عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 5 شعبان 1434هـ/13-06-2013م, 09:45 AM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 2,167
افتراضي

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (69) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70) إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (71) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (72) ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73) مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ (74) ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (75) ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (76) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (77)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ({إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل (71)} وقف حسن.
ثم تبتدئ: {يسحبون في الحميم (71،72)}، وروي عن ابن عباس {والسلاسل يسحبون} على معنى «ويسحبون سلاسلهم في النار». ويجوز في العربية: {والسلاسل} بالخفض {يسحبون}. وقال بعض المفسرين: «في أعناقهم وفي السلاسل»، والخفض على هذا المعنى غير جائز لأنك إذا قلت: زيد في الدار. لم يحسن أن تضمر «في» فتقول: زيد الدار، ولكن الخفض جائز على معنى «إذ أعناقهم في الأغلال والسلاسل» فيخفض (السلاسل) على النسق على تأويل «الأغلال» لأن «الأغلال» في تأويل خفض كما تقول:

[إيضاح الوقف والابتداء: 2/873]
خاصم عبد الله زيد العاقلين، فتنصب «العاقلين»، ويجوز رفعهما لأن أحدهما إذا خاصم صاحبه فقد خاصمه صاحبه، أنشد الفراء:
قد سالم الحيات منه القدما = الأفعوان والشجاع الأرقما
فنصب الأفعوان «على الإتباع لـ «الحيات» لأن «الحيات» إذا سالمت القدم فقد سالمها القدم، فمن نصب {السلاسل} أو خفضها لم يقف عليها، والتمام على {كذلك يضل الله الكافرين}».
{ذلكم بما كنتم تفرحون (75)}، {ذلكم} مرفوع بإضمار «ذلكم لكم». والوقف على {تمرحون} حسن.
وعلى {المتكبرين (76)} تام ).[إيضاح الوقف والابتداء: 2/874]

قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({والسلاسل} كاف، وقيل: تام.
{بل لم نكن ندعو من قبل شيئًا} تام؛ لأنه انقضاء كلامهم، وتمام الفاصلة من قول الله تعالى.

[المكتفى: 495]
حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا يحيى بن سلام في قوله: {بل لم نكن ندعو من قبل شيئًا} أي: ينفعنا ولا يضرنا، قال الله تعالى: {كذلك يضل الله الكافرين} ثم رجع إلى قصتهم فقال: {ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون}.
{الكافرين} تام.
{تمرحون} كاف.

{المتكبرين} تام، وكذا رؤوس الفواصل بعد ).
[المكتفى: 496]

قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({في آيات الله (69)} ط؛ [لانتهاء الاستفهام] إلى ابتداء استفهام آخر.
{يصرفون (69)} ج؛ لأن «الذين» يصلح بدل الضمير في: «يصرفون»؛ ويصلح مبتدأ؛ والخبر: «فسوف»؛ لأن «الذين» لعمومه وإبهامه قد يفيد معنى الشرط، فيحسن في خبرها الفاء، على أن «سوف» للتهديد، فيحسن الابتداء به، فالأولى أن يجعل «الذين» بدلاً، ويوقف على: {رسلنا (70)}.
{يعلمون (70)} لا؛ لتعلق الظرف {والسلاسل (71)} ط، و: «يسحبون» مستأنف.
[{يسحبون (71)} لا].
{يسجرون (72)} ج؛ للآية مع العطف.
[{تشركون (73)} لا].
{من دون الله (74)} ط، {شيئا (74)} ط.
{تمرحون (75)} ج؛ للآية، مع اتصال الخطاب.
{خالدين فيها (76)} ج.
{حق (77)} ج؛ لأن «إما» شرط وقد دخله الفاء ).[علل الوقوف:
3/894 - 3/896]

قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): ({أنى يصرفون} تام إن جعلت الذين في محل رفع على الابتداء وإلى هذا ذهب جماعة من المفسرين لأنهم جعلوا الذين يجادلوا في آيات الله القدرية، وليس يصرفون بوقف إن جعل الذين كذبوا بدلاً من الذين يجادلون وإن جعل الذين كذبوا في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف أو في موضع نصب بتقدير أعني كان كافيًا.
{رسلنا} حسن، وقيل: كاف على استئناف التهديد.
{يعملون} ليس بوقف؛ لأنَّ {فسوف يعلمون} تهديد للمكذبين فينبغي أن يتصل بهم لأنَّ {إذ} منصوبة بقوله {فسوف يعلمون} فهي متصرفة، وجوزوا في {إذ} أن تكون بمعنى إذا لأنَّ العامل فيها محقق الاستقبال وهو {فسوف يعلمون} وغالب المعربين يقولون إذ منصوبة باذكر مقدرة ولا تكون حينئذ إلا مفعولاً به لاستحالة عمل المستقبل في الزمن الماضي.
{والسلاسل} تام لمن رفع السلاسل بالعطف على {الأغلال}، ثم يبتدئ: {يسحبون} أي هم يسحبون وهي قراءة العامة، وكذا يوقف على {السلاسل} على قراءة ابن عباس والسلاسل بالجر قال ابن الأنباري: والأغلال مرفوعة لفظًا مجرورة محلاً إذ التقدير إذ أعناقهم في الأغلال وفي السلاسل لكن ضعف تقدير حرف الجر وإعماله وقد جاء في أشعار العرب وكلامهم وقرأ ابن عباس بنصب السلاسل ويسحبون بفتح الياء مبنيًا للفاعل فتكون السلاسل مفعولاً مقدمًا وعليها فالوقف على فيها أعناقهم لأنَّ السلاسل تسحب على إسناد الفعل للفاعل فكأنَّه قال ويسحبون بالسلاسل وهو أشد عليهم إلا أنه لما حذف الباء وصل الفعل إليه فنصبه فعلى هذا لا يوقف على السلاسل ولا على يسحبون لأنَّ ما بعده ظرف للسحب وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد.
{يسجرون} جائز؛ لأنه آخر آية، أي: يصيرون وقودًا للنار.
{من دون الله} حسن، ومثله: {ضلوا عنا}، وكذا: {من قبل شيئاً}، وقيل: تام؛ لأنه انقضاء كلامهم.
{الكافرين} كاف، ومثله: {تمرحون}.
{خالدين فيها} حسن.
{المتكبرين} تام.
{إن وعد الله حق} حسن.
{أو نتوفينك} ليس بوقف؛ لمكان الفاء.
{يرجعون} تام ).
[منار الهدى: 340 - 341]


- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس