختصًا بحال خلوهم إلى شياطينهم وليس الأمر كذلك
يستهزئ بهم (صالح) ووصله أبين لمعنى المجازاة إذ لا يجوز على الله الاستهزاء وظهور المعنى في قول الله الله يستهزئ بهم مع اتصاله بما قبله يظهر في حال الابتداء بضرب من الاستنباط وفي حال الاتصال يظهر المعنى من فحوى الكلام كذا وجه أبو حاتم وأما وجه الوقف على مستهزؤن أنه معلوم إن الله لا يجوز عليه معنى الاستهزاء فإذا كان ذلك معلومًا عرف منه معنى المجازاة أي يجازيهم جزاء الاستهزاء بهم وقيل معنى الله يستهزئ بهم بجهلهم وبهذا المعنى يكون الوقف على يعمهون كافيًا وعلى الأول يكون تامًا انظر النكزاوي
يعمهون (كاف) لأنَّ أولئك الذين اشتروا الضلالة منفصل لفظًا لأنه مبتدأ وما بعده الخبر ومتصل معنى لأنه إشارة لمن تقدم ذكرهم
بالهدى (صالح) لأنَّ ما بعده بدون ما قبله مفهوم
تجرتهم (أصلح)
مهتدين (كاف)
اتفق علماء الرسم على حذف الألف التي بعد اللام من أولئك وأولئكم حيث وقع والألف التي بعد اللام من الضللة والألف التي بعد الجيم من تجرتهم كما ترى).[منار الهدى: 33-34]


- تفسير


رد مع اقتباس