عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م, 03:49 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي متى تقوم الصفة مقام الموصوف

متى تقوم الصفة مقام الموصوف
في المقتضب [293:4-294]: «وإنما امتنع من أنك لا تقيم الصفة مقام الموصوف، حتى تتمكن في بابها، نحو: مررت بظريف؛ ومررت بعاقل لأنها أسماء جارية على الفعل و(أيما رجل) إنما معناه كامل، فليس بمأخوذ من الفعل».
وفي المقرب لابن عصفور [
227:1-228]: «فإن كانت الصفة اسمًا لم يجز حذف الموصوف، وإقامة الصفة مقامه، إلا إذا كانت خاصة بجنس الموصوف؛ نحو قولك: مررت بكاتب، أو إذا كانت الصفة قد استعملت استعمال الأسماء، فلم يظهر موصوفها أصلاً، نحو: الأبطح والأبرق والأجرع».
وفي ابن يعيش [
60:3]: «وهذا باب واسع، يعني حذف الموصوف إذا كانت الصفة مفردة متمكنة في بابها غير ملبسة، نحو قولك: مررت بظريف ومررت بعاقل، وشبههما من الأسماء الجارية على الفعل. فأما إذا كانت الصفة غير جارية على الفعل، نحو مررت برجل أي رجل، وأيما رجل فإنه يمتنع حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه، لأن معناه: كامل، وليس لفظه من الفعل، وكذلك لو كانت الصفة جملة».
وفي البحر [
321:2]: «ولا يجوز ذلك إلا في ندور، لا تقول: رأيت أي رجل، تريد رجلاً أي رجل إلا في ندور نحو قول الشاعر:
إذا حارب الحجاج أي منافق ...... علاه بسيف كلما هز يقطع
يريد: منافقًا أي منافق».
وأقول: جاء حذف الموصوف بأي في قول جميل:
بثين لزمي (لا) إن (لا) إن لزمته ...... على كثرة الواشين أي معون
انظر ديوان جميل: [69]، وشواهد الشافية: [67-68]
وجاء أيضًا في قول الحماسي:
لقد كان للسارين أي معرس وقد كان للغادين أي مقيل
شرح الحماسة [83:3]، والكامل [180:8]
وفي الروض الأنف [
138:2]: «وفد على عمر بن عبد العزيز- رحمه الله- رجل من ذرية قتادة بن النعمان فسأله عمر: من أنت؟ فقال:
أنا ابن الذي سالت على الخد عينه ...... فردت بكف المصطفى أيما رد
1- {ولا تحزن عليه ولا تك في ضيق مما يمكرون}. [127:16]
قرئ (ضيق) بكسر الضاد، وهما مصدران كالقيل والقول عند بعض اللغويين. وقال أبو عبيدة: بفتح الضاد مخفف من ضيق، أي ولا تك في أمر ضيق. وقال أبو علي: الأحسن أن يكون الضيق لغة في المصدر لأنه إن كان مخففًا من ضيق لزم أن تقام الصفة مقام الموصوف إذا تخصص الموصوف وليس هذا موضع ذلك، والصفة تقوم مقام الموصوف إذا تخصص الموصوف من نفس الصفة، كما تقول. رأيت ضاحكًا، فإنما تخصص الإنسان، ولو قلت: رأيت باردًا لم يحسن. البحر [
550:5]، مجاز القرآن [369:1]، العكبري [46:2].
2- {ولا تكن في ضيق مما يمكرون} [70:27]
قرئ (ضيق) بفتح الضاد وكسرها، وهما مصدران عند أبي علي، ومنع أن يكون مفتوح الضاد مخففًا من ضيق، لأن ذلك يقتضي حذف الموصوف وإقامة صفته مقامه، وليست من الصفات التي تقوم مقام الموصوف باطراد، وأجاز ذلك الزمخشري قال: ويجوز أن يراد في أمر ضيق من مكرهم.
البحر [
95:7]، الكشاف [381:3]
3- {ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام} [32:42]
أصله السفن الجواري، حذف الموصوف وقامت الصفة مقامه، وحسن ذلك قوله: (في البحر) فدل ذلك على أنها صفة للسفن، وإلى فهي صفة غير مختصة، فكان القياس ألا يحذف الموصوف. ويمكن أن يقال: إنها صفة غالبة كالأبطح، فجاز أن تلي العوامل بغير ذكر الموصوف البحر [
520:7]
4- {وحملناه على ربك ألواح ودسر} [13:54]
هي السفينة التي أنشأها نوح، ويفهم من هذين الوصفين أنها السفينة، فهي صفة تقوم مقام الموصوف وتنوب عنه؛ نحو: قميصي مسرودة من حديد؛ أي درع، وهذا من فصيح الكلام وبديعه، ولو جمعت بين الصفة والموصوف لم يكن بالفصيح. البحر [
177:8]
أخذه من الكشاف [
433:4-435]


رد مع اقتباس