عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 17 شعبان 1434هـ/25-06-2013م, 09:10 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جواب الاستفهام

جواب الاستفهام
1- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ. تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ. يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [10:61-12]
في سيبويه [
449:1]: «ومما جاء من هذا الباب في القرآن وغيره قوله عز وجل: {هل أدلكم على تجارة تنجيم من عذاب أليم. تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم} فلما انقضت الآية قال: (يغفر لكم)».
وفي المقتضب [
82:2]: «وقال الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم}. ثم ذكرها فقال: {تؤمنون بالله} فلما انقضى ذكرها قال: {يغفر لكم} لأنه جواب لهل».
وفي المقتضب [
135:2]: «وإنما انجزم جواب الاستفهام، لأنه يرجع من الجزاء إلى ما يرجع إليه جواب الأمر والنهي... فأما قول الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم} ثم قال: {تؤمنون بالله ورسوله} فإن هذا ليس بجواب، ولكنه شرح ما دعوا إليه، والجواب: {يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم}».
وفي معاني القرآن للفراء [
154:3]: «وقوله: {يغفر لكم} جزمت في قراءتنا في (هل)، وفي قراءة عبد الله للأمر الظاهر لقوله: {آمنوا}».
وفي هذه النصوص يتبين لنا أن جزم قوله تعالى: يغفر: إنما كان لأنه جواب الاستفهام عند سيبويه والمبرد والفراء. وقد اعترض بعضهم على هذا الرأي بأن الدلالة على الإيمان والجهاد لا تستوجب المغفرة.
قال الأنباري في البيان [
436:2]: «زعم قوم أن (يغفر) مجزوم لأنه جواب الاستفهام، وليس كذلك، لأنه لو كان كذلك لكان تقديره: إن دللتكم على فتجارة يغفر لكم، وقد دل كثيرًا على الإيمان، ولم يؤمنوا، ولم يغفر لهم».
وقد شرح كونه جوابًا للاستفهام مكي بن أبي طالب فقال في المشكل [
375:2]: «جواب الاستفهام محمول على المعنى، لأن المعنى: هل تؤمنون بالله وتجاهدون يغفر لكم، لأنه قد بين التجارة بالإيمان والجهاد، فهي هما، فكأنهما قد لفظ بهما في موضع التجارة بعد (هل) فحمل الجواب على ذلك المعنى».
وانظر الكشاف [
526:4-527]
نسب إلى المبرد القول بأن (يغفر) جواب (تؤمنون) بمعنى آمنون
ابن الشجري في أماليه [
279:1]، ومكي في المشكل [374:2]، وأبو حيان في البحر [263:8]، الرضي [247:2-248]


رد مع اقتباس