قوله تعالى: {فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (50) وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (52)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((بهذا الحديث) [44] حسن. [إيضاح الوقف والابتداء: 2/944]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({بهذا الحديث} كاف. ومثله {وأملي لهم}. {متينٌ} أكفى منهما. ومثله {يكتبون}.
{من الصالحين} تام.
{إنه لمجنون} كاف. {وما هو إلا ذكرٌ للعالمين} تام يعني القرآن).) [المكتفى: 583]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({بهذا الحديث- 44- ط} {لا يعلمون- 44- لا} للعطف.
{لهم- 45- ط} {مثقلون- 46- ج} كما ذكرنا في {أم}.
{الحوت- 48- م} لأن {إذ} ليس بظرف لما تقدمه، بل مفعول محذوف، أي: واذكر إذ. {مكظوم- 48- ط} لأن جواب {لولا} قوله: {لنبذ}.
{لمجنون- 51- م} لأنه لو وصل لصار ما بعده مقول الذين كفروا، وهو إخبار من الله مبتدأ. )
[علل الوقوف: 1037_1038]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (بهذا الحديث (كاف)
لا يعلمون (جائز)
وأملي لهم (أكفى) مما قبله
متين (كاف) ومثله مثقلون
يكتبون (تام)
الحوت (جائز) لأنَّ العامل في إذا المحذوف المضاف أي كحال أو قصة صاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم
مكظوم (كاف)
من ربه ليس بوقف لأنَّ جواب لولا هو ما بعدها وهو لنبذ
مذموم (حسن) على استئناف ما بعده
الصالحين (تام) للابتداء بالشرط
لمَّا سمعوا الذكر (جائز)
لمجنون (كاف) ولا يجوز وصله لأنَّه لو وصل لصار ما بعده من مقول الذين كفروا وليس الأمر كذلك بل هو إخبار من الله تعالى أنَّ القرآن ذكر وموعظة للإنس والجن فكيف ينسبون إلى الجنة من جاء به
آخر السورة (تام))
[منار الهدى: 402]
- تفسير