عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م, 04:25 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي توكيد الجملة

توكيد الجملة
1- {لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون}. [141:2]
{ولكم ما كسبتم}: جملة توكيدية لما قبلها، لأنه قد أخبر أن كل واحد مختص بكسبه من خير وشر البحر [
405:1]
2- {ولو شاء الله ما اقتتل الذي من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا}.
قيل: كررت الجملة توكيدًا للأولى، وقيل لا توكيد، لاختلاف المشيئتين، فالأولى ولو شاء الله أن يحول بينهم وبين القتال بأن يسليهم القوى والعقول.
والثانية لو شاء الله أن يأمر المؤمنين بالقتال ولكن أمر وشاء أن يقتتلوا.
البحر [
274:2]
3- {ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون. يستبشرون بنعمة من الله وفضل} [170:3-171]
وفي الكشاف [
440:1]: «وكرر (يستبشرون) ليعلق به ما هو بيان لقوله (ألا إيمانهم يجب في عدل الله وحكمته أن يحصل لهم ولا يضيع».
وفي البحر [
116:3]: «وهو على طريقة الاعتزال في ذكر وجوب الأجر وتحصيله على إيمانهم.
وسلك ابن عطية طريقة أهل السنة، فقال: أكد استبشارهم بقوله: (يستبشرون) ثم بين بقوله (وفضل) إدخالهم الجنة الذي هو فضل منه لا بعمل أحد...
وقال غيرهما: هو بدل من الأول، فلذلك لم يدخل عليه واو العطف.
ومن ذهب إلى أن الجملة حال من الضمير في (يحزنون) و(يحزنون) هو العامل فيها فبعيد عن الصواب لأن الظاهر اختلاف المنفي عنه الحزن والمستبشر، ولأن الحال قيد، والحزن ليس بمقيد.
والظاهر أن قوله (يستبشرون) ليس بتوكيد للأول، بل هو استئناف متعلق بهم أنفسهم لا بالذين لم يحلقوا بهم، فقد اختلف متعلق الفعلين، فلا تأكيد، لأن هذا المستبشر به هو لهم، وهو نعمة الله عليهم وفضله».
4- {ولما جاء أمرنا نجينا هودًا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ}. [58:11]
في البحر [
235:5]: «والظاهر تعلق (برحمة منا) بقوله: (نجينا) أي نجيناهم بمجرد رحمة من الله لحقتهم، لا بأعمالهم الصالحة أو كنى بالرحمة عن أعمالهم الصالحة، إذ توفيقهم لها إنما هو بسبب رحمته تعالى إياهم، ويحتمل أن يكون متعلقًا بآمنوا، أي أن إيمانهم بالله وبتصديق رسله إنما هو برحمة الله تعالى إياهم، إذ وفقهم لذلك، وتكررت النتيجة على سبيل التوكيد، ولقلق (من) لولا صفت (منا)، فأعيدت النتيجة، وهي الأولى.
أن تكون هذه النتيجة هي من عذاب الآخرة، ولا عذاب أغلظ منه، فأعيدت لأجل اختلاف متعلقيها». وانظر الكشاف [
405:2]
5- {فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا} [5:94-6]
الظاهر أن التكرار للتوكيد، وقيل تكرار اليسر باعتبار المحل، فيسر في الدنيا ويسر في الآخرة البحر-[
488:8]
6- {اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق} [1:96-3]
يجوز أن يكون (خلق) الثاني تفسير الخلق الأول، ويجوز أن يكون حذف المفعول من الأول، تقديره: خلق كل شيء، لأنه مطلق يتناول كل مخلوق ويجوز أن يكون توكيدًا لفظيًا أكد الصلة وحدها. الجمل [
552:4]
7- {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا} [93:5]
كررت هذه الجمل على سبيل المبالغة والتوكيد في هذه الصفات، ولا ينافى التوكيد العطف بثم فهو نظير قوله: {كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون}.
واذهب قوم إلى تباين هذه الجمل بحسب ما قدروا من متعلقات الأفعال فالمعنى: إذا ما اتقوا الشرك والكبائر وآمنوا الإيمان الكامل وعملوا الصالحات. ثم اتقوا: ثبتوا وداموا على هذه الحال، ثم اتقوا وأحسنوا ثبتوا على اتقاء المعاصي وأحسنوا أعمالهم وأحسنوا إلى الناس، وقيل: غير هذا مما لا إشعار للفظ به. البحر [
16:4]
8- {أولى لك فأولى. ثم أولى لك فأولى} [34:75-35]
الكلمة الأولى من هاتين تأكيد للأولى، والثانية تأكيد للثانية. الجمل [
443:4]
في البيان [
78:2]: «حذف خبر أولى الثانية للعلم به من الأولى».
9- {كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون} [4:78-5]
الثانية مؤكدة، وجيء بثم للدلالة بأن الوعيد الثاني أشد من الأول، وهو توكيد لفظي كما زعمه ابن مالك، ولا يضر توسط حرف العطف، والنحويون يأبون هذا، ولا يسمونه إلا عطفًا، وإن أفاد التوكيد. الجمل [
463:4]
10- {كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون} [3:102-4]
الجمهور على أن التكرار للتوكيد. قال الزمحشري: والتكرار تأكيد للردع والإنذار، و(ثم) دلالة على أن الإنذار الثاني أبلغ من الأول وأشد، كما تقول للمنصوح: أقول لك ثم أقول لك لا تفعل. البحر [
5:8]، الكشاف [792:4]
11- {قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد....} [1:109-2]
في البحر [
521:8-522]: «للمفسرين في هذه الجمل أقوال:
أحدهما: أنها للتوكيد، فقوله: {ولا أنا عابد ما عبدتم} توكيد لقوله: {لا أعبد ما تعبدون}. وقوله: {ولا أنتم عابدون ما أعبد} ثانياً تأكيد لقوله: {ولا أنتم عابدون ما أعبد} أولا. والتوكيد في لسان العرب كثيرًا جدًا... وفائدة هذا التوكيد قطع أطماع الكفار وتحقيق الأخبار بموافاتهم على الكفر، وأنهم لا يسلمون أبدًا.
والثاني: أنه ليس للتوكيد، واختلفوا، فقال الأخفش: المعنى: لا أعبد الساعة ما تعبدون، ولا أنتم عابدون السنة ما أعبد، ولا أنا عابد في المستقبل ما عبدتم، ولا أنتم عابدون في المستقبل ما أعبد، فزال التوكيد، إذ تقيدت كل جملة بزمان مغاير.
وقال أبو مسلم: "ما" في الأوليين بمعنى الذي، والمقصود المعبود، و"ما" في الأخريين مصدرية، أي لا أعبد عبادتكم المبنية على الشك وترك النظر، ولا أنتم تعبدون عبادتي المبنية على اليقين...
وقال الزمخشري: لا أعبد: أريد به العبادة فيما يستقبل، لأن "لا" لا تدخل إلا على مضارع في فعل الاستقبال، كما أن "ما" لا تدخل إلا على مضارع في معنى الحال والمعنى: لا أفعل في المستقبل ما تطلبون منى من عبادة آلهتكم، ولا أنتم فاعلون فيه ما أطلب منكم من عبادة إلهي ولا أنا عابد ما عبدتم، أي وما كنت قط عابدًا فيما سلف ما عبدتم، يعني: لم تعهد مني عبادة صنم في الجاهلية، فكيف ترجى مني في الإسلام، ولا أنتم عابدون ما أعبد أي وما عبدتم في وقت ما أنا على عبادته».


رد مع اقتباس