عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م, 03:13 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الوصف بالاسم الجامد

الوصف بالاسم الجامد
في المقتضب [258:3-260]«باب ما يقع في التعبير من أسماء الجواهر التي لا تكون نعوتًا.
تقول: مررت ببر قفيز بدرهم، لأنك لو قلت ببر قفيز كنت ناعتًا بالجوهر، وهذا لا يكون، لأن النعوت تحلية، والجواهر هي المنعوتات.
وتقول: العجب من بر مررنا به قفيزًا بدرهم. فإن قلت: كيف أجعله حالاً للمعرفة، ولا أجعله صفة للنكرة؟ فإن سيبويه اعتل في ذلك بأن النعت تحلية، وأن الحال مفعول فيها، وهذا على مذهبه صحيح بين الصحة. وشرح- وإن لم يذكره سيبويه- إنما هو موضوع في موضع قولك: مسعرًا. فالتقدير: العجب من بر مررنا به مسعرًا على هذه الحال.
وقد أجاز قوم كثير أن ينعت به، فيقال: هذا راقود خل، وهذا خاتم حديد.
وسنشرح ما ذهبوا إليه ونبين فساده على النعت، وجوازه في الإتباع لما قبله إن شاء الله.
ويقال للذي أجاز هذا على النعت: إن كنت سمعته من العرب مرفوعًا فإن رفعه غير مدفوع، وتأويله: البدل، لأن معناه: خاتم حديد، وخاتم من حديد؛ فيكون رفعه على البدل والإيضاح. فأما ادعاؤك أنه نعت- وقد ذكرت أن النعت إنما هو تحلية- فقد نقضت ما أعطيت. والعلة أنت ذكرتها، وإنما حق هذا أن تقول: راقود خلن أو راقد خلاً على التبيين، فهذا حق هذا. فإن اعتل بقوله: مررت برجل فضة خاتمه، ومررت برجل أسد أبوه- على قبحه فيما ذكره وبعد- فإن هذا في قولك: فضة خاتمه غير جائز إلا أن تريد شبيه بالفضة، ويكون الخاتم غير فضة، فهذا ما ذكرت لك أن النعت تحلية.
وعلى هذا: مررت برجل أسد أبوه، لأنه وضعه في موضوع شديد أبوه، ألا ترى أن سيبويه لم يجز: مررت بدابة أسد أبوها؛ إذا أراد السبع بعينه، فإذا أردت الشدة جاز على ما وصفت لك.. فحق الجواهر أن تكون منعوتة، ليعرف بعضها من بعض، وحق الأسماء المأخوذة من الأفعال أن تكون نعوتًا لما وصفت لك» وانظر ص[
341-342]، من هذا الجزء وانظر سيبويه [198:1]، [274]، [231].
وقال الرضي [
283:1]: «قال السيرافي: إذا قلت: مررت بسرج خز صفته، وبصحيفة طين خاتمها، وبرجل فضة حلية سيفه، وبدار ساج بابها، وأردت حقيقة هذه الأشياء لم يجز فيها غير الرفع، فيكون قولك: بدابة أسد أبوها، وأنت تريد بالأسد السبع بعينه، لن هذه جواهر، فلا يجوز أن ينعت بها. قال: وإن أردت المماثلة والحمل على المعنى جاز. هذا كلامه. قلت: وما ذكره خلاف الظاهر، لأن معنى (فضة حلية سيفه) أنها فضة حقيقة، وكذا في طين خاتمها، لكنه جوز على قبح الوصف بالجوهر على المعنى؛ بتأويل معمول من طين ومعمول من فضة، وقريب منه قولهم: مررت بقاع عرفج كله، أي كائن من عرفج، ومررت بقوم عرب أجمعون، أي كائنين عربًا أجمعون، وإن أريد التشبيه كان معنى بسرج خز صفته، أي بسرج لين صفته كالخز وليس بخز، وكذا: فضة حلية سيفه، أي مشرقة، وإن لم يكن فضة، وأما طين خاتمها فالتشبيه فيه بعيد».
1- {وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ} [16:34]
في الكشاف [
576:3]: «وجه من "نون" أن أصله: ذواتي أكل أكل خمط، فحذف المضاف؛ وأقيم المضاف إليه مقامه، أو وصف الأكل بالخمط كأنه قيل: ذواتي أكل بشع، ومن أضاف وهو أبو عمرو وحده فلأن أكل الخمط في معنى البرير».
وفي البحر [
271:7]: «والوصف بالأسماء لا يطرد، وإن كان قد جاء منه شيء، نحو قولهم: مررت بقاع عرفج كله، وقال أبو علي: البدل في هذا لا يحسن، لن الخمس ليس بالأكل نفسه. وهو جائز على ما قاله الزمخشري، لن البدل حقيقة هو ذلك المحذوف، فلما حذف أعرب ما قام بإعرابه. قال أبو علي: والصفة أيضًا كذلك، لأن الخمط اسم لا صفة، وأحسن ما فيه عطف البيان.
وهذا لا يجوز على مذهب البصريين، إذ شرط عطف البيان أن يكون معرفة وما قبله معرفة، ولا يجيز ذلك في النكرة من النكرة إلا الكوفيون، فأبو علي أخذ بقولهم في هذه المسألة، قرأ أبو عمرو أكل خمط؛ بالإضافة، أي ثمر خمط»


رد مع اقتباس