عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م, 02:05 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي حذف المضاف وبقاء المضاف إليه مجروراً

حذف المضاف وبقاء المضاف إليه مجروراً
1- {تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة} [67:8]
في المحتسب [
281:2- 282]: «ومن ذلك قراءة ابن جماز: (والله يريد الآخرة) يحملها على عرض الآخرة.
قال أبو الفتح: وجه جواز ذلك على عزته وقلة نظيره أنه لما قال: {تريدون عرض الدنيا} فجرى ذكر العرض قصار كأنه أعاره ثانياً فقال: عرض الآخرة، ولا ينكر نحو ذلك.
ألا ترى إلى بيت الكتاب:
أكل امرئ تحسبين امرأً ...... ونار توقد بالليل ناراً
وإن تقديره: وكل نار؛ فناب ذكره (كلا) في أول الكلام عن إعادتها في الآخرة، حتى كأنه قال: وكل نار، هرباً من العطف على عاملين، وهما (كل، وتحسبين)، وعليه بيته أيضاً:
إن الكريم وأبيك يعتمل إن لم يجد يوماً على من يتكل
أراد: من يتكل عليه، فحذف (عليه) من آخر الكلام، استغناء عنها بزيادتها في قوله: (على من يتكل)، وإنما يريد: إن لم يجد على من يتكل عليه... فعلى هذا جازت القراءة.
ولعمري إنه إذا نصب فقال على قراءة الجماعة: والله يريد الآخرة، فإنما يريد عرض الآخرة، إلا أنه يحذف المضاف ويقيم المضاف إليه مقامه في الإعراب».
اختلفوا في تقدير المضاف المحذوف: فمنهم من قدره: عرض الآخرة، وحذف لدلالة عرض الدنيا عليه. قال بعضهم: وقد حذف العرض في قراءة الجمهور، وأقيم إليه مقامه في الإعراب، فنصب وممن قدره: عرض الآخرة على التقابل الزمخشري، وقدره بعضهم: عمل الآخرة، وكلهم جعله كقوله:
ونار توقد بالليل ناراً
ويعنون في حذف المضاف فقط، وإبقاء المضاف إليه على جره، لأن جر مثل (نار) جائز فصيح، وذلك إذا لم يفصل بين المجرور وحرف العطف، أو فصل بلا، نحو: ما مثل زيد ولا أخيه يقولان ذلك، وتقدم المحذوف مثله لفظاً ومعنى، أما إذا فصل بينهما بغير "لا" كهذه القراءة فهو شاذ قليل.
البحر [
518:4- 519]
2- {فأجمعوا أمركم وشركاءكم} [71:10]
وفي البحر [
179:5]: «وقرأت فرقة: (وشركائكم) بالخفض عطفاً على الضمير في (أمركم) أي وأمر شركائكم، فحذف، كقول الآخر:
أكل امرئ تحسبين امرأ ونار توقد بالليل ناراً
أراد: وكل نار، فحذف (كل) لدلالة ما قبله عليه».


رد مع اقتباس