قوله تعالى: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ (11) بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13) وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (15) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ (18) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ (19) وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((خلقا أم من خلقنا) [11] وقف حسن. ومثله: (من طين لازب).
(وقالوا يا ويلنا) [20] وقف تام، فقالت الملائكة: (هذا يوم الدين. هذا يوم الفصل) [20، 21] ويجوز أن يكون: (هذا يوم الدين) [20] من كلام الكفرة لما عاينوا الحساب قالوا يا ويلنا هذا يوم الدين أي: يوم الحساب. فقالت الملائكة: (هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون) فالوقف من هذا المذهب على (الدين).)[إيضاح الوقف والابتداء:2/857 - 858]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ( {أم من خلقنا} كاف.
{من طينٍ لازبٍ} تام وقيل: كاف، وذلك على قراءة من قرأ (بل عجبت) بضم التاء. ومن قرأ بفتحها فهو متصل بما قبله من الخطاب.
{وقالوا يا ويلنا} تام، إذا جعل قوله: {هذا يوم الدين} من كلام الملائكة للكفار. وإن جعل من كلام الكفار فالتمام (يوم الدين) و(هذا) الثاني وما بعده من كلام الملائكة. {به تكذبون} تام، ورؤوس الآي بعد كافية.)[المكتفى:477 - 478]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({خلقنا- 11- ط} ثم الوقف المطلق على قوله: {أو آباؤنا الأولون- 17- }، والوقف على كل آية سوى: {لمبعوثون- 16- } جائز ضروري، وعلى قوله: {سحر مبين- 15- } أجوز [لابتداء الاستفهام] لغة، ووصله أولى لمعنى التحرز عن الابتداء بما لا يقوله مسلم.
{داخرون- 18- ج} للابتداء بـ{أن} مع دخول الفاء فيها. [{يعبدون- 22- لا}] مسئولون-24- لا} لأن المسئول عنه قوله: {مالكم...}. )[علل الوقوف:3/853 - 3/854]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (أم من خلقنا (كاف) ورسموا أم من مقطوعة أم وحدها ومن وحدها كما ترى
لازب (كاف) وتام عند أبي حاتم ومثله ويسخرون وكذا يذكرون
يستسخرون (جائز) ومثله مبين، لمبعوثون ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله والمعنى أو تبعث آباؤنا أيضًا استعبادًا
الأولون (كاف) ومثله داخرون ولا يوقف على نعم إن جعل ما بعدها جملة حالية أي تبعثون وأنتم صاغرون وإن جعل مستأنفًا حسن الوقف عليها
ينظرون (كاف) واختلف في يا ويلنا هل هو من كلام الكفار خاطب بعضهم بعضًا وعليه وقف أبو حاتم وجعل ما بعده من كلام الله أو الملائكة وبعضهم جعل هذا يوم الدين من كلام الكفار فوقف عليه وقوله هذا يوم الفصل من كلام الله وقيل الجميع من كلام الكفار
تكذبون (حسن)
وأزواجهم ليس بوقف لأن قوله وما كانوا يعبدون موضعه نصب بالعطف على وأزواجهم أي أصنامهم ولا يوقف على يعبدون لتعلق ما بعده به ولا على من دون الله لأن المراد بالأمر ما بعد الفاء وذلك أنه تعالى أمر الملائكة أن يلقوا الكفار وأصنامهم في النار
الجحيم (كاف) على استئناف ما بعده لأن المسؤل عنه قوله ما لكم لا تناصرون وهو (كاف) أيضًا
مستسلمون (حسن))[منار الهدى: 323]
- أقوال المفسرين