عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م, 01:40 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي اكتساب المضاف التذكير بالإضافة

اكتساب المضاف التذكير بالإضافة
1- {إن رحمة الله قريب من المحسنين} [56:7]
في معاني القرآن للفراء [
380:1-381]: «ذكرت قريبًا لأنه ليس بقرابة في النسب. قال: ورأيت العرب تؤنث القريبة في النسب لا يختلفون فيها، فإذا قالوا: دارك منا قريب؛ أو فلانة منك قريب في القرب والبعد ذكروا وأنثوا. وذلك أن القريب في المعنى، وإن كان مرفوعًا فكأنه في تأويل: هي من مكان قريب، فجعل القريب خلفًا من المكان...».
وفي معاني القرآن للزجاج [
380:1-381]: «إنما قيل: قريب؛ لأن الرحمة والغفران في معنى واحد؛ وكذلك كل تأنيث ليس بحقيقي. وقال الأخفش: جائز أن تكون الرحمة هاهنا في معنى المطر، وقال بعضهم: هذا ذكر ليفصل بين القريب من القرابة والقريب من القرب. وهذا غلط لأن كل ما قرب من مكان أو نسب فهو جار على ما يصيبه من التذكير والتأنيث».
وفي الكشاف [
11:2]: «وإنما ذكر (قريب) على تأويل الرحمة بالرحمة أو الترحم، أو لأنه صفة موصوف محذوف، أي شيء قريب، أو على تشبهه بفعيل الذي هو بمعنى مفعول، كما شبه ذاك به، فقيل: قتلاء وأسراء، أو على أنه بزنة المصدر الذي هو النقيض والضعيف، أو لأن تأنيث الرحمة غير حقيقي». وانظر البحر [313:4]، وأمالي الشجري [256:2-257]، والخصائص [412:2]، وقد نقل السيوطي حديثًا مطولاً عن هذه الآية لصاحب القاموس ولابن مالك ولابن هشام. انظر الأشباه والنظائر [97:3-117]
2- {فظلت أعناقهم لها خاضعين} [4:26]
يجوز أن يكون مما اكتسب فيه المضاف التذكير والعقل بالإضافة. البحر [
6:7]
3- {وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة} [76:28]
قرئ (لينوء) "بالياء"، وتذكيره راعي المضاف المحذوف وتقديره: إن حمل مفاتحه أو مقدارها أو نحو ذلك. وقال الزمخشري، ووجهه أن يفسر المفاتح بالخزائن، ويعطيها حكم ما أضيف إليه للملابسة والإيصال، كقولك: ذهبت أهل اليمامة.
يعني أنه اكتسب المفاتح التذكير من الضمير الذي لقارون، كما اكتسب أهل التأنيث بإضافته إلى اليمامة. البحر [
132:7]، الكشاف [430:3]، المحتسب [153:2-154]
4- {وما يدريك لعل الساعة قريب} [17:42]
في البيان [
346:2]: «ذكر (قريبًا) من أربعة أوجه:
الأول: أنه ذكر على النسب، وتقديره: ذات قرب، كقوله: {إن رحمة الله قريب}.
الثاني: أنه ذكر لأن التقدير: لعل وقت الساعة قريب.
الثالث: أنه ذكر حملاً على المعنى، لأن الساعة بمعنى البعث.
الرابع: أنه ذكر للفرق بيته وبين قرابة النسب».
وفي الكشاف [
217:4]: «الساعة في تأويل ابعث، فلذلك قيل: قريب، أو لعل مجيء الساعة قريب». البحر [513:7]


رد مع اقتباس