عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 25 شعبان 1434هـ/3-07-2013م, 05:09 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 2,167
افتراضي

مشبه الفاصلة المعدود والمتروك
مشبه الفاصلة المعدود والمتروك
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودا بإجماع ستة مواضع:
{فلا تبغوا عليهن سبيلا}
{لولا أخرتنا إلى أجل قريب}

{و للناس رسولا}
{والله يكتب ما يبيتون}

{واتبع ملة إبراهيم حنيفا}
{ولا الملائكة المقربون}
). [البيان: 146]

قَالَ القَاسِمُ بنُ فِيرُّه بنِ خَلَفٍ الشَّاطِبِيُّ (ت: 590هـ): (تعولوا لكل ثم دع نحلة لهم ...... وما في الوصايا غير ثنتين يا ذخري
وعدوا شهيدا في الجميع وآية الد ......ديات أطالوها وقل آية السكر
يقينا طريقا قل عظيما وأسقطوا ...... رسولا حنيفا مع سبيلا لدى الهجر
ومعها قريب مع قليل والأقربو ...... ن دع مع سواء كي تساوى من يدري). [ناظمة الزهر: 85-86]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): ( ... وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا منها إجماعًا ستة مواضع :
{فلا تبغوا عليهن سبيلاً}
{إلى أجل قريب}
{وأرسلناك للناس رسولاً}
{والله يكتب ما يبيتون}
{واتبع ملة إبراهيم حنيفًا}
{ولا الملائكة المقربون}).
[منار الهدى: 95]
- قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ): (ص: تعولوا لكل ثم دع نحلة لهم ...... وما في الوصايا غير ثنتين يا ذخرى
وعدوا شهيدًا في الجميع وآية الد ....... ديات أطالوها وقل آية السكر
يقينا طريقا قل عظيما وأسقطوا ....... رسولا حنيفا مع سبيلا لدي الهجر
ومعها قريب مع قليل والأقربو ....... ن دع مع سواء كي تساوى من يدري
اللغة: الذخر ما يدخره الإنسان لوقت الحاجة إليه، والهجر الترك، يدري يعلم.
الإعراب: تعولوا لكل جملة اسمية ثم للعطف ودع أمرية ونحلة مفعولها ولهم متعلق بدع وما نافية، وفي الوصايا غير ثنتين اسمية مقدمة الخبر، ودعوا شهيدا في الجميع فعلية ومفعولها وفي الجميع حال المفعول، وآية الديات أطالوها، جملة اسمية وقل أمرية وآية مبتدأ خبره محذوف أي كذلك أطالوها والجملة مقول القول، يقينا عطف على شهيدا بحذف العاطف وكذلك طريقا، وقل أمرية اعتراضية وعظيما معطوف كذلك، وأسقطوا الخ جملة فعلية وما بعدها مفعولها والمعطوف عليه وقوله مع سبيلا حال من حنيفا، وقوله لدي الهجر ظرف مكان حال من سبيلا، ومعها قريب اسمية مقدمة الخبر والواو للحال من هذه الكلمات المذكورة وضمير معها يعود عليها أيضا، ومع قليل حال من قريب، والأقربون مفعول مقدم لدع ومع سواء حال من المفعول. وكي تعليلية متعلقة بدع، وتساوى منصوب بأن مضمره بعدها ومن اسم موصول مفعول تساوى وجملة يدري صلة الموصول.
المعنى: شروع في الكلام على شبه الفاصلة المعدود اتفاقًا والمتروك كذلك، وعلى ما في السورة من طوال الآيات وقصارها على عادته، فأفاد أن قوله تعالى {ذلك أدنى ألا تعولوا} معدود للكل وإن لم يكن مشاكلا لفواصل السورة في الزنة، ووجه عدة النص لأنه العمدة في هذا العلم ثم أمر بترك عد {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة} للجمع، وذلك لعدم مشاكلته لفواصل السورة وإن تم عنده الكلام وهذا وجه التنبيه عليه، ومعنى قوله «وما في الوصايا الخ» أن قوله تعالى {يوصيكم الله في أولادكم} إلى {والله عليم حليم} ليس فيه إلا فاصلتان الأولى إن الله كان عليما حكيما.
والثانية {والله عليم حليم} فهما آيتان طويلتان وإن وقع في أثنائهما ما يشبه الفاصلة ولذلك نبه الناظم بما تقدم، وسماهما آية الوصايا لأن الوصية ذكرت فيهما غير مرة، وقوله وعدوا شهيدا الخ. معناه أن لفظ شهيدا حيث وقع في هذه السورة معدود للجميع ونبه على هذا لأنه في بعض المواضع وقع رأس آية قصيرة فربما توهم كونه ليس برأس لوجود القصر مثل {وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} {ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا} وقوله وآية الديات الخ. معناه أن الآية التي ذكرت فيها الديات وهي {وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ}، الآية وآية السكر وهي {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} الآية كلتاهما آية طويلة، اعتبرها أهل العد كذلك ولم يعدوا فواصل في أثنائهما، وآخر الأولى {وكان الله عليما حكيما} وآخر الثانية {إن الله كان عفوا غورا} وقوله «يقينا الخ» معناه أن قوله تعالى {وما قتلوه يقينا} معدود للكل وإن كان ما بعده آية قصيرة، وكذا قوله تعالى {ولا ليهديهم طريقا} معدود للكل وإن تعلق بما بعده ولهذا نبه عليه وأيضًا قوله تعالى {عظيما} معدود كيف وقع في هذه السورة وعلم ذلك العموم من الإطلاق ونبه على هذا لأن بعضه وقع في موضع يوهم كونه غير فاصلة وهو {وقولهم على مريم بهتانا عظيما} فإنه رأس آية قصيرة وما بعده عطف على ما قبله وقوله «وأسقطوا الخ». بعد أن تكلم على شبه الفاصلة المعدود أخذ في بيان تتميم الكلام على المشبه المتروك فأفاد أن {وأرسلناك للناس رسولا} لم يعده أحد لأنه لو عد لصار ما بعده آية قصيرة، وكذا {واتبع ملة إبراهيم حنيفا} متروك للجميع للعلة السابقة. وأيضًا {فلا تبغوا عليهن سبيلا} لما تقدم وقيده بقوله لدي الهجر احترازًا عن غير هذا الموضع فإنه معدود إجماعًا وقوله لدي الهجر معناه أنه المراد سبيلا المذكور في الآية التي ذكر فيها الأمر بهجر النساء، وقوله ومعها قريب الخ. معناه أن {لولا أخرتنا إلى أجل قريب} {قل متاع الدنيا قليل} وكذا الأقربون حيث وقع في هذه السورة كل هذا متروك للجميع، ومعنى قوله {مع سواء} أن قوله تعالى {فتكونون سواء} لم يعده أحد وإن أشبه فواصل السورة في بنائها على الألف لكنه ترك لمخالفته لها في الزنة، ولما يترتب على عده من عدم مساواة آيته لغيرها من آيات السورة، وقوله كي تساوي من يدري، تعليل حث على معرفة الفواصل المعدودة والمتروكة والمختلف فيها حتى يرتفع الطالب إلى مستوى أهل العلم «تنبيه» ترك الناظم مما يشبه الفواصل وهو متروك {والله ما يكتب ما يبيتون} {ولا الملائكة المقربون}).[معالم اليسر85-88]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (مشبه الفاصلة ثمانية: "أحديهن قنطار، عليهن سبيلا، أجل قريب، للناس رسولا، لمن ليبطئن، يكتب ما يبيتون، ملة إبراهيم حنيفا، المقربون" وعكسه أربعة: "ألا تعولوا، مريئا، أجرا عظيما، ليهديهم طريقا"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/501] (م)
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (مشبه الفاصلة المعدود أربع: الأول: {شَهِيدًا} في المواضع الخمسة هنا، وكذا ما جاء منه في جميع السور.
الثاني: (عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا) وإن كان متعلقًا بما بعده.
الثالث: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} وإن كان متعلقًا بما بعده أيضًا.
الرابع: {ويَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا} وإن كان متعلقًا بما بعده أيضًا.
وفيها أربع آيات طوال:
الأولى: أولها {يُوصِيكُمْ اللَّهُ} وآخرها {حَكِيمًا}
والثانية: أولها {وَلَكُمْ نِصْفُ} وآخرها {حَلِيْمٌ} وهما آيتا المواريث
والثالثة: أولها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ} وآخرها {غَفُورًا} وهي آية السكر
والرابعة: أولها {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ} وآخرها {حَكِيمًا} وهي آية الديات(4).

مشبه الفاصلة المتروك ثمان:
الأول: {صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً}
الثاني {وَالْأَقْرَبُونَ} في المواضع الأربعة
الثالث: (عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا)
الرابع: {إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ}
الخامس: {مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ
السادس:
{لِلنَّاسِ رَسُولًا}
السابع: {فَتَكُونُونَ سَوَاءً}
الثامن: {مِلَّةَ إبراهيم حَنِيفًا}
وإلى القسمين أشار الشاطبي بقوله:

تَعُوْلُوْا ثُمَّ دَعْ نِحْلَةً لَهُمْ ....... وَمَا فِي الوَصَايَا غَيْرُ ثِنْتَيْنِ يَا ذُخْرِي (5)
وَعَدُّوا شَهِيْدَاً فِي الجَّمِيْعِ وِآيَة الدْ ....... ديِاتِ أَطَالُوهَا وَقُلْ آَيَة السُّكْرِ
يَقِيْنَاً طَرِيْقَاً قُلْ عَظِيْمَاً وَأَسْقَطُوا ....... رَسُولًا حَنِيْفَاً مَع سَبِيْلًا لَدَى الهَجْرِ
وَمَعْهَا قَرِيْبٍ مَع قَلِيْلٍ والأَقْرَبُو ....... نَ دَعْ مَعْ سَوَاءً كَي تُسَاوِيَ مَنْ يَدْرِي
(6) ).[القول الوجيز: 182-183]
- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): ( (4) فهذه آيات طوال نبه عليها الناظم لدفع توهم من يظن أن في أثنائها فاصلة وإن كان فيها ما يشبه الفاصلة.
(5) قوله: يا ذخري، الذخر ما يدخره الإنسان لوقت الحاجة إليه من الأشياء النافعة.
والهجر: الترك. يدري: يعلم، وقوله لدى الهجر: معناه أن المراد سبيلًا المذكور في الآية التي ذكر فيها الامر بهجر النساء، وفي هذه السورة كلمتان متشابهتان رأس الآية وليست رأس آية وهما {وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ} وقوله تعالى: {وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} فذكرهما الداني ولم يذكرهما الشاطبي، ولعله لم يذكرهما لأنهما لا يشبهان فواصل سورتهما. [انظر بيان الداني مخطوط ورقة 48].
(6) تكميل: اتفق العدد الحمصي مع العدد الدمشقي في جميع آيات هذه السورة في العدد والترك، والله أعلم). [التعليق على القول الوجيز: 181-183]


رد مع اقتباس