مواضع اختلاف العدد
مواضع اختلاف العدد
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (اختلافها أربع آيات:
{وجعل الظلمات والنور} عدها المدنيان والمكي ولم يعدها الباقون
{قل لست عليكم بوكيل} عدها الكوفي ولم يعدها الباقون
{كن فيكون}
{إلى صراط مستقيم} الثاني بعده {دينا قيما} لم يعدهما الكوفي وعدها الباقون
وكلهم عد {إلى صراط مستقيم} الأول). [البيان: 151]
قَالَ القَاسِمُ بنُ فِيرُّه بنِ خَلَفٍ الشَّاطِبِيُّ (ت: 590هـ): (مع الهون طين يسمعون ومنذريــ ....... ـن تدعون دع مع قد هدان ولا يثريشفيع حميم مع أليم يليهما ....... وهارون الاخرى تعلمون فخذ إصري).[ناظمة الزهر:91- 93]
- قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ): (ص: مع الهون طين يسمعون ومنذرين...... تدعون دع مع قد هدان ولا يثرى
....... شفيع حميم مع أليم يليهما....... وهارون الأخرى تعلمون فخذ إصري
... ثم بين المختلف فيه فأفاد أن قوله تعالى {وجعل الظلمات والنور} يعده الحجازي ويتركه غيرهم. وأن قوله تعالى: {قل لست عليكم بوكيل} يعده الكوفي وحده. وقيد وكيل بالأول احترازًا عن غيره المعدود بالإجماع. وأن قوله تعالى {ويوم يقول كن فيكون} وقوله تعالى {قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم} يتركهما الكوفي ويعدهما غيره وقيد مستقيم بأخيرًا احترازًا عن. وهديناهم إلى صراط مستقيم المعدود بالإجماع، وفي الحشر: معناه في جمع الآيات عند الكوفي. وجه من عد النور المشاكلة لفواصل السورة، ووجه من لم يعدها عدم المساواة لما بعدها. وعدم استقلالها عنه ووجه عد وكيل الأول المشاكلة والاتفاق على عد نظائره ووجه تركه عدم الموازنة لما قبله وما بعده وقصر الآية التي بعده ووجه عد فيكون الإجماع على عد نظيره مع وجود المشاكلة ووجه من لم يعده عدم المساواة، ووجه عد مستقيم المشاكلة والإجماع على عد مثله ووجه عدم عدة شدة تعلقه بما بعده:
«تنبيه» يمكنك استخراج المتفق عليه في كل سورة بأن ننظر في المختلف فيه وتأخذ ما يعده واحد من أهل العدد وتطرحه من أصل عدد السورة عنده فيكون الباقي هو المتفق عليه بينهم مثلا الكوفي هنا يعد السورة مائة وخمسا وستين وهو يعد واحدة من المختلف فيه فإذا طرحت واحدة من خمس وستين يكون الباقي أربعا وستين وهو المتفق عليه.) [معالم اليسر:91-93]
قالَ أبو الفَرَجِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَلِيٍّ ابنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ) : (اختلافها أربع آيات:
عد المكي والمدنيان {وجعل الظلمات والنور} آية، فاختلف عن المدني الأول في قوله {من طين} فروي أنهم كانوا يعدونها آية، فمن عدها آية لم يعد {وجعل الظلمات والنور} آية.
وعد الكوفي {قل لست عليكم بوكيل} آية.
وعد الشامي والمكي والمدنيان والبصري {ويوم يقول كن فيكون} آية.
وعدوا أيضا: {قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم} آية.
وترك الكوفي هاتين الآيتين.) [فنون الأفنان:278-327]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (سورة الأنعام: {وجعل الظلمات والنور} [الآية الأولى] للمدنيين والمكي.
{لست عليكم بوكيل} [الآية: 66] للكوفي.
{ويوم يقول كن فيكون} [الآية: 73] أسقطها الكوفي وحده، وكذلك {إلى صراط مستقيم} [الآية: 161].
اختلافها أربع آيات...). [جمال القراء:1/202]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (... اختلافهم في أربع آيات:
{وجعل الظلمات والنور} عدها المدنيان والمكي
{قل لست عليكم بوكيل}
وكلهم عدّ {إلى صراط مستقيم الأول} ...) . [منار الهدى: 127]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (خلافها خمس، وجعل الظلمات والنور حرمي، من طين مدني، أول بوكيل كوفي، فيكون وربي إلى صراط مستقيم غيره). [إتحاف فضلاء البشر: 2/5] (م)
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (اختلافهم في أربعة مواضع:
الأول: {وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} عده المدنيان والمكي لمشاكلته لما بعده ولم يعده الباقون لاتصال الكلام وعدم الموازنة لما بعده
الثاني: {قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ} في الموضع الأول عده الكوفي للمشاكلة ولانعقاد الإجماع على عد نظيرَيْه في هذه السورة ولم يعده الباقون لعدم المساواة لما بعده من الآيات
والثالث: {كُنْ فَيَكُونُ} عده غير الكوفي للمشاكلة ولانعقاد الإجماع على عد نظائره في جميع ما وقع في القرآن ولم يعده الكوفي لعدم الموازنة في طرفيه
والرابع: {هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} عده غير الكوفي أيضًا لانعقاد الإجماع على عد نظائره ولم يعده الكوفي لتعلق ما بعده به وهو قوله تعالى {دِينًا قِيَمًا} وهذا معنى قول الشاطبي:
وَالأَنْعَامُ فِي الكُوفِي سَنَا هَدْيُ قَصْدِهِ ...... وَصَدْرٌ زَكَا والنُّوْرُ فَاعْدُدْ عَنِ الصَّدْرِ
وَكِيْل لِكُوْفٍ أَوَّلًا فَيَكُوْنُ مُسْـ ....... ـتَقِيْمٍ أَخِيْرًَا دَعْهُمَا عَنْهُ فِي الحَشْرِ(1)).[القول الوجيز: 189-190]
- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): ( (1) قوله: (سنا هدي قصده) بيان لعد آيات هذه السورة عند الكوفي، دلت عليه السين والهاء والقاف فالسين بـ 60 والهاء بـ 5 والقاف بـ 100.
وقوله: (وصدر) يعني المدنيان والمكي، وعدد آيات هذه السورة عندهم مائة وسبع وستون كما تدل عليه الزاي من (زكا) فيكون عدد السورة عند باقي العلماء وهما البصري والشامي مائة وست وستون عملًا بقاعدة ما قبل اخرى الذكر.
(والسنا) هو البرق إذا أضاء. (والهديُ) مصدر بمعنى الهُدى، وزكا، زاد والحشر الجمع انظر [ترتيب القاموس: ج2 ص 635]...). [التعليق على القول الوجيز: 190]
قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ) : (قلت:قد عد والنور لدى مكيهم ....... والمدني الأول والثاني وسم
وأقول: المعنى أن قوله تعالى:{وجعل الظّلمات والنّور} معدود عند المكي والمدنيين الأول والثاني فلا يكون معدودا عند البصري والشامي والكوفي.
قلت:
وبوكيل أولا كوف يرى ....... وغيره في مستقيم آخرا
كفيكون الدين شام بصري ....... ثم تعودون لكوف يجري
وأقول: أخبرت في شطر البيت الأول أن الكوفي يرى عد "بوكيل" في أول المواضع وهو قوله تعالى: {قل لست عليكم بوكيل} ومفهوم هذا أن غير الكوفي يسقط هذا الموضع من العدد. وتقييدي له بأولا لإخراج الموضع الثاني وهو قوله تعالى: {وما أنت عليهم بوكيلٍ} فإنه مجمع على عده، ثم ذكرت في الشطر الثاني أن غير الكوفي يرى عد لفظ مستقيم آخر المواضع وأعني به قوله تعالى آخر السورة: {قل إنّني هداني ربّي إلى صراطٍ مستقيمٍ} وقولي: "كفيكون" معناه أن غير الكوفي أيضا يعد "فيكون" في قوله تعالى: {ويوم يقول كن فيكون} كما يعد مستقيم السابق الذكر. وعلم من هذا أن الكوفي يترك عد هذين الموضعين. وتقييد مستقيم بالآخر للاحتراز عن الموضعين السابقين في السورة وهما {ومن يشأ يجعله على صراطٍ مستقيمٍ} و{وهديناهم إلى صراطٍ مستقيمٍ} فإنه متفق على عدهما. وقولي: "الدين شام بصري الخ" بيان للفواصل المختلف فيها في سورة الأعراف وجملتها أربعة ذكرت الموضع الأول منها بقولي: الدين شام بصري. أي أن قوله تعالى: {وادعوه مخلصين له الدّين} معدود للشامي والبصري ومتروك لغيرهما ثم ذكرت الموضع الثاني بقولي: ثم تعودون إلخ، أي أن قوله تعالى: {كما بدأكم تعودون} يجري عده للكوفي ولا يجري لغيره.
قلت:
واعدد من النار وإسرائيل في ....... ثالثها عن الحجازي اقتفي
وأقول هذا بيان للموضعين الباقيين في سورة الأعراف فأمرت بعد قوله تعالى:
{فآتهم عذابًا ضعفًا من النّار} وقوله تعالى: {وتمّت كلمت ربّك الحسنى على بني إسرائيل} وهو ثالث مواضع إسرائيل للحجازي ولا يعزب عن ذهنك أن المراد به المدنيان والمكي واحترزت بقولي في ثلثها أي ثلث مواضع إسرائيل عن الموضع الأول والثاني المتفق على عدهما والموضع الأول {فأرسل معي بني إسرائيل} والثاني {ولنرسلنّ معك بني إسرائيل} والحاصل أن المواضع المختلف فيها في سورة الأنعام أربعة {والنّور} و{بوكيل} و{فيكون} و{مستقيم} والمواضع المختلف فيها في الأعراف خمسة {المص} و{له الدّين} و{تعودون} و{على بني إسرائيل} و{من النّار} ولا يغيب عنك العادون والتاركون لجميع ما ذكر). [نفائس البيان: 34-36]