عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 25 شعبان 1434هـ/3-07-2013م, 05:39 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 2,167
افتراضي

مشبه الفاصلة المعدود والمتروك
مشبه الفاصلة المعدود والمتروك
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودا بإجماع تسعة مواضع:
{لهم عذاب شديد}
{إن الدين عند الله الإسلام}
{في الأميين سبيل}
{أفغير دين الله يبغون}
{أولئك لهم عذاب أليم}
{من استطاع إليه سبيلا}
{من بعد ما أراكم ما تحبون}
{يوم التقى الجمعان}
{متاع قليل}
). [البيان: 143]

قَالَ القَاسِمُ بنُ فِيرُّه بنِ خَلَفٍ الشَّاطِبِيُّ (ت: 590هـ): (وأسقط شديد وانتقام فعد والسما ....... ء الحكيم قبل الألباب ذا خبر
وبعد الرجيم اعد د حساب مع الدعا ....... مع الصالحين اعدد يشاء على الإثر
والانجيل وإسرائيل غير الثلاث دع ....... في الاعراف مع طه مع الشعرا الغر
سبيل فدع يبغون الإسلام ما يشا ....... تحبون ثان مع أليم حذا النصر
بذات الصدور قبله تعلمون للـ ....... ـعبيد يليه صادقين لدى النهر
ولا تخلف الميعاد قبل الثواب في الـ ....... ـبلاد المهاد بعده غير مغتر).[ناظمة الزهر: 77-83]

قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (...وفيها ما يشبه الفواصل وليس معدودًا باتفاق تسعة مواضع :
{لهم عذاب أليم}
{إنَّ الدين عند الله الإسلام}
{في الأميين سبيل}
{
أفغير دين الله يبغون
}
{أولئك لهم عذاب أليم}
{من استطاع إليه سبيلاً}
{من بعدما أراكم ما تحبون}
{يوم التقى الجمعان}
{متاع قليل}) .[منار الهدى: 69]
- قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ): (ص: وأسقط شديد وانتقام فعد والسما ....... ء الحكيم قبل الألباب ذا خبر
وبعد الرجيم اعدد حساب مع الدعا ....... مع الصالحين أعدد يشاء على الإثر
اللغة: الخبر بضم الخاء وسكون الباء العلم. والأثر بكسر الهمزة وسكون الثاء العقب.
الإعراب: واسقط شديد: أمرية ومفعولها المحكي. وانتقام مفعول مقدم لعد والفاء زائدة. و(السماء) و(الحكيم) عطف على المفعول بإسقاط العاطف في الثاني. و(قبل الألباب) حال من الحكيم. وذا خبر حال من فاعل عد. (وبعد الرجيم) متعلق بمحذوف حال من حساب الواقع مفعولاً لا عدد.
(مع الدعاء) حال من حساب أيضًا «مع الصالحين» حال من يشاء الواقع مفعولاً لا عدد الثاني. على الأثر حال من يشاء.
المعنى: أمر الناظم بترك عد {إن الذين كفروا لهم عذاب شديد} للكل كما يعلم ذلك من الإطلاق وقوله وانتقام فعد الخ أمر بعد جميع ما ذكره وهو {والله عزيز ذو انتقام} و{إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء} و{لا إله إلا هو العزيز الحكيم} الذي بعده هو الذي أنزل عليك الكتاب الآية.
وهذا معنى قوله قبل الألباب، وفيه إشارة إلى أن رأس الآية التي بعد الحكيم {وما يذكر إلا أولوا الألباب} وقوله ذا خبر أي عد ذلك حال كونك ذا علم ومعرفة بمبادئ الآيات ومقاطعها، وفيه إشارة أيضًا إلى ما ذكر فيه رأس الآية الأخيرة فإنه ورد مدحًا من الله تعالى للراسخين في العلم، وقوله وبعد الرجيم اعدد الخ أمر بعد {إن الله يرزق من يشاء بغير حساب} الذي وقع بعد {وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم} وكذا {إنك سميع الدعاء} وأيضًا {ونبيا من الصالحين} وكذلك {الله يفعل ما يشاء} الذي جاء عقبه فهذه كلها معدودة بالاتفاق كما علم ذلك من الإطلاق ونبه عليها الناظم لما قد يتوهم فيها من عدم عدها. فإن {ذو انتقام} مبني على الألف فقد يظن فيه كونه ليس برأس آية نظرًا لفقده الموازنة لما قبله، وكذا السماء والحكيم الذي قبل الألباب فقد يتوهم إسقاطها أيضًا لذلك، ولعدم المساواة في الطول والقصر، وأيضًا {إن الله يرزق من يشاء بغير حساب} و{إنك سميع الدعاء} و{ونبيا من الصالحين} و{الله يفعل ما يشاء} نبه عليها لدفع هذا التوهم أيضًا لعدم الموازنة وعدم المساواة وقوله «على الإثر» احتراز من يشاء الثاني وهو {الله يخلق ما يشاء} فإنه متروك للجميع.
ص: والإنجيل إسرائيل غير الثلاث دع ....... في الأعراف مع طه مع الشعرا الغر
اللغة: النمر جمع غراء بمعنى المضيئة وهو وصف للسور الثلاث.
الإعراب: والإنجيل مفعول مقدم لدع. وإسرائيل عطف عليه بإسقاط العاطف، وغير حال من إسرائيل، وإن كان مضافًا ولكنه لتوغله في الإبهام لا يتعرف بالإضافة فكان نكرة فصح وقوعه حالاً، وقوله في الأعراف بدل من الثلاث على المعنى إذ الأصل غير ذات الثلاث والإضافة على معنى في، أي غير إسرائيل الواقعة في الثلاث، ومع طه حال من الأعراف ومع الشعراء حال من الأعراف أيضًا.
المعنى: أمر بترك عد لفظ إنجيل الواقع في القرآن غير ما سبق من الموضعين السابقين وغير ما يأتي في سورة الحديد وعلم هذا الاستثناء بقرينة ما تقدم في السورة وما يأتي في الحديد. وبترك عد إسرائيل في جميع القرآن كذلك إلا ما سبق أيضًا، وما سيأتي التنبيه عليه في السجدة والزخرف وإلا ما وقع في السور الثلاث التي ذكرها، وعلم هذا التقييد من قرينة ما ذكره في هذه السورة وما سيذكره في السجدة والزخرف وما صرح به هنا من استثناء السور الثلاث.
وإنما ارتكبنا ذلك التأويل في البيت لئلا يرد ما في الحديد من لفظ إنجيل فإنه مختلف فيه وليس بمتروك إجماعًا. ولئلا يرد كذلك ما في الأعراف {يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل} فكان ظاهر الكلام يقتضي عده ولو للبعض مع أنه متروك إجماعًا. ويرد على لفظ إسرائيل نقضًا ما في سورتي السجدة والزخرف لأنه وقع في غير الثلاث المستثناة. وهو معدود بالإجماع فيهما كما نص عليه في السورتين. فلهذا أولنا البيت هذا التأويل. وجعلنا الاستثناء وهو غير قيدًا للكلمة الثانية تعويلاً على ما ذكره وما سيذكره. وتصحيحًا للكلام. والحاصل أن لفظ إنجيل مختلف فيه في الموضعين السابقين. وكذا في موضع الحديد وما عدا هذه المواضع الثلاث متروك بالاتفاق في هذه السورة وغيرها في جميع القرآن وأن لفظ إسرائيل مختلف فيه في الموضع الذي ذكره في هذه السورة وفي الموضع الثالث في الأعراف، وفي موضع طه الذي سيذكره ومتفق على عده في الموضع الأول والثاني في الأعراف. وكذا متفق على عده كيف وقع في سورة الشعراء وأيضًا في السجدة والزخرف وما عدا هذه المواضع كلها فمتفق على تركه. وهذا معنى قوله «إسرائيل غير الثلاث دع» أي فما في هذه السور الثلاث من لفظ إسرائيل معدود باختلاف أو اتفاق. وقد ينقض هذا بأن يقال إن ما استثناه غير صحيح بعد هذا التأويل فإنه ينقض بقوله تعالى في الأعراف {وجاوزنا ببني إسرائيل البحر} وفي طه {يا بني إسرائيل قد أنجيناكم} الآية فهما متروكان اتفاقًا.
والاستثناء يعطي أن كل ما في السور الثلاث معدود اتفاقًا أو اختلافًا. ويجاب عن هذا بأنه لا يتوهم فيما ذكرناه في الأعراف وطه كونهما فاصلتين لعدم تمام الكلام وعدم المساواة. مع فقد ما في طه المشاكلة لفواصل سورتها. وإنما خص السور الثلاث بالذكر لكثرة وقوع لفظ إسرائيل فيها.
ص: سبيل فدع يبغون الإسلام ما يشاء ....... تحبون ثانٍ مع أليم حذا النصر
اللغة: حذاء الشيء جهته.
الإعراب: سبيل مفعول مقدم لدع والفاء فيه زائدة. ويبغون وما بعده عطف عليه بإسقاط العاطف. وثان حال من تحبون وحذفت منه الياء للضرورة ومع أليم حال من المفعول وقوله «حذا النصر» ظرف مكان متعلق بمحذوف حال من أليم.
المعنى: أمر الناظم بعدم عد الكلمات المذكورة وإن توهم كونها رؤوس آيات. وهي {ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل} {أفغير دين الله يبغون} {إن الدين عند الله الإسلام} {الله يخلق ما يشاء} في قصة مريم، وإنما حملناها على ذلك لأن الأولى تقدم الكلام عليها. {وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون} وهو الموضع الثاني المراد بقوله ثان المحترز به عن الأول وقد سبق الكلام عليه {أولئك لهم عذاب أليم} الذي بعده {وما لهم من ناصرين} وهذا معنى قوله حذا النصر. وقيد بذلك احترازا عن غيره من المواضع المعدودة بالإجماع.
ص: بذات الصدور قبله تعملون للعبيد ....... يليه صادقين لدي النهر
ولا تخلف الميعاد قبل الثواب في ....... البلاد المهاد بعده غير مغتر
اللغة: النهر بفتح النون وسكون الهاء الزجر. ومغتر من الاغترار وهو الانخداع بما لا يبقى.
الإعراب: بذات الصدور من ألفاظ القرآن مبتدأ. وقبله تعملون اسمية مقدمة الخبر وهي خبر المبتدأ الأول. وللعبيد مبتدأ وجملة يليه صادقين خبره. ولدي النهر ظرف متعلق بمحذوف حال من صادقين. ولا تخلف الميعاد مبتدأ قبل الثواب خبره. في البلاد مبتدأ. والمهاد بعده مبتدأ وخبر خبر الأول.
وقوله غير مغتر. حال من فاعل فعل محذوف أي افهم ذلك حال كونك بعيدًا عن الغرور وفيه مناسبة للآية التي ذكر فيها النهي عن الغرور وهي قوله تعالى {لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد}.
المعنى: بين المصنف في هذين البيتين أن بعض الآيات قد يكون أطول من بعض فيتوهم أن الآية الطويلة آيتان أو أكثر فرفع هذا الوهم بالنص على أواخرها ورءوسها وتلك عادته فقال «بذات الصدور الخ» معناه أن الآية التي رأسها {والله عليم بذات الصدور} رأس الآية التي قبلها {والله خبير بما تعملون} وبذلك تعين مبدأ الآية التي آخرها بذات الصدور وهو {ثم أنزل عليكم}. فهي آية واحدة وإن كانت أطول مما قبلها وما بعدها. وكذلك قوله تعالى {وأن الله ليس بظلام للعبيد} رأس الآية التي بعدها {إن كنتم صادقين} فيكون مبدؤها {الذين قالوا إن الله عهد إلينا} - الآية: هي آية واحدة وإن كانت أطول مما قبلها وما بعدها وعلم من هذا أن هذه الآيات الطويلة ليس في أثنائها فواصل وإن كان فيها ما يشبه الفواصل وقوله لدي النهر زيادة بيان في المراد من الآية وإشارة إلى ما ورد فيها من الزجر والتوبيخ لليهود على قولهم {إن الله عهد إلينا} – الآية.
وقوله {ولا تخلف الميعاد} - الخ. معناه أن قوله تعالى {إنك لا تخلف الميعاد} رأس آية ورأس الآية بعده {والله عنده حسن الثواب}. ولا يضر تفاوتهما طولا وقصرًا وعلم من هذا أن قوله تعالى {جنات تجري من تحتها الأنهار} ليس برأس عند الجميع وإن كان يشبه الفواصل. ثم بين أن الآية التي بعد قوله تعالى {والله عنده حسن الثواب}. رأسها في البلاد. وهي آية قصيرة فربما يتوهم أنها ليست فاصلة مع كونها معدودة بالإجماع. وكذلك الآية التي بعد في البلاد آية قصيرة أيضًا ورأسها وبئس المهاد. – والله أعلم). [معالم اليسر:77-84]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (مشبه الفاصلة المعدود: ثلاثة عشر موضعًا:
الأول {القيوم} هنا دون طه.
الثاني: {ذو انتقام}
والثالث: {ولا في السماء}
الرابع: {العزيز الحكيم}
الخامس: {بغير حساب} في قصة زكريا وبعده {هنالك} وأما {ترزق من تشاء بغير حساب} فلا شبهة فيه
السادس: {إنك سميع الدعاء}
السابع: {ونبيًا من الصالحين} وبعده {قال رب} في قصة زكريا أيضًا،
الثامن: {الله يفعل ما يشاء} وبعده [قال رب] وهذه المواضع لمَّا لم تكن موازنة لما قبلها ولما بعدها قد يُظن أنها ليست رؤوس آيات مع أنها معدودة باتفاق
التاسع: {بذات الصدور} أي التي أولها {ثم أنزل عليكم}
وآخرها {بذات الصدور} وهي أطول من الآية التي بعدها
العاشر: {بظلام للعبيد} أي التي أولها ذلك وهي أقصر من الآية التي بعدها
الحادي عشر: {الميعاد} أي الآية التي أولها {رَبَّنَا وَآتِنَا} وهي أقصر من التي بعدها
الثاني عشر: {فِي الْبِلَادِ} أي الآية التي أولها {لَا يَغُرَّنَّكَ} وهي أقصر من الآية التي قبلها
الثالث عشر: {الْمِهَاد} أي الآية التي أولها {مَتَاعٌ قَلِيلٌ} وهي قصيرة أيضًا.
مشبه الفاصلة المتروك: عشرة:
الأول:{ لِلنَّاسِ} هنا نحو {هُدًى لِلنَّاسِ} و{وُضِعَ لِلنَّاسِ} و{أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}
الثاني: {لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ}
الثالث: {عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}
الرابع: {اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} وبعده {إِذَا قَضَى}
الخامس: لفظ {الإنجيل} غير الموضعين المتقدمين نحو {وَمَا أُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ وَالْإِنجِيلُ} وكذا في غير هذه السورة نحو {وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ} بالمائدة {حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ} في [التوبة] وأما {وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ} في الحديد ففيه اختلاف، وسيأتي في سورته إن شاء الله تعالى
السادس: {فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ}
السابع: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ}
الثامن: {أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
التاسع: إسرائيل في قوله تعالى {كان حلا لبني إسرائيل} هنا وأما ما وقع في الأعراف وطه والشعراء فهي رؤوس آيات بعضها باتفاق وبعضها باختلاف وكذا ما وقع في آلم السجدة والزخرف وستأتي في سورها إن شاء الله تعالى
العاشر: {ما أراكم تحبون} وقد أشار الشاطبي إلى القسمين بقوله:

………… ثم لِلنَّاسِ أَسْقَطُوا(5) ....... وَعَنْ كُلِّ القَيُّوْمِ فَاعْدُدْهُ فِي الزُّهْرِ
والسْقِطْ شَدِيْدٌ وَانْتِقَامٍ فَعُدّ والسَّـ ....... ـمَاءِ الحَكِيْمُ قَبْلَ الأَلْبَابِ ذَا خُبْرِ
وَبَعْدَ الرَّجِيْمِ اعْدُدْ حِسَابٍ مَع الدُّعَا ....... مَعَ الصَّالِحِيْنَ اعْدُدْ يَشَاءُ عَلَى الإِثْرِ(6)
وَالإِنْجِيْلَ إِسْرَائِيْلَ غَيْرَ الَّلاثِ دَعْ ....... فِي الأَعْرَافِ مَعْ طَهَ مَعَ الشُّعَرَا الغُرِّ
سَبِيْلٌ فَدَعْ يَبْغُوْنَ الإِسْلامَ مَا يَشَا ....... تُحِبُّوْنَ ثَانٍ مَعْ أَلِيْمٌ حَذَا النَّصْرِ
بِذَاتِ الصُّدُوْرِ قَبْلَهُ تَعْمَلُوْنَ لِلْـ ....... ـعَبِيْدِ يَلِيْهِ صَادِقِيْنَ لِدَى النَّهْرِ(7)
وَلا تُخْلِفُ المِيْعَادِ قَبْلَ الثَّوَابِ فِي الْـ ....... ـبِلادِ المهَادِ بَعْدَهُ غَيْرَ مُغْتَرِّ).[القول الوجيز: 176-178]
- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): (
(5) هذا شروع من الناظم في بيان مشبه الفواصل المعدود والمتروك للجميع في سورة آل عمران ووجه التنبيه على لفظ {القيوم} عدم مساواته لآي السور مع وجود الخلف في نظيره في سورة البقرة، والزهر: جمع زهراء وأريد بها هنا الآيات، ووجه التنبيه على عد {ذو انتقام} {ولا في السماء} {العزيز الحكيم} {بغير حساب} {ونبيًا من الصالحين} {يفعل ما يشاء} لما قد يتوهم فيها من عدم عدها نظرًا لفقدها الموازنة، فنبه على عدها دفعًا لهذا التوهم.
وقوله: الخبر بضم الخاء وسكون الباء أي العلم، [ترتيب القاموس: ج2/6].
(6) قوله: (الإثر) بكسر الهمزة وسكون الثاء أي العقب، وقوله: (بعد الرجيم): قيد لقوله (حساب) كلمة (الصالحين) هي التي في الموضع الأول لكون الناظم ذكرها بعد كلمة الدعاء وأما الموضع الثاني [الآية: 46] فلا شبهة فيها.
وقوله: (الغر) جمع غراء بمعنى المضيئة وهو وصف للسور الثلاث. [ترتيب القاموس: 3/380].
وقوله: (حذا النصر) أراد به الموضع الواقع قبل قوله: (وما للهم من ناصرين) احتراز عن مثل قوله تعالى:{ولهم عذاب أليم} فإنه رأس أية باتفاق، وقيد الناظم (تحبون) بقوله ثانٍ للإحتراز عن الأول.
(7) قوله: (النهر) بفتح النون وسكون الهاء أي الزجر، ومغتر من الاغترار وهو الانخداع بما لا يبقى. انظر [ترتيب القاموس: ج3/610].
والشارح رحمه الله تعالى لم يتعرض لذكر الغرض من هذين البيتين بما فيه الكفاية ولقد بين المصنف فيهما أن بعض الآيات قد يكون أطول من بعض فيتوهم أن الآية الطويلة آيتان أو أكثر فرفع هذا الوهم بالنص على آخرهما ورأسهما، وتلك عادته فقال: بذات الصدور قبله الخ، ومعنى هذا أن الآية التي رأسها {والله عليم بذات الصدور} رأس الآية التي قبلها {والله خبير بما تعملون} وبذلك تعين مبدأ الآية التي آخرها {بذات الصدور} وهو {ثم أنزل عليكم} الخ فهي أية واحدة وإن كانت أطول مما قبلها وما بعدها وأيضًا فإن قوله تعالى: {ليس بظلام للعبيد} رأس أية يليها الآية التي آخرها لفظ صادقين، فيكون مبدؤها {الذين قالوا أن الله عهد إلينا} الآية فهي أية واحدة، وإن كانت أطول مما قبلها وما بعدها وهكذا عادة الناظم ينبه في كل سورة على أطول آياتها دفعًا للوهم وللتنبيه على أنه ليس في أثنائها فواصل وإن كان فيها ما يشابهها.
وقوله: {ولا تخلف الميعاد} الخ، معناه: أن قوله تعالى: {لا تخلف الميعاد} قبل الآية التي فاصلتها {حسن الثواب} رأس أية بالاتفاق أي أولها {رنبا وآتنا} وآخرها لفظ {الميعاد} مع أن الآية التي تليها وهي أية {فاستجاب لهم} اطول منها، وأخبر الناظم أيضًا أن قوله تعالى: {كفروا في البلاد} وقوله تعالى: {وبئس المهاد} رأسا أية بالاتفاق مع أنهما أقصر من أخواتهما.
وقوله: {بعده غير مغتر} أراد به أن هذه الآية في المغترين أي المغرورين بالحياة الدنيا، والتي بعدها وهي قوله تعالى: {لكن الذين اتقوا} في الذين لم يغتروا بها.). [التعليق على القول الوجيز: 174-179]
قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ) : (قلت:
وغير شام أول الإنجيل عد ...... والثان للكوفي به قد انفرد
وغيره الفرقان إسرائيلا ....... للبصر والحمصي عند الأولى
وأقول: أفاد البيت الأول أن غير الشامي من علماء العدد عد لفظ الإنجيل في الموضع الأول وأعنى به قوله تعالى: {وأنزل التّوراة والأنجيل} أول السورة فالشامي لا يعده، والتقييد بالأول لإخراج الموضع الثاني. وقد ذكرته بقولي: " والثان للكوفي به قد انفرد" أي أن الكوفي قد انفرد بعد لفظ الإنجيل في الموضع الثاني وهو قوله تعالى: {ويعلّمه الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} فيكون هذا الموضع متروكا لغير الكوفي من أهل العدد. وقولي: "وغيره الفرقان" الضمير فيه يعود على الكوفي، والمعني أن غير الكوفي يعد قوله تعالى: {وأنزل الفرقان} فيكون غير معدود للكوفي. ثم بينت أن كلمة "إسرائيل" الأولى تعد للحمصي والبصري ولا تعد لغيرهما، والمراد بها قوله تعالى: {ورسولًا إلى بني إسرائيل} والتقييد بالأولى لإخراج غيرها من المواضع المتروكة إجماعا وهما موضعان في آية {كلّ الطّعام كان حلاًّ لبني إسرائيل إلّا ما حرّم إسرائيل}.
قلت:
مما تحبون لمك أثبت ....... وللدمشقي كذا مع شيبة
وأقول: أمر الناظم -عفا الله عنه- بإثبات عد قوله تعالى: {حتّى تنفقوا ممّا تحبّون} للمكي والدمشقي وشيبة بن نصاح. من أهل المدينة. فيكون غير معدود للبصري والكوفي والحمصي وأبي جعفر من أهل المدينة. وتقييد هذا الموضع بكلمة {ممّا} لإخراج الموضعين الآخرين في السورة وهما {قل إن كنتم تحبّون اللّه} و{من بعد ما أراكم ما تحبّون} فإنهما متروكان بالاتفاق.
قلت: مقام إبراهيم للشامي ورد ....... كذا أبو جعفر أيضا في العدد
وأقول: قوله تعالى: {فيه آياتٌ بيّناتٌ مقام إبراهيم} ورد عده للشامي وأبي جعفر فيكون متروكا للباقين، "تتمة" أماكن الخلاف في هذه السورة سبعة {الم} و{وأنزل التّوراة والإنجيل} و{أنزل الفرقان} و{والحكمة والتّوراة والإنجيل} و{ورسولًا إلى بني إسرائيل} و{حتّى تنفقوا ممّا تحبّون} و{مقام إبراهيم} ولا يخفى عليك العادون والتاركون في كل موضع من هذه المواضع والله أعلم). [نفائس البيان:32- 33]م


رد مع اقتباس