عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 27 شعبان 1434هـ/5-07-2013م, 06:00 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

بيان معنى الآية والفاصلة

معنى الآية لغة
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): (وأما الآية من آي القرآن، فإنها تحتمل وجهين في كلام العرب:
- أحدهما: أن تكون سميت آية، لأنها علامة يعرف بها تمام ما قبلها وابتداؤها، كالآية التي تكون دلالة على الشيء يستدل بها عليه، كقول الشاعر:
ألكنى إليها عمرك الله يا فتى......بآية ما جاءت إلينا تهاديا
يعني: بعلامة ذلك.
ومنه قوله جل ثناؤه: {ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك} يعني بذلك علامة منك لإجابتك دعاءنا وإعطائك إيانا سؤلنا.
- والآخر منهما: القصة، كما قال كعب بن زهير بن أبي سلمى:
ألا أبلغا هذا المعرض آية.....أيقظان قال القول إذ قال أم حلم
يعني بقوله "آية": رسالة مني وخبرا عني.
فيكون معنى الآيات: القصص، قصة تتلو قصة، بفصول ووصول). [جامع البيان:1/104]
قالَ أبو عَمْرو عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (وأما الآية فهي العلامة أي أنها علامة لانقطاع الكلام الذي قبلها من الذي بعدها وانفصالها وتقول العرب بيني وبينك فلان آية أي علامة ومن ذلك قوله تعالى إن آية ملكه أي علامته وأنشدونا للنابغة:
توهمت آيات لها فعرفتها......لستة أعوام وذا العام سابع
أي علامات.
وقيل: سميت آية لأنها جماعة من القرآن وطائفة منه؛ كما يقال: خرج القوم بآيتهم، أي بجماعتهم.
وقيل: سميت آية لأنها عجب لعجز البشر عن التكلم بمثلها). [البيان: 121-124]
قَالَ القَاسِمُ بنُ فِيرُّه بنِ خَلَفٍ الشَّاطِبِيُّ (ت: 590هـ): (والآية من معنى الجماعة أو من ال .......علامة مبناها على خير ما جـدر
.....................................................فإما حـروف فـي جماعتهـا غنـى
.......وإما حروف في دلالـة مـن يقـري). [ناظمة الزهر:؟؟]
- قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ) :(ص: والآية من معنى الجماعة أو من ال .......علامة مبناها على خير ما جـدر
ش: اللغة: مبناها مأخذها. «جدر» بضم الجيم وسكون الدال جمع جدار كجدر بضمتين.
الإعراب: والآية مبتدأ «من معنى الجماعة» خبر «أو من العلامة عطف عليه وقوله مبناها مبتدأ» على خير بفتح الخاء وبعدها ياء مثناة ساكنة جار ومجرور خبر وما زائدة بين المضاف والمضاف إليه والجملة مبنية لحسن هذا الأخذ لابتنائه على أسس ثابتة.
المعنى: لما فرغ المصنف من بيان الفاصلة. والقواعد التي تعرف بها أخذ في بيان معنى الآية لغة واصطلاحًا فبين في هذا البيت معنى الآية لغة. وأشار إلى أن للآية في اللغة معنيين أحدهما معنى الجماعة. يقال جاء القوم بآيتهم أي جماعتهم، والثاني العلامة. ومنه قوله تعالى {إن آية ملكه} أي علامة ملكه. فنقل هذا اللفظ واستعماله اسما للكلمات القرآنية إما أن يكون من الأول لاشتمالها على جماعة من الحروف. أو من الثاني لكونها أمارة على انقطاع الكلام. أو على صدق المخبر. فهذا معنى قوله والآية من معنى الجماعة الخ.
وكلا المعنيين ثابت وكثير في الاستعمال مناسب للآية القرآنية.
ولهذا قال «مبناها على خير ما جدر» أي على أحسن أسس. وذلك لأنها مناسبة لما نقلت عنه في اللغة أتم المناسبة.
هذا معناها من حيث اللغة). [معالم اليسر:31-45]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( والآية في العربية: الدلالة على الشيء والعلامة، وسميت آيات القرآن بذلك لأنها علامات وشواهد ودلالات على صدق النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى الحلال والحرام وسائر الأحكام، وقالوا للراية آية لأنها علامة يستدلون بها.
وقال زهير:...........أراني إذا ما شئت لاقيت آية ....... تذكرني بعض الذي كنت ناسيا
أي علامة وأمارة.
وقال النابغة:.........توهمت آيات لها فعرفتها ....... لستة أعوام وذا العام سابع
وقال الله عز وجل: {لقد كان لكم آية في فئتين التقتا} أي علامة ودلالة على صدق ما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم.
وقال عز وجل: {ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم}.
وأما قولهم: جاءوا بآيتهم، فقال أبو عمرو: بجماعتهم، إذا جاءوا ولم يدعوا وراءهم شيئا.
وقيل: كان الأصل في قولهم: جاءوا بآيتهم، للراية، ثم كثر حتى قيل للجماعة آية وإن لم تكن معهم راية.
قال البرج بن مسهر:
خرجنا من النقبين لا حيَّ مثلنا ....... بآياتنا نزجي اللقاح المطافلا
وقال بعضهم: سميت آيات القرآن بذلك، لأنها جماعة حروف وكلمات). [جمال القراء:1/40-41]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت:794هـ): (فائدة في بيان معنى الآية لغة واصطلاحا
أما الآية فلها في اللغة: ثلاثة معان:
أحدها: جماعة الحروف قال أبو عمرو الشيباني: تقول العرب: خرج القوم بآيتهم، أي: بجماعتهم.
ثانيها: الآية العجب تقول العرب: فلان آية في العلم، وفي الجمال قال الشاعر:
آية في الجمال ليس له في الـ ....... حسن شبه وما له من نظير
فكأن كل آية عجب في نظمها والمعاني المودعة فيها.
ثالثها: العلامة، تقول العرب: خربت دار فلان، وما بقي فيها آية، أي: علامة، فكأن كل آية في القرآن علامة ودلالة على نبوة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). [البرهان في علوم القرآن: 1/266]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (الفصل السادس في الآية وما يتعلق بها
اعلم أن الآية إما التي هي بمعنى الجماعة لأنها جماعة حروف كما يقال: خرج القوم بآيتهم، أو من الآية التي هي بمعنى العلامة لأنها حروف دالة وعلامة لانقطاع الكلام كما تقول العرب: بيني وبينك فلان آية، أي علامة ومنه قوله تعالى: {إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ} أي علامة ملكة.
وقول النابغة:
توَهَّمْتُ آياتٍ لها فعَرفتُها .......لستةِ أعوامٍ وذَا العامُ سابعُ
أي توهمت علامات، قال الشارح: وهذا معناها اللغوي (1) وهو معنى قول الشاطبي:
فإمَّا حرُوفٌ فِـي جَمَاعَتِهَـا غنَـىً .......وإمَّا حرُوفٌ فِي دلالَةِ مَنْ يُقْرِي ). [التعليق على القول الوجيز: ؟؟]
- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): ((1) ومن معان الآية في اللغة، المعجزة ومنه قوله تعالى: {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ} الأمر العجيب، ومنه قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً} العبرة، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَة} البرهان والدليل. ومنه قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ} ). [التعليق على القول الوجيز: ؟؟]
قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ) :(والآية في اللغة العلامة). [نفائس البيان:؟؟]

جمع آية
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وجمع آية: آي وآيات وآياي على أفعال. وأنشد أبو زيد:
لم يبق هذا الدهر من آيائه ....... غير أثافيه وأرمدائه
وآية الرجل شخصه، يقال منه: تأييته وتآييته مثل تفعَّلتُه وتفاعلته إذا قصدت آيته. وقالت امرأة لابنتها:
الحصن أدنى لو تأيَّيْتِهِ ....... من حثيك الترب على الراكب
ويروى: لو تآييته: بالمد). [جمال القراء:1/41]

الوزن الصرفي للفظة (آية)
قالَ أبو عَمْرو عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (وقد اختلف النحويون في أصلها فقال الخليل: أصلها أَيَيَة على وزن فَعَلَة بفتح الفاء والعين مثل أَمَنَة فلما تحركت الياء وانفتح ما قبلها انقلبت ألفا، وصارت آية بهمزة بعدها مَدَّة.
وقال الكسائي: آيِيَة على وزن فَاعِلَة بكسر العين، مثل آمنة؛ فلما اجتمع المِثْلان وجب الإدغام فحذفت الياء الأولى فصارت آية بياء واحدة كالأول.
وقال سيبويه والأخفش والفراء أصلها: أيّة بياء مشددة قبلها همزة على وزن فَعْلَة بإسكان العين مثل أَنّة؛ فأبدلت الياء الأولى الساكنة ألفا كراهة للتشديد فصارت آية). [البيان:125-127]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وأصل آية عند سيبويه: أوية، تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا، وجعل سيبويه موضع العين واوا دون الياء، قال: لأن ما كان موضع العين منه واو واللام ياء؛ أكثر مما موضع العين منه واللام ياء، لأن مثل (شويت) أكثر من (حييت) والنسب إليها أووي.
- وقال الفراء: آية "فاعلة"، والأصل آيية، ولكنها خففت فذهبت منها اللام). [جمال القراء:1/41]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (واختلف في وزنها:
- فقال سيبويه: "فعلة" بفتح العين، وأصلها أيية تحركت الياء، وانفتح ما قبلها فجاءت آية.
- وقال الكسائي: أصلها آيية على وزن فاعلة، حذفت الياء الأولى مخافة أن يلتزم فيها من الإدغام ما لزم في دابة). [البرهان في علوم القرآن: 1/266-267]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (قال الجعبري: حد الآية قرآن مركب من جمل ولو تقديرا ذو مبدأ أو مقطع مندرج في سورة وأصلها العلامة ومنه: {إن آية ملكه}؛ لأنها علامة للفضل والصدق، أو الجماعة لأنها جماعة كلمة .
وقال غيره: الآية طائفة من القرآن منقطعة عما قبلها وما بعدها .
وقيل هي: الواحدة من المعدودات في السور سميت به لأنها علامة على صدق من أتى بها وعلى عجز المتحدى بها.
وقيل: لأنها علامة على علامة انقطاع ما قبلها من الكلام وانقطاعه مما بعدها.
قال الواحدي: وبعض أصحابنا يجوز على هذا القول تسمية أقل من الآية آية لولا أن التوقيف ورد بما هي عليه الآن). [الإتقان في علوم القرآن:2/؟؟]

قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ) :(وقد اختلف النحاة في ألفها التي بعد الهمزة؛ فقيل أصلية منقلبة عن ياء وقيل زائدة؛ فمن قال إنها منقلبة عن ياء اختلفوا؛ فذهب الخليل إلى أن أصلها أيية بوزن أمنة فقلبت ألفا لتحركها بعد فتح. وذهب سيبويه إلى أن أصلها آيّه بياء مشددة بعد الهمزة خفف التشديد بقلب الأولى ألفًا. ومن قال إنها زائدة قال أصلها آيية على وزن فاعلة فدار الأمر بين حذف إحدى الياءين أو الإدغام فرجح الحذف على الإدغام لخفته فوزنها على هذا فالة. وعلى الأول فعلة وعلى الثاني فعلة. هذا. وينبني على هذا المعنى السابق الاختلاف في معناها الاصطلاحي كما أشار إلى ذلك المصنف بالإتيان بالفاء الدالة على التفريع في قوله.
فإما حروف في جماعتها غنـى .......وإما حروف في دلالة من يقرى). [معالم اليسر:45-50]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (واختلف النحويون في أصلها فقال الخليل: أصلها أيَيَةَ بوزن أمَنَةَ قلبت الياء الأولى ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت آية، وقال الكسائي أصلها آيَيَة بوزن فاعِلة فلما اجتمع المثان جاز حذف أحدهما أو إدغامه فرجح الحذف للخفة فصارت آية بحذف الياء الأولى، وقال سيبويه والأخفش والفراء: أصلها أيَّه بياء مشددة قبلها همزة على وزن فَعَّلَةَ بإسكان العين مثل أيَّةَ فأبدلت الياء الأولى الساكنة ألفا كراهة التشديد فصارت آية انتهى(1)). [القول الوجيز: 153-155]
- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): ( (1)[انظر البيان للداني مخطوط ورقة:39] أو أن أصلها أيَيَة على وزن (فَعَلَة). مثل (أكمَة) و (شجَرة) فلما تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا فصارت آية وقيل غير ذلك.) [التعليق على القول الوجيز: ؟؟]

معنى الآية اصطلاحاً
قَالَ القَاسِمُ بنُ فِيرُّه بنِ خَلَفٍ الشَّاطِبِيُّ (ت: 590هـ): (والآية من معنى الجماعة أو من ال .......علامة مبناها على خير ما جـدر
.....................................................فإما حـروف فـي جماعتهـا غنـى .......وإما حروف في دلالـة مـن يقـري). [ناظمة الزهر:؟؟]
- قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ) :(ص: والآية من معنى الجماعة أو من ال .......علامة مبناها على خير ما جـدر).
..............................................................فإما حروف في جماعتهـــــــــــــــا غــنـى ......وإما حروف في دلالة من يقــــــري
ش: الإعراب: الفاء للتفريع. إما حرف تفصيل. وحروف خبر لمحذوف أي هي حروف - «في جماعتها غنى» جملة اسمية مقدمة الخبر صفة لحروف. والواو في وإما عاطفة وحروف خبر لمحذوف كذلك. وقوله في دلالة من يقرى – الجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لحروف. ومن اسم موصول وجملة يقرى صلته وإضافة دلالة إلى من من إضافة المصدر لمفعوله.
المعنى: لما بين المصنف أن للآية معنيين بحسب اللغة. وأن نقلها إلى الآية القرآنية يحتمل أن يكون من كل واحد من المعنيين فرع على ذلك الاختلاف في تعريفها على سبيل اللف والنشر المرتب فبين أنها – على تقدير كونها منقولة من معنى الجماعة – حروف من القرآن في جماعتها استغناء عما قبلها وما بعدها.
ويعبر عن ذلك بأنها طائفة من القرآن ذات مبدأ ومقطع مستغنية عما قبلها وما بعدها تحقيقًا أو تقديرًا غير مشتملة على مثلها. فقولنا طائفة من القرآن دخل فيه كل جماعة من حروف القرآن وبقولنا ذات مبدأ ومقطع خرجت كلمات من القرآن ليس لها مبدأ ولا مقطع إذ المراد أن تكون ذات مبدأ ومقطع علم بالتوقيف مبدؤها ومقطعها. وبقولنا مستغنية عما قبلها وما بعدها تحقيقًا أو تقديرًا دخل في التعريف الآية التي في الأثناء فإنها مستغنية عما قبلها وما بعدها تحقيقًا. وأول آية من القرآن وآخر آية منه لاستغناء الأولى عما قبلها تقديرًا.
والثانية عما بعدها كذلك – وبقولنا غير مشتملة على مثلها خرجت السورة فإنها يصدق عليها أنها طائفة من القرآن ذات مبدأ ومقطع مستغنية عما قبلها وما بعدها ولكنها لما كانت مشتملة على آيات خرجت من التعريف – وعلى تقدير أنها مأخوذة من العلامة تعرف بأنها حروف من القرآن ذات مبدأ ومقطع علم بالتوقيف من الشارع جعلت دلالة وعلامة على انقطاع الكلام، أو على صدق المخبر بها. أو على عجز المتحدي بها بناء على أن التحدي يقع بالآية الواحدة. وهذا معنى قوله «وإما حروف في دلالة من يقرى» ومعنى يقرى يعلم القرآن وإنما خص الناظم دلالة الآية بمن يقرى مع أنها دالة له ولغيره لأنه أحوج إلى هذه الدلالة من غيره. فإنه بمعرفة انقطاع الكلام يستطيع أن ينتهي إليه في تعليمه ويحتمل أن يكون يقرى بفتح الياء من قرى الماء في الحوض قريا جمعا أي في دلالة من يعني بجمع الآي ومعرفة عددها. والحاصل أن المصنف بين أن الاختلاف في تعريف الآية القرآنية اصطلاحًا يرجع إلى الاختلاف فيها لغة وأن اختلاف عبارات العلماء في تعريفها يرجع إلى ما قلناه وقد اخترنا أنسب العبارات وأشملها لنجنبك مواضع الخلاف والخوض فيما لا طائل تحته والخلاصة أن من نظر إلى أن الآية لغة تطلع على الجماعة ومنه نقلت الآية القرآنية اقتصر على التعريف الأول ولاحظ في معناها معنى الجماعة لتناسب المعنى المنقول منه ومن نظر إلى أن الآية لغة تطلق على الأمارة وأنها نقلت إلى الآية القرآنية من هذا المعنى لم يلاحظ معنى الجماعة ولاحظ معنى العلامة والدلالة، ويجوز لك أن تلاحظ المعنيين معًا إذ لا تنافي بينهما وكل آية من القرآن هي جماعة حروف مستغنية عما قبلها وعما بعدها وقد جعلت علامة ودلالة على انقطاع الكلام أو على صدق المخبر الخ ما قلناه فإذا أدت تعريف الآية بما يشمل المعنيين قلت في تعريفها «هي طائفة من القرآن أو من الحروف القرآنية مستغنية عما قبلها وما بعدها تحقيقًا أو تقديرًا ذات مبدأ ومقطع دالة على انقطاع الكلام غير مشتملة على مثلها وقد سبق شرح هذا التعريف».).[معالم اليسر:31-64]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (وأما في الاصطلاح، فقال الجعبري في "كتاب المفرد في معرفة العدد": حد الآية قرآن مركب من جمل ولو تقديرا، ذو مبدأ ومقطع مندرج في سورة، وأصلها العلامة، ومنه: {إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ}؛ لأنها علامة للفضل، والصدق أو الجماعة؛ لأنها جماعة كلمة.
وقال غيره: الآية طائفة من القرآن منقطعة عما قبلها وما بعدها، ليس بينها شبه بما سواها.
وقيل: هي الواحدة من المعدودات في السور، سميت به؛ لأنها علامة على صدق من أتى بها وعلى عجز المتحدى بها.
وقيل: لأنها علامة انقطاع ما قبلها من الكلام، وانقطاعها عما بعدها. قال الواحدي وبعض أصحابنا: يجوز على هذا القول تسمية أقل من الآية آية لولا أن التوقيف ورد بما هي عليه الآن.
وقال ابن المنير في "البحر": ليس في القرآن كلمة واحدة آية إلا: {مُدْهَامَّتَانِ}.
وقال بعضهم: الصحيح أنها إنما تعلم بتوقيف من الشارع، لا مجال للقياس فيه كمعرفة السورة، فالآية طائفة حروف من القرآن، علم بالتوقيف انقطاعها معنى عن الكلام الذي بعدها في أول القرآن، وعن الكلام الذي قبلها في آخر القرآن، وعن الكلام الذي قبلها والذي بعدها في غيرهما، غير مشتمل على مثل ذلك، قال: وبهذا القيد خرجت السورة). [البرهان في علوم القرآن: 1/267-268]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت:911هـ): (فصل في عد الآي
أفرده جماعة من القراء بالتصنيف،قال الجعبري: حد الآية قرآن مركب من جمل ولو تقديرا ذو مبدأ أو مقطع مندرج في سورة وأصلها العلامة ومنه: {إن آية ملكه}؛ لأنها علامة للفضل والصدق، أو الجماعة لأنها جماعة كلمة .
وقال غيره: الآية طائفة من القرآن منقطعة عما قبلها وما بعدها .
وقيل هي: الواحدة من المعدودات في السور سميت به لأنها علامة على صدق من أتى بها وعلى عجز المتحدى بها.
وقيل: لأنها علامة على علامة انقطاع ما قبلها من الكلام وانقطاعه مما بعدها.
قال الواحدي: وبعض أصحابنا يجوز على هذا القول تسمية أقل من الآية آية لولا أن التوقيف ورد بما هي عليه الآن.
وقال أبو عمرو الداني: لا أعلم كلمة هي وحدها آية إلا قوله: {مدهامتان} .
وقال غيره: بل فيه غيرها مثل {والفجر}{والضحى}{والعصر} وكذا فواتح السور عند من عدها). [الإتقان في علوم القرآن:2/؟؟]
قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ) :(والآية في اللغة العلامة، وفي الاصطلاح طائفة من القرآن الكريم ذات مبدأ ومقطع علمت بالتوقيف من الشارع، وجعلت دلالة وعلامة على انقطاع الكلام، وعلى صدق المخبر بها). [نفائس البيان:؟؟]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (قول الشاطبي:
فإمَّا حرُوفٌ فِـي جَمَاعَتِهَـا غنَـىً .......وإمَّا حرُوفٌ فِي دلالَةِ مَنْ يُقْرِي(1)
ومعناه: أنها إما جماعة حروف من القرآن وطائفة منه مستغنية عما قبلها وعما بعدها(2)، أو حروف دالة وعلامة لانقطاع الكلام الذي قبلها من الكلام الذي بعدها وقد يجوز جمع المعنَيين فيها لأنها من حيث كونها مركبة من الحروف جماعة ومن حيث كونها علامة على صدق المُخبِر وعلى انقطاع الكلام دالة وهذا معنى قوله:
وَقَدْ تَجمَعُ الأمْرَيْنِ فِي سِلْـكِ أمْرِهَـا .......عَلَى سُنَّةِ السُّلاكِ فِي صِحَّةِ الفِكْرِ(3) ).[القول الوجيز: 144-150]
- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): ((1) ومعنى مبناها مأخذها، جُدر بضم الجيم وسكون الدال جمع جدار كجُدُر بضمتين.
(2) لها مبدأ ومقطع وهي مندرجة في سورة فهي بائنة من أختها ومنفردة، [وترتيب القاموس ج1 ص 456].
(3) السلك: الخيط التي تنتظم فيه الأشياء، والأمر: الشأن، [وترتيب القاموس ج2 ص 600].
والسنة: الطريقة، والسلاك جمع سالك وهو السائر المراد به هنا العالم المجتهد والمعنى: أن الناظم بعد أن بين العلل التي يبنى عليها الاختلاف في عدد رؤوس الآي بين الأئمة وأنهما أمران:
أحدهما الأصول المذكورة كما مر.
والثاني: الأخذ والسماع من السلف.
أراد الناظم في هذا البيت أن يبين صورة التعارض بين الأمرين، والمراد بجمع الأمرين أن العلتين تتعارضان في آية واحدة فتقشي العلة حكمًا والعلة الأخرى حكمًا آخر فاحتيج إلى الترجيح، مثال ذلك: من عد (آلم)، اعتبر الخبر الوارد عن علي رضي الله عنه ومن لم يعده اعتبر عدم مساواته في القدر والطول، فرجَّح القياس على الخبر، وهذه سنة السالكين في الفكر الصحيح وقد بيَّن الشارح العلاقة بين المعنى اللغوي والقرآني. [انظر لوامع البدر ورقة: 77] ). [التعليق على القول الوجيز: ؟؟]


رد مع اقتباس