عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 17 شعبان 1434هـ/25-06-2013م, 02:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي وي

وي
{وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [82:28]
في سيبويه [
290:1]: «وسألت الخليل عن قوله: (ويكأنه لا يفلح) وعن قوله: (ويكأن الله) فزعم أنها مفصولة من (كأن) والمعنى على أن القوم انتبهوا فتكلموا على قدر علمهم، أو نبهوا فقيل لهم: أما يشبه أن يكون ذا عندكم هكذا والله أعلم. وأما المفسرون فقالوا: ألم تر أن الله».
وفي تعليق السيرافي: قال أبو سعيد في (ويكأن) ثلاثة أقوال:
أحدهما: قول الخليل: تكون "وّىْ" كلمة تندم يقولها المتندم، ويقولها المندم غيره، ومعنى (كأن التحقيق).
الثاني: قول الفراء: تكون "ويك" موصولة "بالكاف" و"أن" منفصلة، ومعناها عنده تقرير، كقولك: أما ترى.
الثالث: يذهب إلى أن "ويك" بمعنى "ويلك" وجعل "أن" مفتوحة بفعل مضمر، كأنه قال:
"ويلك" أعلم أن الله».
وفي معاني القرآن للفراء [
312:2]: «وقوله: (ويكأ، الله) في كلام العرب تقرير، كقول الرجل: أما ترى إلى صنع الله، وأنشدني:
وي كأن من يكن له نشب يحبب ..... ومن يفتقر يعش عيش ضر
قال الفراء: وأخبرني شيخ من أهل البصرة قال: سمعت أعرابية تقول لزوجها: أين ابنك "ويلك"؟ فقال: ويكأنه وراء البيت، معناه: أما ترينه وراء البيت.
وقد يذهب بعض النحويين إلى أنهما كلمتان: يريد: ويك أنه، أراد ويلك، فحذف "اللام"، وجعل "أن" مفتوحة بفعل مضمر، كأنه قال: "ويلك" أعلم أنه وراء البيت، فأضمر (أعلم).
ولم نجد العرب تعمل الظن والعلم بإضمار مضمر في "أن". وذلك أنه يبطل إذا كان بين الكلمتين، أو في آخر الكلمة، فلما أضمره جرى مجرى الترك؛ ألا ترى أنه لا يجوز الابتداء أن تقول: يا هذا أنك قائم، ولا يا هذا أن مت، تريد علمت أو أعلم، أو ظننت أو أظن.
وأما حذف "اللام" من "ويلك" حتى تصير "ويك" فقد تقوله العرب لكثرتها في الكلام. قال عنترة:
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ..... قيل الفوارس ويك عنتر أقدم
وقد قال آخرون: إن معنى "وي كأن" أن "وي" منفصلة من "كأن"؛ كقولك للرجل: "وي"، أما ترى ما بين يديك، فقال: "وي"، ثم، استأنف "كأن" يعني (كأن الله يبسط الرزق) وهي تعجب و"كأن" في مذهب الظن والعلم. فهذا وجه مستقيم. ولم تكتبها العرب منفصلة، ولو كانت على هذا لكتبوها منفصلة. وقد يجوز أن تكون كثر بها الكلام فوصلت بما ليس منه، كما اجتمعت العرب على كتاب (يا ابن آم) (يا بنؤ)».
وفي المشكل [
165:2]: «أصلها "وي" منفصلة من "الكاف". قال سيبويه عن الخليل في معناها: إن القوم انتبهوا أو نبهوا، فلما انتبهوا قالوا: "وي"، وهي أعني "وي" كلمة بقولها المتندم إذا أظهر ندامته.
وقال الفراء: "وي" متصلة "بالكاف"، وأصلها "ويلك" إن الله، ثم حذف "اللام"، واتصلت "الكاف" ب"وي". وفيه بعد في المعنى والإعراب، لأن القوم لم يخاطبوا أحدًا، ولأن حذف "اللام" من هذا الا يعرف، ولأنه كان يجب أن تكون "إن" مكسورة؛ إذ لا شيء يوجب فتحها».
وفي البيان [
237:2]: «"ويكأ"،: اختلفوا فيه: فمنهم من قال "وي" منفصلة من "كأن" وهي اسم سمي الفعل به، وهو أعجب، وهي كلمة يقولها المتندم إذا ظهر ندامته. و(كأن الله) لفظة لفظ التشبيه، وهي عارية عن معنى التشبيه، ومعناه: إن الله، كقول الشاعر:
كأنني حين أمسي لا تكلمني .... متيم يشتهي ما ليس موجودًا
وهذا مذهب الخليل وسيبويه.
وذهب أبو الحسن الأخفش إلى أن "الكاف" متصلة "بوي"، وتقديره: "ويك" أعلم أن الله، و"ويك": كلمة تقرير، و"أن" المفتوحة بتقدير أعلم، وهو كقولك للرجل: أما ترى إلى صنع الله وإحسانه، وكقول الشاعر:
وي كأن من يكن له نشب يحبب .... ومن يفتقر يعش عيش ضر
ويحكى أن أعرابية قالت لزوجها: أين ابنك؟ فقال: ويكأنه وراء البيت.
وذهب الفراء إلى أن "وي" متصلة "بالكاف" وأصلها "ويلك"، وحذفت "اللام"، وهو ضعيف، لن القوم لم يخاطبوا واحدًا، ولأن حذف "اللام" من هذا لا يعرف».
وفي الكشاف[
434:3-435]: «"وي" مفصولة عن "كأن" وهي كلمة تنبه على الخطأ وتندم، ومعناه أن القوم قد تنبهوا على خطئهم في تمنيهم وقولهم: (يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون) وتندموا ثم قالوا: (كأنه لا يفلح الكافرون) أي ما أشبه الحال بأن الكافرين لا ينالون الفلاح وهو مذهب الخليل وسيبويه.
وحكى الفراء أن أعرابية قالت لزوجها: أين ابنك؟ فقال: "وي" كأنه وراء البيت.
وعند الكوفيين أن "ويك" بمعنى "ويلك" وأن المعنى: ألم تعلم أنه لا يفلح الكافرون، ويجوز أن تكون "الكاف" "كاف" الخطاب مضمومة إلى "وي"، كقوله: "ويك" عنتر أقدم.
وأنه بمعنى لأنه، و"اللام" لبيان القول لأجله هذا القول، أو لأنه لا يفلح الكافرون كان ذلك، وهو الخسف بقارون».
وفي البحر [
135:7]: «و "وي" عند الخليل وسيبويه اسم فعل مثل "صه" و"مه"، ومعناها: أعجب. قال الخليل: وذلك أن القوم ندموا فقالوا متندمين على ما سلف منهم: "وي"، وكل من ندم فأظهر ندامته قال: "وي" و"كأن" هي "كاف" التشبيه الداخلة على "إن" وكتبت متصلة "بكاف" التشبيه لكثرة الاستعمال.
وحكى الفراء أن امرأة قالت لزوجها: أين ابنك؟ فقال: "ويكأنه" وراء البيت.
وقال الأخفش: هي "ويك"، وينبغي أن تكون "الكاف" حرف خطاب، ولا موضع له من الإعراب ومنه قول عنترة.
قال الأخفش: و"أن" عنده مفتوحة بتقدير العلم، أي أعلم أن الله وقال الشاعر:
ألا ويك المضرة لا تدوم ..... ولا يبقى على البؤس النعيم
وذهب الكسائي وينس وأبو حاتم وغيرهم إلى أن أله "ويلك" فحذفت "اللام" و"الكاف" في موضع جر بالإضافة. فعل المذهب الأول قيل: تكون "الكاف" خالية من معنى التشبيه، وعلى المذهب الثاني فالمعنى: أعجب لن الله، وعلى المذهب الثالث تكون "ويلك" كلمة تحزن، والمعنى أيضًا لأن الله.
وقال أبو زيد وفرقة معه: "ويكان" حرف واحد بجملته، وهو بمعنى: ألم ترو بمعنى (ألم تر) قال ابنعباس والكسائي وأبو عبيد».
وفي المحتسب[
155:2-156]: «ومن ذلك قراءة يعقوب: "ويك" يقف عليها، ثم يبتدي فيقول: "أنه" وكذلك الحرف الآخر مثله.
قال أبو الفتح: في "ويكأنه" ثلاثة أقوال:
منهم من جعلها كلمة واحدة، فقال: "ويكأنه" فلم يقف على "وي". ويعقوب- على ما مضى- يقول: "ويك"، وهو مذهب أبي الحسن.
والوجه فيه عندنا قول الخليل وسيبويه، وهو أن "وي" على قياس مذهبهما اسم سمي به الفعل في الخبر، فكأنه اسم (أعجب) ثم ابتدأ فقال: (كأنه لا يفلح الكافرون) و(وي كأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده) فـ "كأن" هنا إخبار عار من معنى التشبيه. ومعناه: أن الله يبسط الرزق لمن يشاء. ومما جاءت فيه "كأن" عارية عن معنى التشبيه ما أنشدناه أبو علي:
كأني حين أمسي لا تكلمني .... متيم يشتهي ما ليس موجود
أي أنا حين أمسي متيم من حالي كذا.. وكذا.
ومن قال: إنها "ويك" فكأنه قال: أعجب لأنه لا يفلح الكافرون وأعجب لأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده، وهو قول أبي الحسن، وينبغي أن تكون "الكاف" هنا حرف خطاب لا أسمًا، بل هي بمنزلة "الكاف" في ذلك وأولك..
وقال الكسائي- فيما أظن-: أراد: "ويلك" ثم حذف "اللام"، وهذا يحتاج إلى خبر نبي ليقبل».
وانظر ابن خالويه: [
113-114]، والمغني: [210، 344، 409]، وابن يعيش [76:4-78]، وأمالي الشجري[5:2-7]


رد مع اقتباس