عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 17 شعبان 1434هـ/25-06-2013م, 01:41 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي هل جاءت (ولكن) عاطفة للمفرد في القرآن؟

هل جاءت (ولكن) عاطفة للمفرد في القرآن؟
{وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى} [69:6]
في معاني القرآن للزجاج [
286:2]: «{ذكرى}: يجوز أن تكون في موضع رفع ونصب: فمن نصب فالمعنى: ولكن ذكروهم ذكرى. ومن رفع فعلى وجهين: أحدهما: ولكن عليكم أن تذكروهم؛ كما قال: {إن عليك إلا البلاغ} وجائز أن يكون ولكن الذي تأمرون به ذكرى».
وفي معاني القرآن للفراء [
330:1]: «{ذكرى}: في موضع نصب أو رفع، النصب بفعل مضمر، أي ولكن نذكرهم ذكرى، والرفع على قوله: {ولكن} هو (ذكرى)». مشكل القرآن [271:1]
وفي الكشاف [
35:2]: «فإن قلت: ما محل (ذكرى)؟ قلت: يجوز أن يكون نصبًا على: ولكن يذكرونهم ذكرى، أي تذكيرًا، ورفعًا على: ولكن عليهم ذكرى.
ولا يجوز أن يكون عطفًا على محل (من شيء) كقولك: ما في الدار من أحد ولكن زيد، لأن قوله: (من حسابهم) يأبى ذلك».
وفي البحر [
154:4]: «كأنه تخيل أن في العطف يلزم القيد الذي في المعطوف عليه، وهو (من حسابهم)، لأنه قيد في شيء، فلا يجوز عنده أن يكون من عطف المفردات، عطفًا على (من شيء) على الموضع، لأنه يصير التقدير عنده: ولكن ذكرى من حسابهم، وليس المعنى على هذا.
وهذا الذي تخيله ليس بشيء، لأنه لا يلزم في العطف بـ (ولكن) ما ذكر. تقول: ما عندنا رجل سوء ولكن رجل صدق، وما عندنا رجل من تميم ولكن رجل من قريش، وما قام من رجل عالم ولكن رجل جاهل. فعلى هذا الذي قررناه يجوز أن يكون من عطف الجمل كما تقدم، ويجوز أن يكون من عطف المفردات، والعطف إنما هو للواو، ودخلت (لكن) للاستدراك».


رد مع اقتباس